ذكرى الحرب الاهلية :متاريس بلا بنادق
اختلف اللبنانيون بشأن أسباب الحرب الأهلية اللبنانية الأطول في تاريخ لبنان حتى الآن، والتي اندلعت شرارتها في العام 1975 وانتهت في 1998 بوثيقة دستورية – سياسية تنهي الحرب على أسس جديدة لقيام الدولة الموحدة.
ثم اختلف اللبنانيون على تفسير وتنفيذ الوثيقة المسماة " وثيقة الوفاق الوطني (الطائف) وعرقلوا كل من موقعه تنفيذ البنود الإصلاحية الجدية التي من شأنها أن تبني دولة وطنية مركزية أو أنها كان من الممكن أن تقودنا، خطوة كبيرة، في هذا الإتجاه.
وهم الآن لا زالوا في حالة حرب من نوع آخر:
اختلاف على الهوية الوطنية والهوية الاقتصادية للبنان، مفهوم الدولة بصفتها دولة راعية وحاضنة أم انها دولة الرأسمال المتفلت من أي التزام إجتماعي وأخلاقي كما هو حاصل اليوم؟ تباين الى حد التناقض حيال سبل مواجهة التهديدات والإعتداءات والأطماع الإسرائيلية، أي صنف من العرب نريد؟ عرب عبد الناصر أم عرب أنور السادات؟ الخ.
تجمعهم اليوم كلمة "تنذكر ما تنعاد"، وهم جميعهم يدركون أن الأسباب الاجتماعية والهوة الطبقية الكبيرة بين فئات الشعب اللبناني لا بد أن تردم إما بالحرب أو بالعدالة!
هم يدركون أن المحاور الإقليمية لا يمكن للبنان ألا يكون جزءا منها لأنه في قلب الصراع ولأنه معني بملفات تدور حولها الإقتتالات والإنقسامات والتسويات: الملف الفلسطيني وحق العودة والملف السوري وهوية المنطقة والتسوية الشاملة للصراع العربي الإسرائيلي وشروطه وإمكان تحققه، والهم ملف ما يبقى من أرض محتلة من قبل العدو الذي سيصادر مرتفعات جبل الشيخ لإعتبارات أمنه القومي والمائي، دون أن يرف لبعض اللبنانيين أي جفن حرصا على مواقعهم في السلطة!!!
لا بد من مقاربة جريئة تقوم بها القوى الحريصة فعلا على السلم الأهلي، قبل أن تبلغ هشاشة الوضع اللبناني مرحلة التحلل فنصبح أمام إحتمالين: دويلات أمر الواقع، أو حرب الأمر الواقع؟