منوعاتوفيات

رحيل عمر حرب ..من رجال النضال الأول ضد الاحتلال الإسرائيلي

 

كتب واصف عواضة – الحوارنيوز

رحل عمر حرب (أبو حسين) الأمين العام للاتحاد الإشتراكي العربي والمسؤول العسكري للاتحاد أبان الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ،والمناضل الوطني والقومي العريق ضد الاحتلال الإسرائيلي.

عرفت عمر حرب في بداية الثمانينات من القرن الماضي ،يوم شاركت في تأسيس مجلة “الشراع” إلى جانب نخبة من الزملاء برئاسة الزميل حسن صبرا،وكان “أبو حسين” أحد قياديي الإتحاد الإشتراكي العربي ومسؤوله العسكري بقيادة عبد الرحيم مراد، وقد عرفت فيه المناضل القومي العربي الناصري الذي لا تلين له عريكة،وقد أظهر ذلك في الإجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982 حيث بقي هو ورجاله يقاتلون حتى اللحظة الأخيرة ،وكان مقر الإتحاد في المصيطبة، على بعد أمتار من منزلي، آخر موقع يقاتل ويسقط في العاصمة.

أذكر جيدا ذلك النهار قبل 43 عاما،حيث كانت الدبابات الإسرائيلية تتوجه من وسط المدينة باتجاه المصيطبة عبر جادة سليم سلام للسيطرة على آخر موقع قتالي في بيروت حيث يقع مقر الإتحاد الإشتراكي ومجلة “الشراع” التي لم يكن قد مضى على صدورها أكثر من عدة أشهر.

أرسل قائد الهجوم الإسرائيلي رسالة إلى عمر حرب (الصورة) يدعوه فيها إلى التوقف عن القتال،عارضا ضمانات لسلامة المقاتلين. لكن “أبو حسين” لم يستسلم بل ظل يقاتل ورجاله ،وكان تفجير نفق سليم سلام بالدبابات الإسرائيلية التي شاهدناها مدمرة بأم العين على مقربة من منزلي على أيدي  المقاتلين.  

دبابة إسرائيلية مدمرة في نفق سليم سلام عام 1982

يروي عمر حرب بعد ذلك التاريخ كيف واصل النضال مع الحركة الوطنية لتحرير البلد فيقول:

 كنت قد أصبحت في البقاع، بعد أن احتل الصهاينة مقر “الاتحاد الاشتراكي العربي” الرئيسي في منطقة المصيطبة، في غرب بيروت. ذهبت إلى دمشق، من أجل ملاقاة بعض قيادات “الاتحاد” الذين خرجوا من بيروت، في نفس التاريخ 19-9-1983، ومنها عبد الرحيم مراد وحسن صبرا..
“جاءنا أمين عام “الحزب الشيوعي اللبناني” (الراحل) جورج حاوي إلى فندق شيراتون – دمشق، وتحدث معنا عن إنشاء “جبهة مقاومة وطنية لبنانية” (جمول) ضد الاجتياح الصهيوني، مشيداً بـ”مقاومة “الاتحاد الاشتراكي” للعدو المحتل من الجنوب إلى بيروت”، مشيراً إلى “مواقع الاتحاد على كل جبهات القتال، البرية والبحرية خلال حصار بيروت، قائلاً: “إن الرفاق في “الحزب الشيوعي” و”منظمة العمل الشيوعي” بقيادة (أمينها العام الراحل) محسن إبراهيم،   يتابعون عمليات الاتحاد في الجنوب ضد الاحتلال”..
“كنا ننسّق مع شَاب من قيادة “حزب العمل الاشتراكي العربي”، وهو التنظيم اللبناني لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” بقيادة (الراحل) د. جورج حبش، الذي كان يزورني في المقر  الرئيسي للإتحاد في المصيطبة، ويؤكد لي حُسن التنسيق بين مقاتلي “الاتحاد” و”حزب العمل” في الجنوب في عمليات المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني.. وأن شبابنا يعتمدون على شباب وأسلحة “الاتحاد”، التي تمّ طمر بعضها في بساتين في منطقة لا يصل اليها العدو..”.”اشترينا سيارة “ترانس ام”، تخفي جيوباً، كنا نضع فيها اسلحة خفيفة ومتفجرات، وننقلها عبر الحواجز الصهيونية من بيروت إلى الجنوب، ونجحنا في تنفيذ عدة عمليات ضد الصهاينة في صور، وعند جسر القاسمية، من دون ان نعلن عنها، ووضعنا نصب أعيننا مقر الحاكم العسكري في صور، قبل ان تسبقنا “المقاومة” التي انشأها “حزب الله” في بداياته، إلى نسفه بعملية إنتحارية”.
ويتابع حرب: “عندما جاءنا أبو أنيس (حاوي) ليعرض علينا التنسيق مع الشيوعيين والبعث (العراقي)، اتفقنا على العمل وفق قدرات كل منّا من دون ان نكون أعضاء في “جمول“، أيّ “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية”..(…)

منذ ذلك التاريخ التقيت عمر حرب مرات عدة ،وزرته في منزله في المرج،ولقيت فيه الرجل الذي لا يتغير ولا يهادن في المسائل القومية.
 رحم الله “أبو حسين” القائد الهادئ الدمث والصديق الصدوق، وأحد رجال النضال الأول ضد الاحتلال الإسرائيلي.

النعي

الإتحاد الإشتراكي العربي نعى عمر حرب وجاء في النعي:

ببالغ الأسى والحزن

تنعي قيادة الاتحاد الاشتراكي العربي أمينها العام عمر حسين حرب الذي وافاه الأجل صباح اليوم الجمعة في 28/2/2025، بعد عمر أمضاه في الكفاح والعطاء من اجل لبنان حراً عربياً مستقلا ، وعانى من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية لأبنائه.

     يتم تشييع المناضل عمر حرب بعد ظهر اليوم الجمعة في بلدته المرج – البقاع الغربي الساعة الثالثة والنصف بعد صلاة العصر.

الآسفون عائلة المرحوم عمر حسين حرب وعموم آل حرب والمرج وقيادات ومنتسبو الاتحاد الاشتراكي العربي.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى