رأيمن هنا نبدأ

رسائل بري في حضرة الامام الصدر(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

لم يحمل الخطاب المتلفز للرئيس نبيه بري لمناسبة ذكرى اختطاف الامام السيد موسى الصدر جديدا صاعقا وصادما .الجديد تأكيد بري على مواقفه الثابتة ،فضلا على رسائل بلغت اهدافها. 

   فمواقف الرئيس بري كانت وما زالت منذ ما قبل توسيع رقعة العدوان الإسرائيلي على لبنان هي هي: نحن مع تنفيذ القرار الدولي 1701 بكل مندرجاته، وكان يعبر في مواقفه عن موقف حزب الله ضمنا والموقف الرسمي اللبناني.

ثم ومع وضع الإطار التنفيذي لوقف العدوان حدّث بري مواقفه، ومنها انسحاب المقاومة من جنوب الليطاني مقابل انسحاب العدو وعودة الاهالي وتحرير الأسرى.

كل هذه المواقف كانت منسقة على مستوى المؤسسات الدستورية في لبنان إلى أن بدأ الضغط الأميركي لتغيير ما هو متفق عليه، والانقلاب على التفاهات على قاعدة منتصر ومهزوم.

إن أهمية مواقف بري أمس تكمن في المناسبة بذاتها، والاعلان الصريح للرئيس بري من على منبر الصدر ينطوي على رسائل متعددة الاتجهات:

الرسالة الأولى هي أن السلاح المطلوب سحبه، هو ليس سلاح “الحزب”، بل سلاح لبنان بوجه “العدو الاسرائيلي” وهذا التوصيف الذي جاء في متن وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بالطائف، لا يمكن لأي مكون تبديله وتجهيله إلا بالانقلاب على الطائف.

الرسالة الثانية: تنطوي على التحذير المباشر من الانقلاب على الطائف، فهذا يعني الانقلاب على صيغة الحكم الجديد التي انهت الاقتتال الاهلي.

لقد شارك بري في إيجاد بعض التسويات لأزمات داخلية، على حساب الدستور، كقضية انشاء اللجنة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وكقضية أن تجري الانتخابات النيابية بعد الطائف على اساس وطني لا طائفي، وكان همّ بري الوحيد آنذاك “ألا يحدث تطبيق الدستور لهذه الناحية، انقاساما عاموديا بين اللبنانيين محوره هوية الوطن وصيغة الحكم فيه، وإن كلف ذلك ترحيل البنود الدستورية إلى مرحلة ينضج فيها بلوغ التسويات والسير قدما نحو وطن العدالة والمواطنة الخالصة”.

الرسالة الثالثة: حذار زج الجيش في مواجهة أهله وشعبه، ففي ذلك هدية مجانية لعدو يسعى لضرب الجيش آجلا أم عاجلا، إسوة بسائر الجيوش العربية في دول الطوق، وآخرها ما نفذه بالتناغم مع دول أخرى بحق الجيش السوري.

الرسالة الرابعة أن المقاومة، وهي مقاومة لبنانية صرف، بعد أن استسلمت الأنظمة العربية، وترهلت حركات التحرر الوطني وتدجنت الشعوب وحوصرت اقتصاديا وماليا حتى استبدلت الانظمة بالمؤسسات المالية، والمباديء والقرارات الدولية بواقع جديد تقوده حصرا الولايات المتحدة الاميركية.

…ولأنها مقاومة لبنانية، لا يجوز التعامل معها من خارج القيم اللبنانية وفي مقدمة هذه القيم: الحوار الوطني سبيلا لوحدة الدولة وقوتها ووجودها!

الرسالة الخامسة: إن الخريطة الزرقاء للعدو لا تعترف بحدود وكيانات، ولبنان مستهدف كغيره من الدول، فإما أن نحمي وحدة لبنان وجغرافيته بقليل من الحكمة أو عبثا نتحدث عن سيادة، فيما نحن نصعد بأرجلنا منصة المقصلة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى