الحوار نيوز – تقرير خاص
إنشغل العالم من أقصاه الى أقصاه الليلة الماضية بانقطاع خدمات شركة فايسبوك التي تدير شبكتي واتس أب وأنستغرام ،أكبر وسيلتي اتصال في العالم ،لنحو ست ساعات .
وفي حين عاودت الشركة العمل بشكل جزئي فجر اليوم الثلاثاء بتوقيت شرق المتوسط،انخفض سعر سهم فايسبوك عقب تعطل قدرة المستخدمين على الوصول الى حساباتهم نتيجة العطل المفاجئ الذي شمل كلا من إنستغرام وواتس أب،وهبط سهم شركة فايسبوك 5.8% ووصل سعره إلى 322.7 دولار، بينما انخفضت القيمة الرأسمالية للشركة لنحو 920 مليار دولار بعدما بلغت 976 مليارا عند الإغلاق الأسبوع الفائت،أي بخسارة 56 مليار دولار في ساعات قليلة.
وبلغت خسارة مؤسس شركة فايسبوك مارك زوكربيرغ مبلغ 6 مليارات دولار.والمعروف أن مداخيل فايسبوك في الساعة الواحدة من الإعلانات تتجاوز الخمسمائة ألف دولار في الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن موظفي فايسبوك عانوا من عدم قدرة الأبواب على قراءة بطاقاتهم التعريفية من أجل الوصول إلى خوادم الإنترنت لمعالجة الأعطال.
وكانت شركة فايسبوك أعلنت فجر اليوم، إن خدمات وسائل التواصل الاجتماعي (فايسبوك وواتس اب وانستغرام) عادت للعمل بعد انقطاع استمر قرابة ست ساعات.وتمتلك الشركة جميع الخدمات الثلاثة التي لم يكن من الممكن الوصول إليها عبر الويب أو على تطبيقات الهواتف الذكية.
وقالت “داون ديتيكتور”، التي تتعقب الانقطاعات على الانترنت، إن هذا كان أكبر فشل شهدته على الإطلاق، مع تسجيل 10.6 مليون تقرير لوجود مشكلة في تصفح المواقع والتطبيقات الثلاثة في جميع أنحاء العالم.
وكانت المرة الاخيرة التي تعرض فيها فايسبوك لعطل بهذا الحجم في عام 2019.وغرّدت شركة فايسبوك معتذرة للمتضررين عن انقطاع خدماتها.
وأسف مايك شرويفر، كبير مسؤولي التكنولوجيا في الشركة لما حصل،وفال إن خدمات فايسبوك قد تستغرق بعض الوقت ” لتعود إلى العمل بشكل طبيعي 100٪”.
وفي حين تداولت المواقع الالكترونية ووكالات الأنباء العالمية أخبارا عن عمليات قرصنة أو أخطاء حصلت داخل الشركة أدت الى هذا العطل،لم يعرف حتى الآن السبب الرسمي للمشكلة. لكن خبراء في شبكة الإنترنت توقعوا أنه قد ينطوي على خطأ في نظام أسماء النطاقات أو ما يعرف بالـ DNS، لمواقع الشركة.
وتم التداول في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي بخبر يقول إن مقرصنا صينيا عمره 13 سنة اخترق موقع الفايسبوك وسبب هذا العطل ،وأن مليارا ونصف المليار مستخدم أصبحت حساباتهم مكشوفة.لكن هذا الخبر ظل في دائرة التكهنات.
وأوضحت فايسبوك بشكل مبدئي أن السبب الرئيسي لانقطاع خدمة الاتصال هو تغييرات في إعدادات أجهزة “الراوتر” الرئيسية تسببت بحدوث مشاكل أدت إلى انقطاع خدمة الاتصال.
وأضافت أنه لا دليل لدينا على تعرض بيانات المستخدمين للاختراق نتيجة لهذا العطل، وأسِفت الشركة لانقطاع الخدمة في منصاتها، مشيرة إلى أنها تعمل بأقصى ما في وسعها لاستعادة الخدمة، مؤكدة أن أنظمتها الآن عادت للعمل.
وكشفت شركة تقنية عالمية لتحليل الإنترنت عن نشاط قام به موقع فايسبوك صباح أمس، تعتقد أنه أدى إلى العطل الذي ضرب المنصة وتطبيقاتها عالميا.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن دوغ مادوري، مدير تحليل الإنترنت في شركة كنتيك لمراقبة الإنترنت، قوله إن فايسبوك “أجرى تغييرًا على ما يبدو صباح الاثنين في معلومات توجيه الشبكة”.وبحسب مادوري، أثر هذا التغيير على خوادم نظام أسماء النطاقات الخاصة بالشركة، والتي تعمل كنوع من نظام البحث على الإنترنت.
