هدى سويد ـ إيطاليا – الحوار نيوز
لم يكن مُستغربا بعد خبر رحيل الفنان الكولومبي العالمي فرناندو بوتيرو، يوم الجمعة الفائت عن عمر يناهز 91 عاما (مواليد ميدلين 1932) أن يؤكد ابنه” زيا” بأن والده سيتم دفنه في إيطاليّا، وتحديدا في مقبرة مدينة “بياترا سانتا” الإيطالية التابعة للبلدية (تعرف بجبالها الرخامية وباستضافة ساحاتها وكنيستها لأبرز معارض وأعمال الفنانين التشكيليين والنحاتين) ، لأن إيطاليا حسبما جاء في كلمة الإبن هي البلد الأكثر أهمية بالنسبة لوالده .
لا يمكن زيارة هذه المدينة دون الإحساس بوجود هذا الفنان الأسطورة ، فهو لم يكن يقوم بزيارة المدينة بل كان يقضي أكثر أيام بحر العام فيها ، حيث تشهد أماكن فيها على أعماله وما تركه فيها من فن تجذر بشكل أو بآخر بتاريخها دون أن يستثني كنيستها “الرحمة”*.
في العام 2021 كانت لي الفرصة في رؤية منحوتة المقاتل البرونزية التي ترتفع بضخامتها في احدى ساحات المدينة، وهي مهداة من الفنان عام 1992 (كما تؤكد اللوحة المقرونة بالنص ) ، وقبل ذلك بسنوات عديدة رأيت أكثر ما أدهشني من أعماله التشكيلية الجدارية في الكنيسة المذكورة أعلاه ، وهو ما أسماهما ببابي الخير والشر ، الجنة وجهنم (انظر الجداريتين) ،حيث عمد بأسلوبه الفني إلى رسم السيدة العذراء بجسدها وشكلها الضخم ، بما لم نعتد على رؤيتها كذلك سابقا، وذلك عند مدخل الكنيسة يمينا ،حيث تحتل السيدة العذراء المشهد ضمن حديقة خضراء متنوعة الألوان والزهور محاطة بملاك والأم تيريزا كلكوتا والفنان كرمز لمقاتل اسباني ، وذلك عند مدخل الكنيسة يمينا ، بينما من جهة اليسار عمل على رسم باب جهنم معبرا عن ذلك من خلال رموزه التي يتوسطها تنين ، قبور يخرج منها موتى بينما يسيطر على المشهد رموز الشر في الحقبة الحديثة يمثلها أدولف هتلر وبابلو أسكوبارتاجر المخدرات الشهير.
استخدم بوتيرو لتحقيق جداريتيه ألوانا وتقنيات تعود للخمسينيات.
لم يترك بوتيرو أعمالا وحسب في المدينة ،وإنما حبا من مدينة أحبته وأحبت فنانا استقطبت معارضه وأعماله أكثر الزوار دوما ، المولعين بأسلوبه الفني الذي تأثر به العديد من الفنانين من رسامين ونحاتين، ليس في إيطاليا وحسب ،وإنما في أرجاء كثيرة من العالم .
*Chiesa Misericordia
وهذه نماذج من أعماله: