حذار العودة بالشيعة إلى “زمن التهميش”: البلد لا يتحمل قاعدة “منتصر ومهزوم”(واصف عواضة)
كتب واصف عواضة – خاص الحوار نيوز
إذا صح ما يُقال ويُكتب ويتردد ويتسرب ،من أن المشروع الأميركي – الإسرائيلي الحالي يهدف إلى القضاء على المقاومة وعصبها الرئيسي (حزب الله) في لبنان، وخلق واقع سياسي جديد على قاعدة “منتصر ومهزوم”..
وإذا صح ما يُقال ويكتب ويتردد ويتسرب،من أن هذا المشروع يبتغي تفكيك الطائفة الشيعية وبنيانها السياسي والحزبي لصالح طوائف أخرى..
وإذا صح ما يُقال ويُكتب ويتردد ويتسرب ،من أن الخطة تقتضي إنتاج مؤسسات لبنانية جديدة عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة لا يكون فيها لغالبية الشيعة أي دور فاعل..
وإذا صح ما يُقال ويُكتب ويتردد ويتسرب،من أن المطلوب شراكة وطنية جديدة تعيد البلد إلى أجواء ووقائع ما قبل الحرب الأهلية في حقبة السبعينات..
وإذا صح أن المشروع السالف الذكر يقضي بتهجير الشيعة من الجنوب لتوفير حدود آمنة لإسرائيل..
..إذا صح كل ذلك وتمكّن المشروع الأميركي – الإسرائيلي (وبدعم عربي) من تحقيق هذه “الإنجازات” ، فإن مستقبل لبنان والمنطقة ينطوي على مخاطر جمّة ينتج عنها الآتي:
- تحوّل الشيعة في لبنان والمنطقة إلى حركات إرهابية تحترف القتل والخطف والثأر والانتقام على قاعدة “علي وعلى أعدائي يارب” ،وقد شهدنا في ما مضى بعض الفصول “المخفّفة” عن هذا النموذج.
- إنتاج “ذئاب منفردة” في الطائفة الشيعية تقوم بأعمال
تُبقي البلد في حالة من التوتر والإنفلات ،ولن يقتصر ذك على لبنان بل يمكن أن يمتد إلى كامل المنطقة.
- جرّ لبنان شيئا فشيئا إلى حرب أهلية جديدة شاهدنا نموذجها الفاجر في العام 1975 ،وامتدت خمسة عشر عاما،وما زالت ذيولها تسكن في جنبات البلد.
- لن يكون الشيعة وحدهم في هذا المضمار،فما فعلته إسرائيل في غزة ،ومن خلفها أميركا والغرب،سينتج جيلا فلسطينيا لا يقل حقدا وتوترا عن الشيعة في لبنان والمنطقة.
- لن يسلم الوجود الأميركي في المنطقة من عواقب هذا المشروع إذا ما قُيد له النجاح ،ولا حتى دول الغرب التي أسهمت في تحقيقه .
- لن يسلم الحكام العرب المنخرطين في هذا المشروع من تبعاته الدموية.
إن ما تقدم ليس تهديدا ولا إنذارا لأحد ،بل هو مجرد تحذير ونصيحة لكل من له عين ترى وأذن تسمع،فالعودة إلى التاريخ القريب والبعيد تنبئ بما يمكن أن ينتج ،على أن الوسائل والتقنيات الحديثة ستسهم أكثر فأكثر في تغويل الحالة المتوقعة من جراء مثل هذه المشاريع السالفة الذكر.
من هنا على العقلاء في لبنان والمنطقة أن يتحسبوا سلفا لمثل هذه الأهداف. فالبلد لا يتحمل بعد اليوم قاعدة “منتصر ومهزوم”.
وفي هذا الإطار لفت المراقبين “كلام عاقل” لرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أطلقه قبل أيام ، بعد لقائه النائب وائل أبو فاعور فقال: “هذه المرحلة تتطلب تكاتفًا وطنيا، وممنوع أن يشعر أحد انه مهزوم، والأهم ألا يكون أحد مكسورًا، وأن نحضن بعضنا البعض، وان نفهم أن أي حل لا يمكن لأحد أن يقوم به منفردًا، والمطلب هو بالاعتراف بشهدائنا وتاريخنا .هذا ما ننادي به منذ عشرات السنين، وحان الوقت لنعترف بتضحيات بعضنا البعض” .
في الخلاصة ،إن ما قتل لبنان في الماضي والحاضر ،هي الرهانات الخاطئة والأوهام القاتلة ،فحذار التفكير بالعودة بالشيعة إلى زمن التهميش..
اللهم إني قد بلغت .. والسلام على من اتبع الهدى!