رئيس الجامعة اللبنانية يشكر الراعي على إثارة الملف:لو كانت المعلومات التي تصله صادقة لعرف كم نضحي في سبيل استقلاليتها
شكر رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي لرفعه الصوت عاليا من أجل الالتفات الى الجامعة اللبنانية ،وقال في بيان له اليوم: ولو كانت المعلومات التي تُنقلُ إلى غبطته صادقة لعرف غبطته كم يضحي رئيس الجامعة على الصعيد الشخصي والمعنوي ليحافظ على استقلالية الجامعة عن الأحزاب والطوائف والمصالح الشخصية
وقد صدر عن البروفسور أيوب بعد ظهر اليوم البيان الأتي:
تتوجه رئاسة الجامعة اللبنانية بالشكر إلى غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لحرصه الشديد على الجامعة اللبنانية، وهو إذ تكلم قد رفع عاليًا الصوت الذي لطالما طالبنا به الدولة ولا نزال بالالتفات إلى الجامعة الوطنية التي حقّقت في السنوات الأخيرة العديد من الإنجازات الأكاديمية بين شهادات الاعتماد العالمية وتصنيفات عالمية برغم الامكانيات المالية المتواضعة الموضوعة بتصرفها. ولولا أن أهلها، من أكبرهم إلى أصغرهم، يتفانون في خدمتها بدافع الانتماء العميق إليها بوصفها شبكة الأمان الاجتماعي الأولى في لبنان، لما تمكنت الجامعة من إنجاز ما أنجزته. وقد تجلى ذاك الانتماء وذاك الإخلاص بأبهى حلَلِه في كل ما قدّمته وتقدِّمه الجامعة اللبنانية إلى أهلها ومجتمعها منذ بداية جائحة كورونا وحتى اليوم.
نقدّر لغبطة البطريرك اهتمامه بالجامعة اللبنانية والذي تجلى خلال لقاءاتي مع غبطته، ونحن أكيدون أنه حريص على الجامعة وعلى تطورها ومصلحة طلابها وأساتذتها وهيئاتها الإدارية والأكاديمية، حرصنا عليها، منذ ما قبل انتخابنا من جانب مجلس الجامعة وتعييننا في مجلس الوزراء في موقع الرئاسة. إن دعوة غبطة البطريرك إلى تعيين عمداء أصيلين هي دعوتنا التي نأمل في أن يساعدنا على تحقيقها. وقد رفعنا إلى مجلس الوزراء، منذ أكثر من سنة ونصف السنة، أسماء المرشحين الذين انتخبتهم كلياتهم حتى تجد رئاسة الجامعة في مجلس الجامعة من يؤازرها في حملة الإصلاح ومحاربة الفساد التي باشرت بها منذ بداية عهدها ولا تزال تخوضها على الرغم من كل الافتراءات التي واجهتها، ولربما واجهتها بسببها. لقد تحمّل رئيس الجامعة من هذه الافتراءات ما لا طاقة لإنسان على احتماله، وهذا لأنه لم ينفذ مصالح شخصية وحزبية وطائفية مهما كانت، ومن أي جهة أتت، على الرغم من كل الضغوط البعيدة عن المنطق والقانون والمعايير الأخلاقية التي تعرّض ولا يزال يتعرّض لها. لم ينفذ لأنه لم يتصرف يومًا انطلاقًا من مصلحته الشخصية ولم ينتمِ يومًا إلى أي حزب كما أنه لا ينتمي إلى أي طائفة في ممارسته لمسؤولياته الوظيفية.
ولو كانت المعلومات التي تُنقلُ إلى غبطته صادقة لعرف غبطته كم يضحي رئيس الجامعة على الصعيد الشخصي والمعنوي ليحافظ على استقلالية الجامعة عن الأحزاب والطوائف والمصالح الشخصية ولتكون القرارات مبنية على اعتبارات الكفاءة والقدرة على تحمّل المسؤولية بجدارة. وسوف نكون سعداء ومقدرين لغبطته أن تتضافر جهوده مع جهودنا للوصول إلى الأهداف التي نتوخاها جميعًا وللمحافظة على إنجازات الجامعة غير المسبوقة وتعزيزها.
الراعي
وكان الكاردينال الراعي تطرق الى ملف الجامعة اللبنانية في عظة الأحد فقال: "الأمور خرجَت عن إطار التَّعاون مع الرِّئاسة الحاليَّة. فثمَّة حاجةٌ إلى إصلاح بعض الخلل فيها من مثل: غياب سلطة القانون وخضوعها للاستنسابيَّة؛ تغييب دور مجلس الجامعة الذي هو الشَّريك الأساسيّ والأهمّ في إدارتها منعًا لسيطرة فريقٍ على الآخرين، ولتجيير القرارات لمصلحته الشَّخصيَّة أو لمصلحة طائفته أو حزبه؛ تعيين عمداء بالتَّكليف بدل التَّعيين بالأصالة وعلى قاعدة اختيار الأصلح والأكثر نزاهةً وحيادًا وكفاءة؛ إعتماد تأجيل البتّ بقضايا أساسيَّة، وهذا يُنذِر بالانفجار".
وأكّد أنّه "بات مُلحًّا أن تنظر الحكومة والمجلس النيابيّ بروح المسؤوليَّة في أمور هذه الجامعة الرسميَّة الوحيدة، لترسما لها رؤيةً جديدةً في دورها ووظائفها وحضانتها للمبدعين من مختلف المكوّنات الاجتماعيَّة. فتختار لها أفضل قيادة، رئاسةً ومجلسًا". وأشار إلى "أنّ هذه الجامعة التي تضمُّ تسعةً وسبعين ألف طالب، وسبعة آلاف أستاذ، ونحو أربعة آلاف موظَّف، وستَّ عشرة كليَّةً، وخمسين فرعًا جامعيًّا، وثلاثة معاهد عليا للدكتورا، إنَّما تحتاج حقًّا اهتمامًا كبيرًا من الدولة اللُّبنانيَّة وحمايةً وتعزيزًا".