خطبة الجمعة الثالثة:أيها الناس..عليكم الاختيار!
ايها الناس،
وُلّيتُ عليكم لاحذركم،
معابدنا خالية من المؤمنين ، الا انها ايضا خالية من المتزلفين ومن المخادعين ومن الذين يسرقون ارزاقنا خارج المعبد، وفي المعبد يرشون الملائكة بحسنات مزيفة ،كما يحاولون ان يخدعوا الاله باعمال خيرية تخفف من لوعة الذنب ولا تحرك فيهم ندم.
يا ايها الناس،
عندما عجزتم عن طرد مستغلي الدين والطائفية ، مديري الصفقات ومهندسي نهب الاموال، كان لا بد للآلهة ان تتدخل فارسلت القائد كوفيد التاسع عشر المعاون الاول للملاك عزرائيل ليقوم بالمهمة فطردهم وطردكم معه لعلكم تنتبهون.
يا ايها الناس،
ما لي اراكم سكارى من دون شراب ، حيارى من دون امر مريب، الامور واضحة كقرص الشمس عند الشروق وعند المغيب، نقولها للمرة الألف ومضطرون ان نعيد، لا ينقسم المجتمع الى مسلمين ومسيحيين ،لا لهندوس ولا لسيخ ،لا تنقسم الشعوب الى قوميات واعراق والوان والى يسار والى يمين، ينقسم الناس يا أحبتي بين شرفاء و منافقين، بين اخلاقيين ومجرمين،بين لصوص ومنهوبين، بين اثرياء جمعوا ثرواتهم بالاستغلال والحرام وبين فقراء سُرق تعبهم وحلالهم من انذال ومن ثعالب ومن دجالين.
يا ايها الناس،
اخبرناكم ونعيد، لا تبحثوا في اسماء الناس، لا في امتداداتها في التاريخ بل خذوا حذركم من الناس وفق شخصياتهم، فإياكم الشخصية الذئبية فانها تخفي انيابها بابتساماتها .واياكم الشخصية الحربائية فانها تجيد تغيير انماطها وكلامها قبل الوانها وفق شروط تموضعها ومصالحها. واياكم الشخصية الافعوانية فانها لا تظهر الا عند المفارق المظلمة ، لدغتها قاتلة عند الكمين.
اياكم ومرافقة الشخصية الحمقاء فإن ارادت بكم خيرا اضرّتكم .واياكم مرافقة الشخصية الكاذبة فانها تقرّب لكم البعيد وتبعد عنكم القريب. واياكم مرافقة الشخصية الوسواسية فان في حذرها وترددها وشكها الدائم وتأففها نكد يُسرع في سقوطكم في الاجهاد في ارضائها ويسرع في سقوطكم بالاكتآب.
اياكم والشخصية المتضخمة أناها فان في تكبرها وفي تعجرفها وفي ادعاءاتها قرفا وخطرا وتعبا وسأما لا ينتهي في تعديل افكارها. واياكم والشخصية النرجسية فإن أناها مركز الكون وكل الناس من حولها وجدت كالعبيد في خدمتها من دون شكر او منّة. واياكم والشخصية المتقلبة المزاج فاليوم انتم احباء ورفاق وفي الغد اعداء على خصام .واياكم والشخصية الحاقدة التي تعيد ذكر ما تعتقده اوجاعها ،فان الحرب لا تشفي غليلها والدمار لا يرضي ثأرها ، تبحث في الماضي وفي الحاضر عن المآسي لتحول مستقبلكم لجحيم.
يا ايها الناس،
من سمعنا فليخبر ما قلناه لغيره لتعم الفائدة.
يا ايها الناس،
اني ما قلت ما قلته الا ارضاء لربي، رب كل الناس ، رب الكفار قبل المتدينين، رب الجميع من دون تمييز،
اقول هذا واستغفر الله لي ولكم ، اني خيرتكم فاختاروا ما بين الجنة والنار ، ما بين الموت على صدري او الموت فوق دفاتر اشعاري، اختاروا الحب او اللا حب فجبن ان لا تختاروا*