“حرب نفسية” على أهل المقاومة: إسرائيل تمنع دفن القائد والشهداء(نسيب حطيط)
د.نسيب حطيط – الحوار نيوز
يشن العدو الاسرائيلي حرباً نفسية وعسكرية ضد أهل المقاومة لإذلالهم وهزيمتهم معنوياً، لتجفيف البحر الذي يسبح فيه المقاومون ،تعويضاً عن عجزه وفشله في هزيمتهم في الميدان، فيرتكب المجازر ضد المدنيين ويدمّر بيوتهم ويحرق أرزاقهم ويشغلهم من مكان الى مكان علّه يهزمهم ،فينفضّون عن ابنائهم المقاومين ويفتح الطريق امامه لقطع رؤوسهم!
يقوم العدو بحرب نفسية، لإعدام المعنويات وقتل الأمل بالانتصار او العودة ومنعهم عن التعبير عن عواطفهم ومشاعرهم ،سواء في مكان اقامتهم كنازحين او بعدهم عن احبتهم الشهداء.
يشن العدو حربا على اهل المقاومة وعلى الذاكرة والثقافة والهوية والتاريخ، وعلى كل ما هو جميل في ارضهم وثقافتهم وتقاليدهم . يحاول محو الهوية الثقافية والدينية ،فيدمّر الحدائق والاسواق التراثية ويقصف قرب قلعة بعلبك ويدمّر المساجد وكل شيء يدل علينا ..!
يمارس العدو أبشع حرب غير أخلاقية ضد اهل المقاومة وفق التالي:
– منع تشييع السيد الشهيد ، ودفنه دون مشاركة احبته وانصاره واهل المقاومة حتى يظهر ضعفهم وعجزهم عن دفن قائدهم وليظهر قدرته وسيطرته.
– يمنع سحب جثامين الشهداء من ارض المعركة وكذلك رجال الاسعاف والدفاع المدني، ويحاصر جثثهم الطاهرة ليزيد التعذيب في قلوب الامهات والزوجات والاهل .
– يمنع تشييع الأحبة الذين توفاهم الله في قراهم،فإما يدفنوا كودائع خارج قراهم او يدفنون في قراهم دون قدرة اهلهم وأحبتهم على المشاركة …
– يمنع عمليات الانقاذ عند قصفه للقرى والمدن ويقصف سيارات الاسعاف والاطفاء حتى لا يكون هناك جرحى، بل الجميع .. شهداء !
– يمارس الترهيب والتخويف عبر الانذارات التي يبثّها كل يوم لإخلاء بعض المباني او القرى لتعميم الرعب والقتل بالأمراض النفسية والعصبية من الآن وبعد انتهاء الحرب .
لم يترك العدو شيئا متوحشا او رذيلاً او حيوانياً ،إلا وقام به ضد أهل المقاومة، للثأر منهم لانهم هزموه عام 2000 وعام 2006 ،ولأنهم ينجبون المقاومين المقاتلين الذين يمنعوه من تدنيس الارض واحتلالها ثانية، ولذا فهو يقتل الأمهات حتى لا يُنجبن المقاومين ويقتل الاطفال حتى لا يكبروا، فيكونوا مقاتلين ويقتل الاحلام والذاكرة ويدمّر التاريخ!
لكن اهل المقاومة أعتادوا في تاريخهم على ان يكونوا مظلومين مُطاردين، ويعتقدون ان تأخير الدفن او التشييع للقائد والشهداء اياماً او اشهر، هو المواساة ،لقادتهم الأئمة(ع). فالإمام الحسين بقي ثلاثة ايام في الصحراء دون دفن، والامام موسى الكاظم بقي اياماً على جسر بغداد لم يجرؤ احد على دفنه، و”زيد الشهيد” قُتل وصلب ثم أُحرق ، وكذلك الشهيد الاول والشهيد الثاني، والامام الصدر مجهول المصير. ولذا فما يفعله العدو لإذلال المقاومين والشهداء واهلهم ،فإنه يزيدهم عزة وفخراً وكرامة ومجداً.مثله كمثل من يعاقب السمكة بإغراقها بالماء …ويجعلهم اكثر اطمئناناً بانهم على الصراط المستقيم وفي دائرة الامتحان والرضى الإلهي، وأن يكون الشهيد بلا دفن كالإمام الحسين والامام الكاظم ، فهذا ذروة الكرامة والعزة !
تحاول إسرائيل وأد هذه التجربة المجيدة للمقاومة في لبنان، وتحاول اجتثاث التاريخ ومحو الهوية الثقافية والدينية حتى لا يجرؤ أحد من العرب والمسلمين على محاربتها!
نحن أهل المقاومة في لبنان سيكون موقفنا تجاه إسرائيل المتوحشة مثال النبي” موسى”(ع) الذي خاف فرعون منه، فقتل كل الأطفال، لكن مشيئة الله جعلت النبي موسى ينتصر على فرعون ويُغرق فرعون في البحر !
نحن الطفل الذي تقتل اسرائيل كل الاطفال حتى لا يقتلها …لأننا أبناء النبي محمد والسيد المسيح وهم “التلموديون” وليسوا ابناء “التوراة “.
حربنا معهم ..حرب حماية الحضارة والدين والأخلاق…حرب تحرير الفكر من الانحراف الديني والأخلاقي…حرب ثقافية وفكرية …وهي طويلة ومستمرة ..ولن تنتهي الا بإنتصارنا وهزيمتهم.
سنهزمهم… وسننتصر بإذن الله!