حزب الله ومحاربة الفساد: الإمتحان الأصعب
عندما أعلن القائد السيد حسن نصرلله عن توجه المقاومة للتصدي للفساد، ظنّ كثيرون ان السيّد قد أقحم المقاومة في نفق مظلم يسكنه الأشرار الاقوياء، وما نور الامل الذي يبدو في آخر الدهاليز الا بريق عيون ثعلب ينتظر الفريسة لتصل اليه لينقضّ عليها وانه وفريقه من الواهمين.
المؤتمر الصحافي للنائب حسن فضل لله أكد للجميع ان محاربة الفساد لم يكن شعاراً مرحلياً لحزب او ابتزازاً لشلّة من السياسيين في حال اشرأبت اعناقهم خيانة عند اول استحقاق اميركي، او ابتزازاً لرجال أعمال ينافسون في سوق حرّة أو سوق سوداء ،إذ عندما تصبح الامور أرقاماً ومستندات واعلاما ووعدا وتعهدا وأحرفاً لأسماء مشبوهة، ليس على القضاء المختص او جهة الرقابة المختصة الا جمعها لتظهر اسماء اللصوص واضحة امام الرأي العام، تكون الحكاية ليست من قصص الف ليلة وليلة بل مسلسلا لأمر واقع .
ما يفعله النائب حسن فضل لله هو أقلّ الواجب وأضعف الايمان تجاه جماهير صمدت وقاتلت مع المقاومة عدّوين من أشدّ الأعداء شراسة ،بينما الضباع تنهش فسادا ونهبا وبلؤم، في جثث وجيف وجراح مواطنين أحياء في دولة حوّلها المرابون الى مسلخ للناس.
جماهير المقاومة التي تقدم التضحيات ليست فقط عناصر وأنصار حزب لله بل كل الأحرار والشرفاء ولهم على المقاومة حق وعليها واجب.
ربما أسهل الطرق لمحاربة الفساد، مقارنة ثروات الموظفين والمديرين برواتبهم حيث يوجد وزراء المقاومة، وذلك عبر التفتيش المركزي وسؤال من اين لكم هذا؟
لتكن تجربة ولو لمرة واحدة في وزارة واحدة عبر وزير مقاوم شريف لتتكشف العيوب والفضائح ولتتدحرج الرؤوس التي أينعت رقابها وحان وقت قطافها، وإنّا لقاطفيها عاجلا ام آجلا ،فكونوا السباقين وخذوا هذا الشرف، لأن الشرفاء لا بدّ قادمون ،وكما لا بدّ ان يجتمع مئة فارس شجاع وملثم لانقاذ البلاد.
إنه الإمتحان الأصعب لحزب المقاومة، فهل ينجح؟