“تجمع ابناء البلدات الحدودية الجنوبية”: إطار ضغط شعبي للعودة وإعادة الاعمار(طارق مزرعاني)

طارق مزرعاني – الحوارنيوز
![]()
بعد مرور حوالي سنتين على الحرب جنوباً وخاصة في القرى الحدودية، صار من الضروري إيجاد إطار جامع لأبناء هذه القرى لرفع الصوت حول معاناتهم التي لم تنتهِ بالنسبة لهم، لا بل زادت وتيرتها في ظل اعتداءات العدو اليومية عليها ونسف البيوت الجاهزة وغير الجاهزة وآليات الحفر وازالة الأنقاض واحتلال قسم كبير من الأراضي، وفي ظل الكلام عن مناطق عازلة وخالية من السكان ، إضافة الى معاناة من عادوا الى القرى من ابسط مقومات الحياة والعيش وكذلك أزمة النازحين الذين اصبحوا في عالم النسيان وبينهم من لا يستطيع دفع اجرة بيته آخر الشهر، ناهيك عن عجزهم عن دفع كلفة الاستشفاء وتعليم اولادهم وثمن لقمة عيشهم ، ولا ننسى ان ملف التعويضات تعثّر كليّاً وبالتالي لا اعمار ولا اعادة بناء للبيوت والمؤسسات والبنية التحتية من طرقات وماء وكهرباء، من دون ان ننسى المباني الرسمية ومباني البلديات والمدارس ، ونذكّر أنّ المؤسسات لم يعوّض عليها بشيء حتى الآن مع ان بعضها خسائرها بملايين الدولارات ، إضافةً الى ما تعرّض له القطاع الزراعي من اضرار جسيمة وخصوصاً في ما يخص التبغ والزيتون، وهما الزراعات الاساسية في المنطقة الحدودية ناهيك عن قطاع تربية المواشي والدواجن ، ولا يغيب عن بالنا الاضرار المنظورة وغير المنظورة لدى اصحاب المهن الحرة من اطباء ومهندسين وصيادلة وحرفيين وعمال وغيرهم، حيث تعطّلت اشغالهم كلياً منذ بدء الحرب حتى الآن خصوصاً العاملين في قطاع البناء وتوابعه ، وكان هؤلاء قد أنفقوا كل ما ادخروه سابقاً مما تبقى من ودائعهم التي سرقتها المصارف واستهلكها سقوط قيمة الليرة والكورونا والحرب، وتوقفت التحويلات من الاقارب في الخارج أيضاً ممن كانوا يحنّون عليهم بمبلغ صغير من هنا او هناك، وذلك لان من في الخارج تعب ايضاً ومنهم من صدّق ان الحرب انتهت …
لذلك كله بادرت مجموعة من الشباب والشابات وفعاليات القرى الحدودية على اختلاف طوائفهم ومشاربهم لانشاء “تجمع ابناء البلدات الحدودية الجنوبية”،والذي سيعمل على المطالبة بما ذكرناه من مطالب وحقوق، وأهمها انسحاب العدو من الأراضي كافة والعودة الآمنة للاهالي ودعم العائدين والبدء بالاعمار ودفع التعويضات وتبني مطالب النازحين وحقوقهم، ريثما تتم العودة النهائية، وهذه هي اهداف التجمع، وهو مفتوح لجميع ابناء القرى الحدودية دون استثناء ، وليس له اي صفة حزبية او سياسية ولا يتعاطى اي عمل سياسي ولا ينحاز مع فئة ضد فئة، وسيقوم بتحركات ونشاطات متنوعة سلمية الطابع وقانونية باسلوب ايجابي حضاري منفتح، وستتم زيارة الرؤساء في الدولة والوزارات والادارات المعنية والاحزاب والجمعيات وحتى السفارات والهيئات الدولية، وكذلك نواب المنطقة، وسيتم التعاون مع الفعاليات المحلية والبلديات والمخاتير في كل قرية ،وكذلك مع المغتربين والجاليات اللبنانية، وخاصةً ابناء القرى الحدودية الذين لهم حضور كبير في دول الاغتراب، وسنطرق كل الابواب لتحقيق مطالب اهلنا قدر المستطاع.
واول التحركات سيكون مؤتمرأ صحافيا في مقر جمعية تقدم المرأة في كفرجوز، وذلك يوم الاحد المقبل ١٧ آب الساعة الحادية عشرة صباحاً، وسيتلى فيه بيان التأسيس وشرح اهداف ومبادئ التجمع…



