رأي
دروس الهجوم الإرهابي على لبنان(جهاد سعد)
كتب د. جهاد سعد – الحوار نيوز
- لم يعد الكيان الصهيوني قادراً على تحمل تكاليف حرب الإستنزاف التي فرضها محور المقاومة، ولذلك فهو يستخدم أخطر أوراقه لتفجير الحرب أو إجبار المقاومة على التفاوض لفصل المسار اللبناني عما يحدث في غزة.
ويمكننا توقع استخدام اسلحة النانو تكنولوجيا أيضا كخطوة متقدمة في المواجهة. هذا ونحن على ثقة أن الولايات المتحدة ضالعة من البداية في هذه الحرب بكل تفاصيلها،والأميركيون يكذبون كالعادة لعدم إحراج عملائهم في المنطقة في الحلف العربي -الإسلامي للدفاع عن إسرائيل.
- ما أبعد رؤية السيد القائد الخامنئي الذي يطالب إيران والأمة الإسلامية بكل دولها منذ التسعينيات من القرن المنصرم ، بالإعتماد على مقدراتها في كل المجالات وعلى راسها ما يسمى “High Tech” ، وقد تقدمت إيران في هذا المجال واصبحت بين الأوائل في النانو تكنولوجي ، وقد آن الأوان لتوظيف هذه القدرات في الحرب القائمة. من “الميني مسيرات” إلى القنابل الكهرو مغنطيسية، إلى اساليب التشويش وتعطيل الهجمات الإلكترونية ، إلى الحروب السيبرانية والذكاء الإصطناعي، وسنشهد في المستقبل القريب هجوما إيرانيا _ عراقيا _ يمنيا _ لبنانيا على المجال التكنولوجي الصهيوني، فليسوا وحدهم من يملك هذه الأدوات. وأنا بصدد تأليف كتاب كامل عن استراتيجية السيد القائد في المواجهة الكبرى تحت عنوان “جيوبوليتيك الإقتدار”، وباختصار شديد “الخامنئية”: هي الإعتماد على الله سبحانه وعلى القدرات الذاتية للأمة بثقة والتعامل مع العالم من موقع الإقتدار، والتخلص من إدمان استهلاك السلع والأفكار والأدوات والمناهج.
3- في ثقافة المقاومة يشكل سقوط الجرحى والشهداء وقودا للمسيرة، وإعادة دفع لعملية التحرير. فيفقد أعزاؤنا أبصارهم لينيروا بصيرتنا إلى حجم التحدي، ويفقدون أطرافهم لنطور أدواتنا في المواجهة، فلا تراجع ولا فتور ولا اهتزاز بل اعتزاز.
- أثبت لبنان أنه مجتمع مقاوم موحد في الأزمات، والدم خالط الدم، وارتقى بالأمس هذا الوطن الجريح إلى مستوى التحدي ونجح في معركة القيم. مكتوب على هذا البلد الصغير بمساحته، الغني بمقاومته وقدراته أن يقود وللقيادة اثمان… هكذا كانت رؤية الإمام السيد موسى الصدر (أعاده الله ورفيقيه) للمجتمع اللبناني المقاوم. وما لا نصل إليه بالتخطيط والعمل الجاد توصلنا إليه المحن والإبتلاءات ونيران التحدي.
“والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”.صدق الله العظيم (العنكبوت، 69)