حزب القوات اللبنانية يلعب صولد
لم يعد أمام حزب القوات اللبنانية خيارات سوى اللعب صولد بوجه الحكومة بهدف اسقاطها، بمعزل عن الربح والخسارة التي قد يجنيها كحزب ،وبمعزل عن حجم الأضرار التي ستصيب "الثورة" والكيان اللبناني على حد سواء.
لقد باتت العودة عن الإستقالة من المستحيلات، وصار الشارع سلاح القوات وخطابها ومنقذها.
ما سرب عن لقاء موفد رئيس حزب القوات اللبنانية مع البطريرك بشارة بطرس الراعي وقوله امام البطريرك من "أن القوات تتظاهر لإسقاط الحكومة وان رئاسة الجمهورية خط أحمر"، كما ذكر الزميل يزبك وهبي، لهو دليل على أن دخول القوات على خط المسيرات الإحتجاجية والتي تحولت ثورة ضد النظام السياسي وخياراته الإقتصادية، لا يعدو كونه أكثر من ركوب موجة التحركات لأغراض فئوية ولضمان عدم وصول الحراك إلى أهدافه الوطنية النهائية.
ويمكن في هذا السياق تسجيل الملاحظات التالية:
١- إن حزب القوات اللبنانية يمثل قيم اليمين المسيحي المتطرف، وهو رأس حربة الدفاع عن ألإمتيازات الطائفية وعن النظام الطائفي.
٢- إن حزب القوات اللبنانية يمثل قمة الإنتهازية في موقفه المخادع، فهو يوحي للمتظاهرين بأنه الى جانبهم، لكنه لم يعلن موقفا واحدا حيال مطلب غالبية المتظاهرين بتغيير النظام الطائفي، وقانون الإنتخاب الوطني " خارج القيد الطائفي" والغاء الطائفية السياسية.
٣- موقف القوات بشأن رئيس الجمهورية هو موقف طائفي محض، وهو امتداد لموقف البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير الذي منع جمهور 14آذار من التوجه الى بعبدا بهدف اسقاط الرئيس اميل لحود.
٤- لقد أثبت حزب القوات بأن مشاركته هي لإحداث فوضى في شارع الوحدة الوطنية الذي احيته "الثورة"، وأن الغاية من مشاركته هو مصادرة شعارات "الثورة" واستبدالها بأخرى هي نقيض "الثورة" وطنيا وطبقيا.