بقلم د.أحمد عياش
إن صدقت المعلومات ان رئيس جهاز الاستخبارات السعودية كان قبل البارحة في دمشق حيث التقى فيها رئيس الجمهورية السورية، وان صدقت الاخبار التي تحدثت عن لقاءات سعودية وايرانية في الاسابيع الماضية، بإمكان المواطن المسكين ان يصب جام غضبه من سباب على الجميع، لأن الكبار قرروا السلام فوق جبل من جماجم وقرب نهر من دم وفي صحراء امة ، افضل ما بقي فيها اطلال تنافس اطلالا…
توقف القتال لأن ما عاد هناك ما يدمرونه.
توقفت آلة الدمار عندما لم يبق شيء صالح للتدمير و للنهب وللخراب في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي لبنان.
لا بارك الله بمن كان باستطاعته تجنب الحروب ولم يفعل، ومن كان باستطاعته التفاوض من اجل ايجاد حلول قبل سنوات ولم يقم بواجبه.
ان من قرر اخماد البركان في بلاد الشام واليمن والعراق ، نفسه من يسعى لاشعال بركان جديد في بلاد النيل .
حتى ترسيم الحدود البحرية مع محتل فلسطين أجّلت لتلائم المفاوضين تحت الطاولات.
نحن الناس نكرة، حشرات تُقتل، ما الذي تغير واستجدّ غير الانتخابات الاميركية حتى حلّت البركة على المتقاتلين.
لا عروبة استيقظت ولا نعمة الاسلام حلّت في القلوب.
يبدو ان الشيعة ما عادوا رافضة ،ولا السنة عادوا من اهل الناصبة،رغم ان الحكايا والاوهام نشيطة في العقول.
يبدو ان الرئيس السوري ما عاد يمثل نظاما مخابراتيا معاديا للديمقراطية ولحقوق الانسان، كما انه ما عاد “علوياً كافراً.”
بقي الجميع عند حدودهم، لا الحوثيون هُزموا ولا التحالف العربي تمكن من اقتحام صنعاء او ان ينتصر.
الذي حصل وتمكنوا منه، تدمير خيرات الشعوب المسكينة وارهاق ارواحها تحت عناوين ما عادت تهم احد.
تدمرت الجيوش حول فلسطين بما فيه الفدائي الفلسطيني.
لو في الدنيا عدالة لأطيح بكل من تسبب في الحروب.
جرى كل ذلك والعدو الاصيل اصيل في مكره، يراقب ويقصف ويهدّد.
في لبنان، سيقفل بيت ال الحريري .وبعد الرئيس نبيه برّي سيقفل بيت آل بري. وبعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون سيقفل بيت آل عون سياسيا.
سيتأخر اقفال بيت آل جنبلاط، الا انه لن يتأخر عن اقفال نفسه بنفسه.
هذا لا يعني ان بيت ال جعجع السياسي سيدوم.
سيباع نفط وغاز لبنان عبر شركات خاصة لتسديد ديونه ولابقائه رهينة اقتصادية بلا صواريخ دقيقة تصيب الهدف .
لا مانع لدى اسرائيل ان يحتفظ حزب الله برعد وبزلزال وبخيبر وبنواب الوفاء للمقاومة وبالهيئة الصحية والجهاد والامداد، فجميعها اهداف بسيطة في البرّ وفي الجوّ.
سيبقى السيد بشار الاسد رئيسا، انما على راس بلاد منهكة بحاجة لالتقاط الانفاس في مدة اقلها ثلاثين عاما.
سيستمر النصب والنهب والفقر والعوز والفساد في دولة العراق الديمقراطي الحرّ المتحرر من الرئيس صدام حسين، انما سيزداد عدد زائري الامام الحسين (ع) والحمدلله.
اما اليمن فسيصبح ثلاثة، لأن جزيرة سقطرة ما عادت عربية .
سيحصل كل ذلك لان الجميع على موعد مع حرب جديدة في بلاد وادي النيل، والهدف منها واضح ، لا سد النهضة في اثيوبيا ولا انخفاض مستوى نهر النيل في السودان وعند اطراف السد العالي في اسوان.
الهدف رأس جيش مصر العربية او حصة ماء لاسرائيل من نهر النيل، وبعده رأس جيش الجزائر الصامد، اي العودة الى حيث بدأت المعركة الاصلية والاولى في التسعينات….
نرجو ان يكون كلامنا اضغاث احلام وهذيان.
زر الذهاب إلى الأعلى