خيط رفيع بين ابو عدس والمبسوط: التبرير لا يعفي القوى الأمنية من المسؤولية
"الدعوة الى إقامة الدولة الإسلامية في لبنان، القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية في سوريا، تحليل قتل المرتدين و"الخنازير" وغيرها من المصطلحات ،تكاد تطابق بين ما ذكرته شهادات مقربين من الإنتحاري الإفتراضي أحمد أبو عدس بطل فيديو الإعتراف بمقتل الرئيس رفيق الحريري، وبين الإرهابي الذي نفذ جريمة إرهابية موصوفة في طرابلس أمس وانتهت باستشهاد أربعة عناصر من الجيش اللبناني وقوى المن الداخلي.
القضية أبعد من تصرف فردي أقدم عليه المبسوط بسبب مستوى "اليأس" الذي بلغه وحالته "غير المستقرة"، وفقا للكلام التبريري الذي قاله أمس المدير العام لقوى الأمن الداخلي، وهو الكلام الذي رأى فيه النائب البير منصور أنه تبريري ولا يعفي من المسؤولية.
وهو أعقد من التبسيط الذي عبرت عنه وزيرة الداخلية ريا الحسن في تصريح لها من طرابلس في محاولة لرفع المسؤولية عن القوى الأمنية وأجهزتها المعنية، أكانت مخابرات الجيش اللبناني أو فرع المعلومات، وقولها أن ما حصل هو عمل فردي وأن "المحكمة أخلت سبيله ولسنا نحن من قام بذلك" وأنه لا صحة لأي كلام عن تدخلات في مثل هذه القضايا" وهو تصريح انتقده النائب السابق مصباح الأحدب من خلال سؤاله: "أليس حري بالأجهزة الأمنية أن تراقب العناصر المعروفة بقتالها الى جانب داعش؟
هي حرب بدأت على لبنان منذ أن أتخذ قرار بإغتيال الرئيس رفيق الحريري العام 2005 وحرب ال 33 يوما التي أقدم عليها العدو الإسرائيلي في العام 2006 كمحاولة يائسة لتصفية حزب الله والمقاومة، ومن ثم إطلاق شرارة الحرب الإرهابية المنظمة في سوريا بدعم أميركي واضح.
من قتل الرئيس الحريري؟
سؤال يكتسب مشروعيته في ظل ما تكشفه الأيام من مؤامرة كبيرة لا يمكن فصل حلقاتها، والمستهدف فيها: النهج الذي يمثله الرئيس الحريري والمتمثل بعدم التفريط بأوراق القوة اللبنانية والعربية في مواجهة العدو الإسرائيلي، والمقاومة بما تمثله من حالة شعبية عربية إستثنائية، وكل ذلك كمقدمة لا بد منها لتمرير "صفقة القرن"!