ذكرى انفجار المرفأ: كثير من الدموع وقليل من الحقائق
الحوارنيوز – صحافة
تحت هذا العنوان كتبت بولا مراد في صحيفة الديار تقول:
نجح الخوف والقلق المسيطران على اللبنانيين كافة من اندلاع حرب واسعة في التغلب على غضبهم ونقمتهم وحزنهم من مرور ٤ سنوات على انفجار مرفأ بيروت من دون اعلان اي حقيقة او محاسبة اي مرتكب.
فرغم إصرار أهالي الضحايا على التحرك ورفع الصوت، فإنهم كانوا يعلمون ضمنا ان الملف أُدخل في دهاليز السياسة والنكايات منذ فترة وهو لن يخرج منها الا بتحول كبير في البلد يقلب الطاولة على الجميع ويضع مجددا قطار التحقيقات على السكة الصحيحة كي يصل الى وجهته سالما.
قرار ظني قريبا؟
وأحيا اهالي ضحايا المرفأ الذكرى الرابعة للانفجار بمسيرتين اجتمعتا امام تمثال المغترب قبالة المرفأ. هم طالبوا بصدور القرار الظني وبكشف الحقيقة واحقاق العدل.
وخيّب القضاة المعنيون بالملف وعلى رأسهم المحقق العدلي القاضي طارق البيطار آمال الاهالي الذين كانوا يتوقعون قرارا ظنيا قبل الذكرى السنوية الرابعة للانفجار. الا ان مصادر قضائية معنية تعتبر انه “من الظلم تحميل البيطار وحده مسؤولية ملف بهذا الحجم” لافتة الى ان “كمّ التعقيدات والضغوط والتهديدات التي تعرض لها كان كفيلا بدفع اي قاض آخر الى التنحي، اما هو فقرر مواجهة الجميع والسير بملفه قدما رغم اتهامه باغتصاب السلطة وعشرات الدعاوى لكف يده”. وتؤكد المصادر لـ “الديار” ان “القرار الظني سيبصر النور خلال اشهر معدودة، والبيطار سيقوم قريبا باستكمال الاجراءات اللازمة لتبليغ المدعى عليهم الذين لم يستجوبهم بعد للمثول امام التحقيق وفي حال لم يتجاوبوا فهو سيرفع قراره الظني للنيابة العامة التمييزية”.
وبعكس ما اعتقد كثيرون لم يشكل تعيين القاضي جمال الحجار مدعيا عاما تمييزيا بدلا من القاضي غسان عويدات نقطة تحول في هذا الملف. اذ انه وبعد نحو ٧ اجتماعات بين الحجار والبيطار للتوصل الى نقاط مشتركة تؤدي الى تحريك المياه الراكدة، ظلت الامور تراوح مكانها. وتقول المصادر القضائية: “يعتقد البعض ان القاضي الحجار قادر بسحر ساحر ان يحرر البيطار من عشرات الدعاوى ومن قرارات القاضي عويدات التي ادت عمليا الى محاصرته، الا ان المحامين والقضاة يعلمون تماما ان ذلك غير ممكن وان الشواغر القضائية تمنع البت في معظم الدعاوى، لذلك اقترح الحجار فصل الملفات (ملف القضاة وملف النواب والوزراء عن ملف قادة الاجهزة الامنية والموظفين) بمحاولة للسماح للبيطار باصدار قراره الظني لكن الاخير اصر على رفض الاقتراح، ما يجعلنا عمليا ندور في حلقة مفرغة”. وتؤكد المصادر ان “القاضي الحجار مستعجل بعد اكثر من القاضي البيطار لصدور القرار الظني لكن ما يريده هو ان يكون قرارا لا لبس فيها ويضع الجميع امام مسؤولياتهم الحقيقية ولا يسمح لاي كان بالتشكيك فيه من خلال حجج كصلاحيات المحقق العدلي وغيرها”.
وخلال عظة الاحد جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي مطالبته بتحقيق دوليّ ما دام القضاء المحلّي معطّلا للسنة الرابعة.
