حظر قناة “الجزيرة” مؤشر لارتكاب مجازر إسرائيلية جديدة(زياد علوش)
د. زياد علوش – الحوارنيوز
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، ، أن الحكومة قررت إغلاق مكتب شبكة الجزيرة الإخبارية في إسرائيل.وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن القرار جاء بإجماع أعضاء الحكومة الإسرائيلية، واصفًا الشبكة الإخبارية بأنها قناة “التحريض”.
ويتضمن القرار وقف جميع أعمال وأنشطة شبكة الجزيرة داخل “إسرائيل”، بما في ذلك النقل التلفزيوني وجميع الوسائط التابعة للشبكة من إسرائيل.
وكان الكنيست الإسرائيلي قد مرر تشريعاً، يمنح الحكومة صلاحية حظر الشبكات الإخبارية الأجنبية، إذا رأت أنها “تشكل خطراً على الأمن الوطني”.
طالما استهدفت الحكومة الإسرائيلية شبكة الجزيرة ، وزادت حدتها منذ السابع من أكتوبر/ تاريخ “طوفان الاقصى” ، عندما وصفها نتنياهو بأنها “قناة إرهابية” أيضاً.
وقد أعيت قناة الجزيرة كل حيل واستهدافات “تل أبيب” لإسكاتها او ثنيها عن كشف حقيقة الجرائم والفظائع التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي في غزة وفي عموم فلسطين،ولم يكن امام “الدولة الديمقراطية” في “شرق البرابرة” الا الكشف عن حقيقة زيف اداعاءاتها الكاذبة باتخاذ قرار الاغلاق ومصادرة المعدات بعد سبعة اشهر من العدوان على غزة ، استهدفت فيه اسرائيل الصحفيين بجرائم متعددة وبشكل خاص قناة الجزيرة، وقد تجاوز عدد الشهداء الصحفيين حتى الان 140 شهيداً.
المؤشر الاخطر لهذا القرار هو ان تكون اسرائيل بصدد ارتكاب مجازر جديدة اكثر فظاعة مما تم حتى الان، وتريد التعتيم عليها، وإلا ما كانت لتضع نفسها تحت هذا الحرج الاعلامي الكبير لو كانت تسير نحو اتجاه التهدئة، وهي التي ادركت خسارتها الاعلامية كما العسكرية والامنية وتداعي سرديتها الظالمة.
إقتحام مفاجئ لرفح طالما هددت بذلك، وحذر العالم من مغبة ارتكاب مجازر مهولة يتوافق ذلك مع تسخين الجبهة مع لبنان.
اسرائيل التي تجاوزت بفظائعها كل الخطوط الحمر في غزة، لن تتوانى عن تكرارها في اي وقت ومكان مجدداً، خاصة ان تل ابيب قد ايقنت التحول العالمي ضد سرديتها بفضل ضغط الصورة، خصوصاً تلك التي نقلتها الجزيرة، وقد اضحى ارشيفها مرجعاً لكل من يبحث عن اثباتات دامغة لإدانة المجازر الاسرائيلية.
اسرائيل التي تحكمت بالاعلام الغربي بنسبة كبيرة، تشعر انها لم تعد تحتمل انكشاف المزيد من اعمالها القذرة، خصوصاً ان ما يتم الحديث عنه من تداعيات اذا ما اقتحمت رفح فعلا ووسعت عدوانها على لبنان، فإن الإنسانية امام مشهدية في غاية الخطورة، وهذا يحتم ادانة القرار الاسرائيلي بإسكات الاعلام الحر والذي تمثل قناة الجزيرة طليعته، بقصد التعتيم على مجازر جديدة قيد التنفيذ،فهل يمكن لمجلس الأمن الدولي ان يطلع بمسؤولياته ويفرض وقفا فوريا شاملا ودائما للحرب على غزة، ويحول دون ارتكاب مجازر جديدة وقد ماطل طيلة الفترة السابقة.
*كاتب صحفي ومحلل سياسي