إغترابرأي

رؤية إغترابية لنهوض لبنان (جهاد الهاشم)

 

جهاد الهاشم* – الحوارنيوز- خاص

 

“عهدي أن يفتخر كل مغترب بلبناننا كما يفتخر لبنان بمغتربيه، فحقهم في التصويت هو حق مقدّس يحوّل غربتهم الى انتماء جديد لكل قرية ومدينة من لبنان فيعود منهم من يرغب ومن يقدر وتتحوّل الهجرة الدائمة الى فكرة عابرة لا حاجة لها”.

شجّعني خطاب القسم عامةً وما تناوله عن المغتربين اللبنانيين خاصةً أن أتوجّه إلى فخامتكم بهذا الكتاب المفتوح لأعبّر عن سروري لما ورد فيه، ممّا يطمئن الجميع أنّ على رأس الجمهورية رجل حكيم مصمّم على إقامة الدولة عبر توطيد الثقة بين اللبنانيين على الرغم من مجمل التحديات الضاغطة.

في هذا الإطار يطمح اللبنانيون المغتربون للمساهمة في إنقاذ لبنان من أزماته تحت عنوان إستثمار الصداقات والعلاقات الإجتماعية الدولية والحسّ الوطني، فهم أصلاً لعبوا ويلعبون دوراً حيوياً في إقتصاد وطنهم الأم من خلال تحويلاتهم المالية التي تعتبر مصدراً مهماً للعملات الأجنبية ممّا يعزّز إستقرار الإقتصاد ويساند السياسة النّقدية.

فالإغتراب اللبناني يعتبر رأسمالاً سياسياً وإقتصادياً وثقافياً كبيراً يجب إدراك حجمه والإلتفات إلى توظيفه والإستفادة منه، من خلال تبادل الخبرات والتقنيات ما بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، ممّا يسهم في بناء أدمغة ودفعة من الإختصاصيين المؤهلين للإنخراط في سوق العمل، ما يرفع مستوى الإنتاج محلياً.

وللنهوض ببلدنا إلى فجر القيامة نتشارك مع فخامتكم هذه الإقتراحات:

-     إعادة تأهيل القطاع المصرفي وتقويم مساره وتنشيط دوره لجهة تحقيق إستثمارات ناجحة وتأمين فوائد واقعية على الودائع والقروض، وتوفير التسهيلات وإيجاد حلّ تدريجي لإستعادة أموال المودعين وخاصةً المغتربين، والعمل على خطة لدمج المصارف لتفعيل عملها ولإستعادة ثقة المستثمر بها.

-     تحفيز الإستثمارات الإغترابية في لبنان عبر تقديم التسهيلات الإدارية والضرائبية، وإعتماد المكننة لتحقيق الشفافية.

-     تعزيز الشراكة الإقتصادية مع الإغتراب والتشديد على دور الوزارات والمؤسسات المعنية في بناء جسور تواصل مع المغتربين.

-     إشراك المغتربين في مشاريع خصخصة قطاعات الدولة، ما يخفّض قيمة الدّين ويعزّز التواجد اللبناني الإغترابي.

-     تعزيز تبادل الخبرات العلمية والتقنية ما بين لبنان المقيم ولبنان المغترب ممّا يساعد في نقل خبرات المغتربين إلى الوطن الأم.

-     تسريع عمل القضاء في إصدار الأحكام والحدّ من عرقلة معاملات الإستثمار.

-     إحترام حقوق الإنسان والحريّات وتبنّي التعدّدية الثقافية والإبتعاد عن العنصرية.

-     العمل على إكتساب حق المرأة بمنح الجنسية لأولادها.

-     ترويج لبنان إقتصادياً وثقافياً وسياحياً، وإقامة المعارض المتنقلة لتسويق الإنتاج اللبناني.

-     تشجيع الإقتصاد الإنتاجي وتوفير الهيكلية اللازمة له.

-     الحاجة لتسهيل تسجيل الوقوعات الجديدة للّبنانيين في السفارات للتمكّن من الوصول إلى إحصاء دقيق للمغتربين.

-     رفع مستوى المعيشة في لبنان وتأمين تقديمات صحية وإجتماعية تحقّق العيش الكريم للّبنانيين في أحضان الوطن.

-     دعوة فخامتكم والمسؤولين الرسميين للقيام بزيارات بلدان الإغتراب للإطلاع على أوضاع الجاليات اللبنانية ولتعزيز العلاقات مع البلدان المضيفة.

-     الإهتمام بالشباب المغترب والحوار مع جميع القوى الإغترابية.

-     تخصيص إثني عشر مقعداً نيابياً للمغتربين عن القارات الست والعمل على إشراك ثلاث وزراء منهم في كلّ حكومة تتشكّل للإستفادة من خبراتهم وتجاربهم الناجحة وتطبيقها في لبنان.

 

في النهاية، لا  يسعني سوى التذكير بأن كلمة إغتراب تعني التقوقع والعزلة والإبتعاد عن كلّ ما نحب، لكن اللبنانيين حوّلوها لمجد من الإختراعات والإستثمارات والنجاحات في  كل الميادين، وكتبوا بها تاريخاً لا يموت مخلّدين وطنهم الأم ورافعين إسمه بأعلى المحافل الدولية. لقد خطّوا بدموعهم وعرق جبينهم معالم النهضة والإزدهار وبفضل تجاوب فخامتكم معهم وتوجيهاتكم الحكيمة يمكنهم أن يخلقوا من عمق المأساة، لبنان فريد لبنان العيش الكريم، لبنان الأمن والأمان، لبنان القيّم الإنسانية.

نتمنّى لفخامتكم التوفيق والنجاح بمهامكم، وأن تحققوا إعادة بناء الثقة بالدولة ومؤسساتها وأحلام اللبنانيين المقيمين والمغتربين بإعادة لبنان إلى دوره الرائد، واضعين أنفسنا بالتصرّف لما يخدم لبنان ومستقبل شعبه.

 

*النائب الأول للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى