دانييلا سعد الحوارنيوز – خاص
شكلت زيارة الهيئات الاقتصادية اللبنانية برئاسة الوزير السابق محمد شقير الى سلطنة عُمان نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
حصيلة هامة يمكن وصفها بالإطار العام الذي يعكس النوايا الطيبة لدى كل من الفريقين، غير أن العديد من التفاهمات يحتاج الى متابعة، وبعضه الى مزيد من الدراسات وإقرار الأطر التشريعية – القانونية اللازمة .
وأعلن الوزير شقير خلاصة الزيارة مشيرا الى “التوصل لتفاهمات بين الجانبين اللبناني والعماني حول هذه المواضيع التي ستكون مدار متابعة واهتمام مشترك، وهي:
1- التركيز على تسهيل الاستثمارات اللبنانية في عمان في مختلف القطاعات لا سيما على مستوى التمويل والاعفاءات واليد العاملة، وكذلك إنشاء شباك موحد للاستثمار في عمان.
2- تشجيع رجال الاعمال العمانيين على الاستثمار في لبنان في مختلف القطاعات لا سيما في البنية التحتية، والعمل بشكل مشترك للاستثمار في الدول الأخرى.
3- وضع مقترحات من قبل القطاع الخاص اللبناني عن التسهيلات والتحفيزات المطلوبة للاستثمارات الصناعية في عمان.
4- الترويج للمنتجات الصناعية اللبنانية في عمان، وتشجيع التبادل السياحي بين البلدين.
5- إنشاء شركة مشتركة لتوسيق المنتجات التي تصنع في عمان، في أفريقيا واوروبا.
6- التعاون في المجال السياحي، لا سيما على مستوى الإستفادة من الخبرات اللبنانية في تسويق عمان وتطوير البنية التحتية السياحية على مستوى بيوت الضيافة والمطاعم والنشاطات المكملة.
7- التعاون في مجال العلامات التجارية (فرانشايز)، بهدف مساعدة غرفة عمان في إنشاء مركز للفرانشايز لتطوير ثقافة الفرانشايز في عمان، وتنظيم مؤتمر وعرض للعلامات التجارية اللبنانية في عمان.
8- التعاون في مجال الصحة والتعليم لا سيما تحفيز إنشاء مستشفيات جامعية لبنانية في عمان، وكذلك بالنسبة للجامعات.
9- تسيير رحلات طيران مباشرة بين لبنان وعمان، إن كان عبر طيران الشرق الأوسط أو الطيران العماني“.
وأكد شقير “اننا لمسنا رغبة عمانية أكيدة للتعاون وتقوية العلاقات في مختلف القطاعات، خصوصا إننا خرجنا بأفكار واضحة وكذلك آليات متابعة، وهذا ما يشكل خارطة طريق لتحقيق نقلة نوعية في علاقاتنا الاقتصادية خلال الفترة المقبلة“.
وشملت اجتماعات اليوم الثاني كلا من وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار قيس بن محمد اليوسف، وزير التراث والسياحة سالم بن محمد المحروقي، رئيس وحدة دعم التنفيذ والمتابعة خميس بن يوسف الجابري، رئيس مجلس إدارة الشركة العمانية للتنمية السياحية محمد بن سالم البوسعيدي، وتم إجراء نقاش معمق لمختلف المواضيع الأساسية التي طرحت خلال منتدى الأعمال العماني اللبناني الذي انعقد أمس في غرفة عمان.
وأعلن شقير “وجود رغبة أكيدة وجدية من قبل القيادات الاقتصادية العمانية في القطاعين العام والخاص بتحقيق نقلة نوعية في التعاون الاقتصادي الثنائي، وهذا ما ترجم عبر تأكيد الوزراء والهيئات المعنية بالشق الاقتصادي على تقديم كل التسهيل والقيام بالمتابعة الحثيثة مع الجانب اللبناني ولدى الادارت المعنية في عمان لوضعها موضع التنفيذ“.
ولفت الى أنه “تم الإتفاق على خارطة طريق تتضمن وضع تقرير مفصل عن كل المواضيع والأمور التي تم الاتفاق عليها، وتشكيل فريق عمل مشترك لمتابعة تطبيقها، كل بند ببنده، وتنظيم لقاءات عمل متخصصة وقطاعية تجمع بين الجهات المعنية من البلدين حول النشاط الاقتصادي المستهدف“.
وكان الوفد الاقتصادي اللبناني برئاسة شقير قد بدأ يومه الثاني بزيارة وحدة دعم التنفيذ والمتابعة ولقاء رئيسها الجابري، في حضور سفير لبنان في عمان ألبير سماحة ورئيس غرفة عمان رضا بن جمعة آل صالح، حيث رحب الجابري بشقير والوفد المرافق، مؤكدا “اهتمام السلطنة بالتعاون مع رجال الاعمال اللبنانيين وفتح آفاق الاستثمار أمامهم في السلطنة، خصوصا مع رؤية عمان 2040 التي تقدم سلة كبيرة من التحفيزات والاعفاءات ومناطق حرة للاستثمار“.
من جهته شكر شقير الجابري وعرض اهتمام القطاع الخاص اللبناني للاستثمار في عمان، معتبرا إن “عمان تشكل فرصة اكيدة للبنانيين في قطاعات متعددة”، ومشددا على “ضرورة توفير تحفيزات وتسهيلات للشركات اللبنانية الراغبة في الاستثمار في عمان“.
ثم قدم مدير التسويق في الوحدة عرضا مفصلا عن رؤية عمان 2040 وكل المشاريع المستهدفة والقوانين المسهلة والمحفزة للاستثمار. وقد تم الاتفاق خلال هذا الاجتماع على تقديم الجانب اللبناني الاقتراحات التي يراها مناسبة لتسهيل وتحفيز الاستثمار في مجالات الصناعة والسياحة والعلامات التجارية والقطاعات الاخرى المستهدفة. وفي نهاية الاجتماع قدم شقير للجابري درع غرفة بيروت جبل لبنان عربون شكر وتقدير.
المحطة الثانية كانت في وزراة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، حيث أجرى شقير، في حضور سماحة وآل صالح، مباحثات شاملة مع الوزير اليوسف، الذي أبدى كل استعداد “لتقديم المساعدة والمواكبة والدعم للمشاريع المطروحة والمستهدفة“.
وتخلل هذا الاجتماع الذي ساده نقاش معمق لكل الافكار والمشاريع التي ذكرت آنفا، اقتراح افكار وخطط مستقبلية للمتابعة لإنجاح التعاون، حيث تم الاتفاق على سلة من المشاريع تطال الصناعة والسياحة والفرانشايز والتسويق والصحة والتعليم، وكذلك كيفية متابعتها من خلال عقد مؤتمرات ولقاءات عمل ومعارض ومؤتمرات في البلدين. وفي نهاية الاجتماع قدم شقير الى اليوسف درع غرفة بيروت جبل لبنان عربون شكر وتقدير، وكذلك قدم اليوسف الى شقير درع الوزارة.
ثم انتقل الوفد الى سفارة لبنان في مسقط، حيث استقبله سماحة الذي شكر شقير والوفد المرافق “على كل ما يقومون به لفتح آفاق جديدة للقطاع الخاص في الخارج”، مشيرا الى ان “عمان تختزن الكثير من الامكانات والفرص، لذلك من الضروري العمل بشكل مستمر على تقوية التعاون الاقتصادي مع هذه الدولة الصديقة“.
وتحدث شقير، فنوه بالجهود التي يقوم بها سماحة “لتسهيل أمور القطاع الخاص ورجال الأعمال اللبنانيين في عمان”، كما نوه بجهوده لإنجاح الزيارة، وقدم له درع غرفة بيروت وجبل لبنان.
وانتقل الوفد الى وزراة السياحة حيث أجرى مباحثات مع المحروقي، تركزت على الاستفادة من خبرة اللبنانيين في مجال التسويق السياحي وتطوير بيوت الضيافة ومكاتب السياحة والسفر وتشجيع إقامة المطاعم اللبنانية في عمان، وكذلك تشجيع التبادل السياحي.
وقد تم الاتفاق على عقد لقاءات في ما خص التعاون السياحي في المجالات لمطروحة إما في لبنان أو في عمان لمتابعة المشاريع. وقدم شقير هدية تذكارية لوزير السياحة العماني.
المحطة الأخيرة كانت في الشركة العمانية للتنمية السياحية، حيث أجرى شقير والوفد المرافق مباحثات مع رئيسها البوسعيدي حول التعاون السياحي المشترك.
زر الذهاب إلى الأعلى