الرد خلال ساعات
في هذا الوقت، اتجهت كل اهتمامات العالم الى منطقة الشرق الاوسط بترقب لرد ايران وحزب الله على عمليتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية وللقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر.
وفيما نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين توقعهم أن تهاجم إيران “إسرائيل” في وقت مبكر من يوم الاثنين، رجحت مصادر مطلعة الا يتجاوز انتظار الرد منتصف الاسبوع الجاري وان يكون ردا مشتركا من طهران وحزب الله وحلفائهما، لافتة في حديث لـ “الديار” الى ان “الاسبوع الحالي سيكون مفصليا بتحديد مصير المنطقة وبخاصة ان الكرة ستعود بعد الرد المرتقب الى ملعب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فاما يقرر توسعة الحرب واشعال المنطقة ام يرضخ للضغوط الدولية الكبرى التي تمارس عليه للعودة الى مسار الهدنة والمفاوضات”.
ويوم أمس، أكد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أنه “ليس لدينا أدنى شك في أن الرد الذكي والقوي لايران على الكيان الصهيوني سيثلج قلوب الشعب وقوى المقاومة وطالبي الحرية في العالم”، مشيرا الى ان “الرد سيجعل هذا الكيان وأميركا الداعمة له يندمان على فعلتهما وسيجبران على تغيير حساباتهما حتى لا يرتكبا خطأ يضر بأمن ايران وسلام المنطقة”.
ولعل ما يفاقم مخاوف اللبنانيين من ان تكون الامور تتجه الى منحى خطر، مواصلة الدول الغربية والعربية تحذيراتها من السفر الى لبنان، وكان آخرها فرنسا والسعودية. اذ حضّت الخارجية السعودية السعوديين الموجودين في لبنان على المغادرة فوراً، فيما دعت فرنسا رعاياها إلى مغادرة لبنان فور الإمكان”. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في توجيهاتها إلى المسافرين إلى لبنان أنه “في سياق أمني متقلب جدا، نلفت مجددا انتباه الرعايا الفرنسيين إلى أنه ما زال هناك رحلات تجارية مباشرة وغير مباشرة متوافرة إلى فرنسا، وندعوهم إلى اتخاذ تدابير الآن لمغادرة لبنان فور الإمكان”.
الجبهة مشتعلة جنوباً
وبالتوازي مع استعدادات حزب الله بالرد على اغتيال الشهيد شكر، واصل بقوة حملة اسناد غزة من جبهة جنوب لبنان. فأعلنت المقاومة انها أدخلت على جدول نيرانها المستعمرة الجديدة بيت هلل وقصفتها الأحد لأول مرة بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
كما استهدفت المقاومة التجهيزات التجسسية في موقع راميا كما موقع المنارة وموقع بركة ريشا.
بالمقابل، واصل العدو الاسرائيلي عدوانه، فاستهدف اطراف منطقة المحمودية لجهة منطقة الوردية، مقابل الاطراف الغربية لبلدة بلاط، وأتبعها بغارة ثانية بعد اقل من 10 دقائق على محيط منطقة المحمودية، شرق سهل الميدنة كفررمان. وقصف العدو أطراف بلدتي راميا وبيت ليف فيما أفادت مؤسسة كهرباء لبنان بأن حريقا كبيرا اندلع في محطة تحويل الكهرباء في مشروع الطيبة، جراء استهدافها بغارة من مسيرة.
كذلك شنّت مسيرة غارة على محيط الساحة العامة في بلدة بيت ليف.
وكان العدو أطلق طيلة ليل السبت – الأحد، القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق، واطلق القنابل الحارقة على الاحراج المتاخمة للخط الازرق، كما اطلق فجرا نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه بلدة عيتا الشعب بالقطاع الاوسط.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة حصيلة محدثة للغارة التي شنها العدوان الاسرائيلي السبت على بلدة دير سريان، حيث ارتفع عدد شهداء الغارة الى اثنين بعد إبلاغ مستشفى النبطية عن وفاة شهيد نقل اليها وهو في العقد السادس من العمر متأثرا بجروحه.