رحل رفيق الدرب ..وانكسر القلم(اسماعيل حيدر)
كتب اسماعيل حيدر – الحوارنيوز
إنكسر القلم ابو فراس، وإنغمس العلم في غياهب النسيان.. إنفرط عقد الإعلام الرياضي.. انت اخر الكبار وشيخهم.. القدوة والتاريخ ..انت الذي كنت روح الصحافة وبريقها.. الآن إنطفأ السراج..
قتلتنا يوسف برجاوي.. نحن بتنا أيتاما.. لماذا فعلتها وقررت أن تتركنا.. أبكرت يا صديقي، أنا الذي أعرفك أعلم بخباياك، يرن حديثك في مسامعي وكلماتك التي تحفر آيات من الذكريات..قم يا رجل ،وبّخني وامش كما كنت منتصب القامة..
لماذا تنام..الا تريد أبو فراس أن نتحاور، أو إنك تعودت على المزاح والتعابير المضحكة..وجهك العابق بالتفوق الفكري والنفسي، وروحك التي لا تعرف الحقد أو الغلبة..
تعال الينا نحن دخلنا حالة اليأس، الإنتظار قاتل.. سنحملك في وداعك ونمشي وراء الظل الذي يحكي قصصا مرئية عنك عن هذا العالم الشاسع الذي قيدته بحضورك وشخصك المتعالي..
قيدته في تجوالك المديد، وإندفاعك المتتالي.. لماذا اليوم تغيب ابو فراس.. لم تغب يوما إلا وكنت بحضورك سندا ومثاليا حتى العظم..
رفيق الدرب،
سنوات طويلة وانت معي، ماتت السفير فانتهينا، إنزوينا إنذلينا…
الموت قدر..يشبه الظلام الذي يخيم ويرخي بثقله.. جعلك تصمت من غير العادة، أو أنك إختفيت وحولت المكان الى صمت مدقع..
أم فراس الثكلى تبكيك.. وتفتش عنك يا ولدي في كل مكان. وزينة الأبنة المفجوعة تنتظر ان تناديها بالاسم المحبب ” زنزون”..
ينتظرك فراس يا صديقي على مفارق الطرقات، الأبن البار الذي يعتز بك وبتاريخك.. اما علي المشاغب فقد بدأ هادئا لأول مرة وكأنه فقد الدنيا باجمعها، وكنتك زينب المطيعة لا تستوعب الخبر..
أرثيك ابو فراس ،وهل يرثي الواحد نفسه؟
عريتنا من طفولتنا الإعلامية، من الضجيج والإنفعال ،بدونا الآن من دون عبارات من غير كلمات نلبس السواد وتتحجر العيون وننزف الدمعات.. الان انكسر القلم بعد أكثر من 40 سنة رفاق درب ومعاناة.. الان تحطمت عبارات الكلام.. ألآن رحلت ابو فرس وأخذت معك كل الكلام.. الكلمات الان ليست كالكلمات..
حسين حركة ابو احمد ينتظرك، وسيتم اللقاء. خسارتنا بكما لا تعوض..
تحياتي يا رفيق الدرب لك مني كل السلام… رحمك الله وجعل طريقك الجنة…