رأي

حزب العمال الأسترالي لا يستطيع تجاهل الاعتراف بدولة فلسطين (شوكت مسلماني)

 

د. شوكت مسلماني – سيدني

 

 سيقوم حزب العمال الأسترالي بمناقشة الاعتراف بدولة فلسطين في مؤتمره المقبل في ولاية نيو ساوث ويلز، والمقرر عقده يومي السبت 27 والأحد 28 من شهر تموز/يوليو في قاعة “تاون هول” في مدينة سيدني. وسيتيح مؤتمر حزب العمال في الولاية فرصة أخرى لأعضاء الحزب  للمناقشة والحوار والضغط أيضا من أجل الاعتراف بدولة فلسطين على الرغم من الضغوط التي يمارسها اليمين واللوبي الإسرائيلي.

إن المد الشعبي المتزايد يزيد الضغط على حزب العمال للاعتراف بدولة فلسطين، وهذا مما يوجب على حكومة حزب العمال الحالية الاقتراب من قرار الاعتراف بدولة فلسطين.

 ان الوعي العام للمجتمع الأسترالي والذي يدعو لمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، إلى جانب الموقف الموحد للمجتمعات العربية والإسلامية الأسترالية المؤيدة لفلسطين، وبالإضافة الى الدعم العمالي الساحق وأصدقاء حزب العمال العرب والفلسطينيين والحركات العمالية الأخرى الداعمة والتي تسود المجتمع الأسترالي بشكل أوسع.

 وإنني على ثقة من أن حزب العمال سوف يتوجه مرة أخرى من أجل الاعتراف الفوري بدولة فلسطين، وأثق في قدرة رئيس الوزراء أنثوني ألبانيزي وحكومة حزب العمال بقيادته على اتخاذ هذا القرار التاريخي.

 ان استطلاعات الرأي الحالية تفرض على رئيس الوزراء ان يتفهم القوة الانتخابية لملايين الأستراليين الذين يدعمون الحل العادل للشعب فلسطين.

 ان رئيس الوزراء أنثوني ألبانيز وحكومته عليهم ان يتفهموا  مدى إلحاح الناخبين الآن للاعتراف بفلسطين كدولة، وهو يدرك أن الموقف الموحد للأستراليين بما في ذلك الجاليات العربية والإسلامية في جميع أنحاء أستراليا، سيكون له تأثير كبير على نتائج الانتخابات الفيدرالية المقبلة. وهذا يجب الا يتجاهله حزب العمال الأسترالي، خاصة في مواجهة الأعداد المتزايدة من الجاليات العربية الإسلامية التي تعبر عن دعمها لحزب الخضر والحركات المستقلة الأخرى، وسيكون ذلك عبر الإدلاء بأصواتهم في الدوائر الانتخابية.

 لا يمكن لحزب العمال الأسترالي أن يتجاهل هذه الآلاف من الأعضاء العاديين وفي مئات الفروع في جميع أنحاء نيو ساوث ويلز الذين أعربوا عن دعمهم للسلام والعدالة للشعب الفلسطيني وحاجة أستراليا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، ويجب الا يتجاهل حزب العمال القاعدة العريضة من العمال النقابيين (“نقابيون من أجل فلسطين” و”اتحاد الطلاب من أجل فلسطين”) ، الذين يعارضون بشدة الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية، وجرائم الحرب “المستنكرة” التي ترتكبها إسرائيل في غزة كما وصفتها وحددتها محكمة العدل الدولية  (ICJ) والمحكمة الجنائية الدولية (ICC).

 

 لقد تم تسليط الضوء على استمرار الاحتلال الإسرائيل للأراضي الفلسطينية الذي يتعارض مع القانون الدولي، ويعتبر خرقا للعديد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولم يعد الأستراليون وأعضاء حزب العمال الأسترالي مجرد مراقبين، فإن هناك صحوة للرأي العام نتيجة لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي لا يمكن إخضاعها أو تجاهلها. كما أن ثمانية أشهر من الحرب  والإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والتي ذهب ضحيتها أكثر من 40 ألف مدني بريء  من بينهم 15 ألف طفل وآلاف آخرين ما زالوا  تحت الأنقاض وما يقرب من 80 ألف جريح وعشرات الآلاف من المسجونين، وانه لا يمكن أن تستخدم سياسة التجويع القسري ضد أبناء غزة واستخدام القوة المفرطة، وكذلك استخدام الأسلحة الفوسفورية غير القانونية في غزة وجنوب لبنان على مرأى  من جميع الناس.

 

إن قرار السيناتور العمالية فاطمة بايمان بالتصويت بناءً لضميرها، لهو في عيون ملايين الأستراليين قرار شجاع ومبرر وقد حظي موقفها بدعم كبير من أعضاء حزب العمال وكذلك المنظمات المجتمعية التي ترى أن تصويتها للاعتراف بفلسطين يتوافق مع سياسة حزب العمل، ولا يمكن تجاهل عدد البيانات الداعمة التي نشرتها منظمات المجتمع العربي والإسلامي بالإجماع في جميع أنحاء أستراليا.

أعتقد أن هذه هي أفضل فرصة لدينا للاعتراف بدولة فلسطين، وهذا لن يتم  إلا بوجود حزب العمال في الحكومة وبرئاسة أنثوني ألبانيزي، ومن اجل ان نضمن حدوث ذلك قريبًا وقبل الانتخابات المقبلة، ان نستمر بالضغط الانتخابي المجتمعي الداخلي والنقابي والضغط الانتخابي المجتمعي الخارجي،وهو أمر ضروري لجعل حكومتنا العمالية تتماشى مع 145 دولة اعترفت بالفعل بفلسطين كدولة ذات سيادة.

   *السناتور السابق في مجلس النواب- نيو ساوث ويلز – استراليا.

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى