دشتي في منتدى الأسكوا: الديون العربية ترليون و500 مليون دولار
كتبت غادة حيدر – الحوارنيوز
تتواصل أعمال وفعاليات المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2023 الذي تنظمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الاسكوا”، بالتعاون مع جامعة الدول العربية وهيئات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية.
ويناقش المشاركون في عناوين أبرزها: “التخطيط والتمويل في التنمية المستدامة والتعافي من الأزمات” و “المن المائي وتسريع العل على تحقيق الهدف 6 من أهدا التنمية المستدام”. وسيتم لاحقا الإعلان عن الفائزين “بجائزة الاسكوا للمحتوى الرقمي العربي” على ان تعقد ايضا طاولة مستديرة بشأن الاستعراضات الوطنية الطوعية”،وستخصص جلسة للبحث في ” التحول العادل والشامل في مجال الطاقة”.
جلسة الافتتاح
وكان المنتدى قد افتتح بكلمات لكل من:
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
- واعد عبدالله باذيب، وزير التخطيط والتعاون الدولي، الجمهورية اليمنية.
- نائبة الأمین العام للأمم المتحدة أمینة محمد.
- وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي.
وبعد عرض استعراضي فني وموسيقي قدمه عدد من تلامذة مؤسسات تربوية مشاركة، القت دشتي كلمة انتقدت فيها السياسات التنموية للحكومات في البلدان العربية، وشددت على وجوب التعاون لتجاوز الأزمات والتقدم نحو الإقتصادات المنتجة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة.
وجاء في كلمة دشتي:
“شاهدنا للتو القليل مما يواجه منطقتنا العربية من التحديات وبعضا مما ححقنا من الانجازات وكثيرا مما تختزنه من طموحات وقدرات وشغف وعزيمة لدى الأطفال والشباب.
وفي ضوء ما رأينا لا يسعني الا أن أقول من غير المقبول أن يولد الطفل العربي مديوناً وأن يرث ديناً بدل من أن يرث مستقبلا مشرقاً وأن يكون مثقلا بدين يقدر ب3500 ألف دولار بسبب تراكم الديون العربية التي وصلت الى ترليون و500 مليون دولار، ومن غير المقبول أن تحرم الطاقات الشبابية القادرة على الانتاج من الفرص ولا يستفاد منها وأن تستمر السياسات في منطقتنا في تعزيز الاستهلاك على حساب الانتاج وتكريس سياسة اسنزاف الموارد وهدرها عوضاً عن خلق بيئة لتوليد الفرص والثروات ليبقى حوالي 30 مليون عربي عاطلا عن العمل وحوالي 160 مليوناً في القطاع غير النظامي دون حماية اجتماعية، ومن غير المقبول أن تكون الفجوة بين الجنسين في منطقتنا ثاني أكبر فجوة بين الجنسين في العالم وأن نشيد بأهمية دور المرأة في مجتمعاتنا ولكن نعاملها بتمييز على أرض الواقع ونحد من مشاركتها الفعلية في مراكز صنع القرار.
واذا استمرت الأمور على حالها سيكون علينا الانتظار 149 عاما لنشهد تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في منطقتنا.
ومن غير المقبول أن تتغاضى السياسات الحكومية عن اللامساواة الصارخة في المجتمع بل أن تكرس واقعاً مجحفاً ينذر بأن يصبح قنبلة موقوتة اجتماعية حيث أن ال10 في المئة من السكان في المنطقة العربية يمتلكون 75% من ثرواتها، ومن غير المقبول أن تزداد الطبقة الوسطى والتي هي عداد المجتمع تقلصاً والا تعمل الحكومات على تعزيز فرصها والنهوض بها بل الأسوأ من ذلك أن 30% من الطبقى الوسطى أصبحت فقيرة في بعض البلدان العربية خلال السنوات الأخيرة ومن غير المقبول أن نذهب الى قمة أهداف التنمية المستدامة وهذا واقعناً”.
وأضافت دشتي: “لا يمكن أن تستمر الأوضاع والتحديات على ما هي عليه وبوجودكم وبوجود الطاقات الشابة والعزائم في مجتمعاتنا العربية لا يمكن الا أن نستمر بوضع أحسن نحو التغيير الايجابي للاسراع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهذا يحتم علينا جميعا منظمات دولية وحكومات ومجتمع مدني وقطاع خاص ودول مانحة ومؤسسات مالية وتنموية أن نعزز التنسيق والتعاون فيما بيننا لاعداد التغيير المنشود لأنها مسؤوليتنا جميعا. كذلك آن الأوان للاعتماد على نهج جديد يقوم على الاستفادة من الثروة الصناعية الرابعة والخامسة والابتعاد عن أنماط العمل المعتاد وهذا ما تفعله الاسكوا وهيئات الامم المتحدة الشريكة وقد بدأنا بالفعل بتغيير الطرق ونهج عملنا بإستخدام البيانات الضخمة وتمكين الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال لدعم صناع القرار كما أننا نقيم شراكات ما كانت مألوفة من قبل وشاهدتموهم اليوم وهم الأطفال من أجل بناء قادة المسقبل المؤمنين بأهداف التنمية المستدامة المتسلحين بقيم الأمم المتحدة ومبادئها.
كل ذلك لنكون محفزين لتسريع الانجاز وتحقيق خطة عام 2030 وأهدافها من أجل ارساء الأسس لازدهار البلدان وكرامة الانسان نعم هذا هو شعار الاسكوا ازدهار البلدان وكرامة الانسان. قد يقول البعض أن الشعارات غالبا ما تكون حبرا على ورق ونؤكد أن كل الانجازات تبدأ بشعارات وما أقربها الى قلبي شعار نبدأ وكان شعار حملتي الانتخابية عندما كنت من ضمن اول أربعة سيدات خضنا الانتخابات ودخلنا مجلس الأمة في بلدي الكويت كانت الظروف السائدة آنذاك أن انتخاب المرأة للنيابة هو أمر شبه مستحيل ومع ذلك بفضل العزيمة والعمل الدؤوب والشراكات الحقيقية بين الجميع والقناعة بأن العمل من أجل التغيير هو حق وواجب.
وتابعت:” واليوم معا سنقلب الموازين ونبدأ بتحقيق أهداف التنمية المستدامة ختاما لنتذكر اننا أصبحنا في منتصف الطريق نحو خطة 2030 وقمة أهداف التنمية المستدامة على الأبواب وان الوقت لا ينتظر احدا فلا ندعه يداهمنا فلنعمل معا بجهد وعزيمة لنقل لكل طفل عربي سوف ترث مستقبلا مشرقا ولكل شاب وشابة طاقاتكم سيستفاد منها لاستدامة نمو اقتصادنا ولكل امرأة عربية انصافكن أصبح واقعا ولنقل للعالم أن المنطقة العربية منطقة آمنة عادلة مبتكرة مزدهرة حيوية متنوعة”.
وستُرفَع رسائل المنتدى وتوصياته إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى لعام 2023 المزمع عقده في نيويورك في شهر تموز المقبل.