رحيل الكاتب والصحافي العراقي عبد الخالق نعمان الخلف/الجميلي: عاشق العراق وبيده نخلة!
كتب طلال الامام من السويد:
….تعرفت عليه بحكم الجوار في الحي ومن خلال عملي . كنت التقيه مع اصدقاء اخرين بين فترة واخرى …توطدت علاقتنا في السنوات الخمس الاخيرة حيث كنا نلتقي بشكل شبه يومي في احد المقاهي ونتبادل مع قهوة الصباح احاديث متنوعة عن الوطن ، عن الغربة،عن الفن، عن الحب ، عن الحياة ومايجري فيها من مأس تخلفها النزاعات والحروب.
الحديث يدورعن “ابا علي” عبد الخالق نعمان الخلف/الجميلي الذي مارس مهنة الصحافة والمحاماة والكتابة …كل حديثه يبدأ من العراق وينتهي به ….كان يتألم مما يجري في وطن الرافدين من نزاعات واقتتال طائفي ، من فساد ومن ممارسات المحتل الامريكي . يكتب يوميا تقريبا على موقعه في “الفيس” رسائل مقتضبة الى أبناء العراق يصبح او يمسي عليهم ويتمنى لهم الخير كل الخير .
حضوره لطيف كنسمة صيف، ما أن يدخل المقهى وتبدأ الجلسة الصباحية حتى يخرج من جيبه قطعة حلوى او شوكولا وبضع حبات من الفستق …احياناً كثيرة يوزعها على بقية رواد المقهى بل والعاملين فيه ….حديثه لطيف يخاف أن يجرح ريشة ، يساعد ما بمقدوره ، عذب الحديث وحلو المعشر،يكره الثرثرة واغتياب الناس … مسامح وكريم …من المستحيل ان يمر حديث او يوم دون ان يذكر العراق والمحنة التي يمر بها وطنه …
هل اقول أن عشقه للعراق وبعده عنه قتله …ربما .زرته منذ عدة ايام للاطمئنان …تلقيت اليوم ( الاثنين 22كانون الثاني /يناير 2024 )وبشكل صاعق خبر رحيله ….اه يا ابا علي لمن تركتنا في غربتنا التي تزداد كل يوم … سوف نشتاق لحديثك، لجلستك ولروحك السمحة ….سوف نشتاق لحبة الشكولا او الفستق ….سوف نفتقدك …ستكون جلساتنا بدونك يابسة ….ولكن روحك معنا …
ابا علي نم قرير العين لن ننساك ياعاشق العراق .
لروحك السلام ولعائلتك الكريمة خالص العزاء.