خطاب السيد المجروح
نفى السيد اي علم لقيادة حزب الله بآلية إخلاء سبيل العميل عامر فاخوري مشددا ان تهديدات ومطالبات حصلت بهدف اخلاء سبيله منذ القاء القبض عليه، ليعود ويؤكد ان بعض القضاة تعرضوا لضغوطات مع تهديد وتهويل من قبل آخرين ،مثلاً ،بوضع اسماء على لائحة العقوبات الاميركية، وقد رضخوا، اما البعض الآخر من القضاة فقد صمدوا وأن أخطر ما في الامر اعتياد الاميركي على الابتزاز مع الدولة اللبنانية والاطراف كافة.
من مقدمة كلام السيد نفهم ان الوطنيين اللبنانيين وبيئتهم المقاومة تعرضوا لخدعة قضائية-سياسية سمحت بتهريب العميل، وان لا صفقة سرّية من تحت الطاولة لا بالاتفاق مع حركة أمل ولا مع حزب الله .
وهنا إن كان من تفسير لهذا الكلام فالعتب الكبير واصبع الاتهام بالتقصير يصوّب على ادارة القضية من قطاع محامي حزب الله وقطاع محامي حركة امل اولا وثانيا وثالثا، ثم رابعا قطاع محامي الحزب الشيوعي اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي ومحامي باقي القوى الوطنية التي شاركت فعليا في المقاومة ويدها قصيرة كي لانقول يدها مقطوعة في الدولة.
كلام السيد يشير الى انه محرج جدا ومستاء أكثر من ملاحظات وتعليقات وانتقادات الأقربين اكثر من الخصوم وهذا ان دل فيدل أن جمهور حزب الله لم يقتنع بالتبريرات التي قدّمت له من كوادر حزب الله من الفئة الاولى والثانية ،ما اضطر السيد ان يوضح المشهد الضبابي ليواسي المتألمين وليقنع الجميع رغم ان العتب على قدر المحبة.
كلام السيد يشير الى ان حزب الله تعرض لخدعة. ألم محبي المقاومة من خارج ومن داخل حزب الله كبير لأنهم اعتادوا على الانتصارات تلو الانتصارات ، ما جعل اول خدعة واول هزيمة معنوية تقع كالصاعقة على القلوب ، قلوب مؤيدي المقاومة وليس حصرا قلوب جماهير حزب الله.
فالمقاومة ضد اسرائيل اوسع بكثير من قاعدة حزب الله ،وهذه مسألة بالغة الاهمية لانها تعني ان المعركة مع العدو استمرارية وكلما سقطت بندقية ، ارتفعت بندقية أخرى. مرة اخرى ينجح السيد القائد بتهدئة النفوس المتألمة والمستنكرة والغاضبة والمؤمنة بخط المقاومة ولو انه لم يصبر على آخرين ولا نعرف ان كان يقصد الشيخ ماهر حمود او أناس عاديين او صحافيين او اعلاميين وان دل ذلك فيدل ان جرحا معنويا أصاب كبرياء قيادة حزب الله من ذهاب البعض بعيدا في اتهاماتهم التخوينية للمقاومة….
كان السيد مستاء جدا من التحليلات المخونة للمقاومة التي حامت حول تبرئة العميل…. حتى عند انتقال السيد الى الحديث عن واقع الكورونا استمرت معه نغمة الاستياء والانزعاج من تبرئة العميل لتمتد الى خطابه كله مبديا انزعاجه من تطبيف العدوى الفيروسية. من خطاب السيد نعي ان الطائفية كريهة وان لا حل للبنان الا المواطنية والخطاب الوطني الجامع، كما اكد على ضرورة اجراءات تخفيفية للسجناء من اجل اطلاقهم ان امكن.
لم ينس القائد موضوع التكافل الاجتماعي وضرورة تحمل المتعثر من القادر عبر مساعدة الناس وضرورةالحرص اقتصاديا لاننا في حالة حرب ويبدو ان الحالة ستطول. طمأن السيد ان الحزب يقوم بواجبه الاخلاقي بما خص مناصريه من فحوصات للفيروس كما تعاطف مع الاسرى الفللسطينيين المهددين بالفيروس، كما تعاطف مع اليمن وابدى عن انزعاجه من ترامب الذي يستمر بغيه ضد ايران رغم مصابها بالفيروس طمعا بالمال.
يبقى السيد القائد ، سيد المواجهات وقائد كل المراحل، سيد كل مكان وقائد في كل زمان.