كتب واصف عواضة – خاص الحوار نيوز
رحلت “أم حسن”..شُيعت في مأتم مهيب شارك فيه حشد لا يُعد ولا يُحصى من كل النحل والملل . وحده السيد غاب عن الجنازة الحزينة، والسبب معروف ومبرر.
جلس السيد خلف الشاشة يشهد الفراق الأخير. سقطت دمعة حرّى على خدّه عندما رُفع نعشُها إلى المثوى الأخير.كان في وده أن يُقبّل جبينها وهو يلحد جسدها. لكنه بالتأكيد فعل قبل أن تفارق منزلها نحو المشهد الأخير.
بكى السيد..نعم بكى!
من قال أن القادة لا يبكون؟ ..فالسيد في النهاية إنسان من لحم ودم وروح ومشاعر إنسانية.وبالتأكيد هي ليست المرة الأولى التي يبكي فيها السيد.وأخال أنه بكى ويبكي مع كل أم شهيد،فكيف لا يبكي على أم أنجبته وحملته وهنا على وهن واحتضنته طفلا وفتى ،وحُرمت من طلته،إلا نادرا، منذ تنكّب لهذا العمل النضالي الشريف.
يوم استُشهد هادي ،فلذة الكبد،وقف السيد فوق المنبر بكل رباطة الجأش،بتوازن القائد والسيد المقاوم ،وقال عباراته الشهيرة: “إنّي أشكر الله على عظيم نعمه، أن تطلّع ونظر نظرة كريمة إلى عائلتي فاختار منها شهيدا، وقَبِلني وعائلتي أعضاء في الجمع المبارك المقدس لعوائل الشهداء الذين كنت عندما أزورهم أخجل أمام أب الشهيد وأم الشهيد وزوجة الشهيد، وسأبقى أخجل أمام هؤلاء” .
يومها أبكى السيد الجموع والمشاهدين والمستمعين ،لكن دمعة السيد القائد ظلت محجورة في المآقي.أما دمعة السيد الإنسان فبالتأكيد سقطت على خده في مكان آخر.
وفي الخلاصة تستحق السيدة الشريفة أم حسن(نهدية صفي الدين) هذا الوداع المؤثر. فكل من عرفها نوّه بخصالها في التواضع والإنسانية والأخلاق العالية ، بعيدا عن أنها الأم التي أنجبت حسن نصر الله ،سيد المقاومة وأحد القادة التاريخيين في صفحات هذه الأمة.
كثيرون يعرفون حكاية السيد مع والدته ووالده ،من البازورية في قضاء صور،إلى النبعة فالضاحية الجنوبية ،إلى.. إلى.. إلى أن صار في مقامه الحالي.
بالتأكيد سوف يتذكر السيد دائما رحلته الطويلة مع الوالدة التي فاقت الستين عاما،ولسوف تتساقط دمعة حرّى على خده مع كل مرحلة من مراحل الذكريات. أوليست “الجنة تحت أقدام الإمهات” كما يقول الرسول الكريم.
خالص العزاء للسيد وأبيه وأخوته والعائلة الكريمة .أسكن الله السيدة الراحلة فسيح جنانه ..وإنّا لله وإنا إليه راجعون.