حرب غزة: كيف يمكن أن تهزم شعبا يناقش رسالة ماجستير في خيمة تحت الحراب؟
الحوار نيوز – حرب غزة
بعد أن عطل العدوان الإسرائيلي كل مناحي الحياة في غزة ، وبعد أن دمر المدارس والجامعات التي أقفلت أبوابها بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر،فإن ذلك لم يثن جامعة الأزهر في غزة عن مناقشة رسالة ماجستير لأحد طلابها في خيمة في رفح، وهو ما يطرح السؤال:كيف يمكن أن تهزم شعبا يناقش رسالة ماجستير في خيمة تحت الحراب والقصف؟
فقد ناقش طالب فلسطيني رسالة ماجستير في إدارة الأعمال، من داخل مخيمات مدينة. وقالت جامعة الأزهر- غزة إن طالب الدراسات العليا صلاح محمد أحمد العايدي ناقش رسالة ماجستير في مخيمات النزوح برفح، بمتابعة عميد الدراسات العليا الدكتور إيهاب المصري عبر تقنية “الزوم”.
وأضافت أن رسالة الماجستير في إدارة الأعمال بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة الأزهر- غزة حملت عنوان “أثر تخطيط التعاقب الوظيفي على الاحتفاظ بالكفاءات.. دراسة ميدانية على بنوك المحافظات الجنوبية- فلسطين”.
وأشرف على الرسالة الدكتور محمد فارس والدكتور شادي التلباني من أعضاء هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، والدكتور بلال البشيتي مناقشا داخليا، والدكتور خليل ماضي مناقشا خارجيا، وقررت اللجنة منح الطالب درجة الماجستير.
وقال العايدي إنه يواصل مسيرته التعليمية رغم الفقد والجراح والألم، “حيث يبقى الأمل، وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة”.وأهدى رسالته إلى أرواح الشهداء والجرحى والأسرى والنازحين الصابرين والمُهدمة بيوتهم.
ومن بين مليوني نازح في قطاع غزة جراء الحرب (من أصل 2.3 مليون فلسطيني)، يوجد نحو 1.4 مليون نازح في رفح، التي تُصر إسرائيل على اجتياحها.
تحدي الحرب
وتقدم رئيس جامعة الأزهر- غزة الدكتور عمر ميلاد بتهنئة للطالب العايدي بحصوله على درجة الماجستير، كما تقدم بالشكر والتقدير للمشرفين والمناقشين على جهودهم غير العادية في أصعب الظروف، والتي تساعد الطلاب على استكمال دراستهم.
وشدد ميلاد على أن مناقشة هذه الرسالة من خيام النزوح هو تحدٍّ جديد متواصل لشعب لا يعرف المستحيل.وتابع أن الطالب وأعضاء الهيئة التدريسية يعيشون ظروفا صعبة ومعقدة في ظل العدوان الهمجي والمتواصل على قطاع غزة.
ولفت إلى أن وزير التربية والتعليم العالي سمح بمناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه لطلبة جامعة الأزهر من خيام النزوح أو عبر تقنية “الزوم”.
ومنذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، دمرت إسرائيل 5 من أصل 6 جامعات في قطاع غزة كليا أو جزئيا، وقتلت 3 من رؤساء الجامعات، و95 من عمداء وأساتذة الجامعات، حسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.