خنساء لبنان أم عماد مغنية في ذمة الله
غيب الموت اليوم الإثنين،أم الشهداء الحاجة أم عماد مغنية ،وهي أم لـ3 “شهداء”: جهاد وفؤاد وعماد، كما أنّها جدّة القيادي في “حزب الله” جهاد عماد مغنية، الذي استشهد مع 5 من رفاق له، في غارة اسرائيلية استهدفت موكبهم في القنيطرة في كانون الثاني 2015.
لأم عماد مغنية الفضل الكبير في صناعة البيت المقاوم. ومن يستمع لأم الشهداء الثلاثة، جهاد وفؤاد وعماد، وهي تروي سير أولادها الثلاثة، يلحظ أنها تغطي مسيرة المقاومة منذ إنطلاقتها، بل ما قبل تبلور قرار قيام حزب الله.
قالت أم عماد لابنها: “صارو2”.. أجابها الحاج عماد “شو رح تعملي لما يصيرو3”
وللمفارقة أن المقاومة التي تفخر اليوم برؤية وبصيرة قائدها الجهادي الأول لم تستطع حتى الأن أن تفيه حقه، لأن جمع ذاكرة الحاج عماد وتقديمه إعلاميًا لم يزل رهن محاولات لم ترق إلى مستوى الشخصية.
على الرغم من إنشغالاته الكثيرة، لم يكن عماد مغنية لينسى المشاركة في المناسبات العائلية الخاصة ولو متأخرًا، ومنها عيد الأم.
عندما تبوأ منصبه الأعلى في المقاومة، قررت أم عماد أن تهدي ولدها هدية رمزية تتضمن رسالة معنوية، فأرسلت إليه بمنحوتة خشبية محفور عليها حديث للإمام علي يقول فيه “إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك”.
لم يحد الحاج عن التسامح في مسيرته، ومع ذلك كانت أم عماد تلعب دومًا دور المربيّة الحاضرة في كل الاستحقاقات. ومن كان على تماس مع قائد المقاومة يدرك تمامًا أن الرجل القاسي مع أعدائه كان شدةّ في اللين مع المجاهدين في الآن نفسه.
فوجئت يومًا أم عماد بإبنها البكر يزورها من غير إخبار مسبق، برفقة السيد عباس الموسوي. كان الرجلان جائعين، ولم تكن أم عماد تتوقع زيارة الضيفين، فاحتارت في أمر تحضير الطعام. سألها السيد عباس عما يتواجد من أغراض في المنزل، فأجابته “برغل وبندورة”. جلس السيد والحاج أمام باب المنزل في الجنوب يتناولان الطعام ويضحكان. لتكتشف لاحقًا أم عماد أنهما كانا يقودان عملية عسكرية على أحد مواقع الإحتلال الإسرائيلي إنطلاقاً من مائدتها البسيطة!.
أم عماد مغنية هي خنساء لبنان ،وقد سبقها أبو عماد قبل أشهر الى دار البقاء،وهي التحقت بالعائلة التي قدمت للبنان أغلى الانتصارات .رحم الله أم عماد وأسكنها فسيح جنانه.
يصلى على جثمانها الطاهر ويوارى في الثرى في الرابعة من عصر الثلاثاء في روضة الشهيدين.