رأي

حول كسبار وصاغية: التجارة بالحرية كالتجارة بقمعها(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز- خاص

ترددت كثيراً قبل كتابة هذه الأسطر، لسبب وحيد هو أننا نعيش في بيئة اصطفافات لا يقودها عقل، بل الولاءات العمياء، طائفية كانت أم مذهبية، أم اصطفافات تدعي الديمقراطية والليبرالية وهي براء من هذه وتلك.

لمجرد ان تعطي رأياً تظنه موضوعياً، وبمجرد أن هذا الرأي قد يخالف قول ورأي اي من المعسكرين، وربما كلاهما، كما هو حالي في هذا المقال، سيكون عليك أن تستعد لمواجهة من الانتقادات والتخوين، يفقد معها الديمقراطي عقله، ويهددك الطائفي بالقتل، ويخاطبك الليبرالي بلغة الأستذة، لكون الحقيقة ملكه، والآخرون هم إما معي أو خونة، كما خاطب شقيق نزار صاغية، عددا من النقابيبن الشرفاء في معرض حثهم لنصرة شقيقه!

 

لا شك ابداً في دور كبير للمحامي نزار صاغية في سياق إثارة قضايا محقة ومتابعتها من الناحية القانونية، وله اسهامات مهمة في مجال التشريع وتحديث القوانين.لكن في بعض الملفات القليلة غلّب الأجندة السياسية للجهات الممولة.. ولم يكن موفقاً، كموقفه من ملف جريمة انفجار المرفأ مثلا. هنا، ماشى صاغية رأيه بما يتناسب مع الجهات الممولة، وهذا عيب كبير.

لقد أظهرت بعض الوثائق استلام صاغية ملايين الدولارات، لم تظهر في بياناته المالية الرسمية وفي موازناته، وهو مطالب بتوضيح هذا الموقف، قبل أن يطالب اللبنانيين بالوقوف إلى جانبه.

حتى البيانات الرسمية الصادرة عنه تفيد بدخل صاف يقارب ٨٠٠ الف دولار سنوياً.وفي معرض تفسيره لذلك، يوضح صاغية أن هذه الأموال بدل اتعاب هو وفريقه وبدل الدعاوى المجانية التي يرفعها بالوكالة عن أصحاب قضايا محقة أو بدل دراسات.. الخ.

مثل هذه المبالغ تشعرك انك امام تاجر بالحرية، لا محام ملتزم قضايا الناس. وتقودك إلى استنتاج أن لا شيء بالمجان.

في المقابل ارتكب النقيب ناضر كسبار أخطاء، نعتبرها جسيمة..

 كان على النقيب كسبار أن يتعامل مع الحرية بحرية أكبر، لا أن يواجه التجارة بالحرية بما بدا وكأنه إستثمار في قمعها.!

– بحق النقابة وظيفتها ودورها التاريخي
– بحق حرية الرأي التي كلها الدستور..
– بحق العدالة
– بحق ميزة لبنان لكونه مساحة ديمقراطية في صحراء الرمل والدم.

كان عليه أن يفتح النقابة لأبنائها الذين يتقدمون لنصرة الفقراء واصحاب القضايا المحقة، ويفتحها ايضا لكل متضرر من أجل تبيان الحقيقة والتزام حد القانون..

والمؤسف أن عددا من المتضامنين ناصروا من يتلقى مالا في سبيل مواقفه، ولم ينتصروا لمحاميين اثنين آخرين جرى استدعاؤهم، كصاغية، لمواقف مبدئية عبروا عنها كمحامين شرفاء.

صاغية تاجر حرية.. والثاني تاجر بقمع الحرية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى