دياب يرمي كرة النار في حضن المجلس النيابي والقوى السياسية
كتب واصف عواضة:
رمى رئيس الحكومة حسان دياب أحمال الأزمة في حضن المجلس النيابي والقوى السياسية ،وهي كرة النار التي يتجنبها الكثيرون انطلاقا من الخلاف المستعر على قانون الانتخاب الذي يفترض أن تجري على أساسه الانتخابات.
فقد أعلن الرئيس دياب في كلمة وجهها الى اللبنانيين هذا المساء أن الحل البنيوي للأزمة يتلخص في انتخابات نيابية مبكرة ،وقال إنه سيطرح على مجلس الوزراء الاثنين مشروع قانون لاجراء انتخابات نيابية مبكرة ،مشيرا الى أنه "مستعد لتحمل المسؤولية في رئاسة الحكومة لمدة شهرين، شرط إجراء إصلاحات بنيوية لإنقاذ البلد".
والواضح أن دياب أكد عزمه على الاستمرار في رئاسة الحكومة خلافا للتكهنات التي سبقت كلمته ورجحت إعلان استقالته.إلا أن من يعرفون دياب جيدا استبعدوا هذا الخيار ،فكانت مواقف دياب بمثابة هبة باردة على حرارة الأزمة ،في وقت كان التظاهرات في الوسط التجاري تتحول الى أعمال عنف متبادلة بين المتظاهرين والقوى الأمنية.
وفي هذا الاطار يعد موقف رئيس الحكومة خطوة لا تخلو من الحنكة السياسية في مواجهة جميع الذين يسعون الى تحميله أعباء الأزمة الراهنة ،وبينها المسؤولية عن الكارثة التي حصلت في مرفأ بيروت.فالرئيس دياب يعرف أن القوى السياسية لن تستطيع رفض الانتخابات المبكرة ،لكن السؤال "على أساس أي قانون؟".
ويعتقد أن هذا السؤال سيكون محور المواقف السياسية خلال المرحلة المقبلة،ومن المبكر الحديث عن وجهة الأزمة في هذا المجال،خاصة وأن الآراء في هذا المسار تتدرج من الدائرة الفردية حتى القانون النسبي على أساس دائرة واحدة خارج القيد الطائفي،وبينهما ثمة العديد من المشاريع التي يرى فيها كل فريق مصلحته الانتخابية ،بعيدا عن مصلحة لبنان وشعبه.