وسخر العديد من شركات التكنولوجيا الأخرى، منها تويتر وريديت، من مأزق فايسبوك ما استدعى ردودا من الشركة وتطبيقاتها المتأثرة الاخرى.
وذكر مراسل بي بي سي للشؤون التكنولوجية في أمريكا الشمالية أن انقطاع المواقع الرئيسية ليس أمرا غير شائع. فقد حصل ذلك الأسبوع الماضي مع موقع سلاك على سبيل المثال.أما ما جعل هذا الانقطاع لدى فايسبوك جديرا بالملاحظة، فهو حجمه ونطاقه والسياق الذي حدث فيه.
أضاف:عادةً ما يتم حل العديد من حالات الانقطاع الناتجة عن خلل في نظام أسماء النطاقات بسرعة إلى حد ما. وغالبا ما تكون هذه الانقطاعات محدودة أيضا في بقعة جغرافية ما، حيث يتعذر على بعض الأشخاص تصفح موقع ما في حين لا يزال يمكن تصفحه في بلد آخر.
واستدرك قائلا:كان هذا الانقطاع على صعيد العالم كله، وأثر على العديد من الخدمات المنبثقة من فايسبوك.كما أن طول الفترة الزمنية التي كانت فيها خدمات فايسبوك خارج الشبكة أمر غير معتاد. وكانت هناك تقارير عن “فوضى” في مقر فايسبوك، حيث سارع الفنيون لإصلاح المشكلة.
وقال:ما هو غير واضح أيضا هو سبب المشكلة. بشكل عام، لا تحدث حالات انقطاع الخدمة بسبب الاختراقات ولكن لا يمكن استبعاد ذلك.وكان الأسبوع قد بدأ بالفعل بشكل سيء بالنسبة الى فايسبوك بعد أن كشفت موظفة سابقة في الشركة عن هويتا الأحد بعد أن سربت وثائق عن الشركة. لكن الاسبوع السيء أصبح سريعا أسبوعا فظيعا للشبكة الاجتماعية العملاقة.
نزوح وهجرة الى مواقع أخرى
انقطاع فايسبوك سبب نزوحا هائلا من المستخدمين الى مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.و شهدت التطبيقات المنافسة إقبالا كبيرا بعد توقف واتس اب وفايسبوك وإنستغرام، حيث قال “تلغرام” إنه عانى من بعض البطء خلال الساعات الأخيرة بعدما استقبل أعدادا هائلة من المستخدمين، الذين لجأوا إليه لمواصلة اتصالهم بالعالم.
كما هاجر المستخدمون إلى تويتر لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات المتعلقة بالحدث. وكان تويتر كذلك المنصة التي اختارها فايسبوك لنشر إعلانه التوضيحي.
ويعتمد قرابة ملياري شخص حول العالم على تطبيق واتس أب، للتواصل مع العالم الخارجي، ما يعني أزمة حقيقية للمستخدمين، عند توقف التطبيق عن العمل.
ويعتمد سكان دول كثيرة حول العالم، تطبيق واتس أب، كمحور أساسي لإجراء الاتصالات الهاتفية، بسبب توفر باقات الإنترنت، وغلاء باقات الاتصال الهاتفية.
ولكن ثمة تطبيقات كثيرة بديلة لواتس أب، لكنها لم تبلغ منزلته في العالم ،وهذه أبرزها:
-
فايبر
الملايين يستخدمون تطبيق فايبر للاتصال، وهو من أكثر التطبيقات شعبية في العالم العربي بعد واتس أب.ويوفر التطبيق مساحة شاملة لخصوصية المستخدم، وتمنع جمع البيانات كما هو الحال في تطبيقات فايسبوك، ما يشعر المستخدم بالأمان.
-
تيليغرام
يعتبر تطبيق تيليغرام من أكثر التطبيق “أمنا” للمعلومات والمحادثات، الأمر الذي رفع عدد مستخدميه إلى 500 مليون مستخدم.ويوفر التطبيق خاصية تبادل الرسائل والمحادثات الصوتية وغرف الدردشة ومشاركة الملفات الكبيرة، ما يجعله بديلا مناسبا لواتس أب.
-
سيغنال
يعتبر سيغنال التطبيق الأول من ناحية حماية خصوصية المستخدم، فهو تطبيق يصب تركيزه على هذه الخاصية ويفضلها على أي شيء.وتستخدم تطبيقات تيليغرام وفايبر وسكايب بروتوكول سيغنال للخصوصية ضمن برمجياتها الداخلية.
-
سنابشات
بينما يتعرض واتس أب لعطل حقيقي، قد يكون تطبيق “سنابشات” البديل الأمثل للمحادثات وتبادل الصور، خاصة بين المراهقين والشبان الذين يعرفون التعامل مع التطبيق.ولن يكون سنابشات مناسبا للاتصالات المهمة، لكنه سيكون مفيدا لإبقاء التواصل حيا خلال الرسائل والصور.
-
الرسائل النصية