بقلم د.أحمد عياش
تتناقل ادوات التواصل خبرا مفاده ان القيمين على متجر abc رفضوا ان تتواجد بائعة محجبة رفضاّ للاشارات الدينية التي تميّز الناس.
للوهلة الأولى ظننت ان في الأمر مغالاة وكذبا، واننا على مشارف انتخابات نيابية حيث تظهر الاحزاب الحاكمة والطائفيون اجمل ما عندهم من تفاهات لحقن الناس ولدعوتهم الى العودة الى القطيع فوراً خوفاً من ذئاب الآخرين.
الا ان الخبر التافه كان صحيحا، وكأننا نعيش على مايرام ،وكأن البلاد تعيش استقرارا وبحبوحة وما همّنا نحن اللبنانيين الا النقاشات الفكرية والعقائدية والماورائية وما في السماء وما في الارض وما في اعماق البحار.
نحن في حالة بؤس ايها الاخرق،ايها العنصريّ،ايها الطائفيّ.البلاد في حالة ويل وموت وافلاس وانت تهمك الاشارات وكأن كل هذا العهر الطائفي المالي ليس بإشارات مميزة.
قليلا من الاخلاق وكثيرا من الصبر ومن الهدوء.
لم يكن الحجاب يوما اشارة الا للعقول المنحرفة .فالحجاب ليس موضة اسلامية او عربية ،الحجاب موجود عند كل الشعوب حتى الاوروبية منها.النساء المسنّات في الريف لا يدخلن كنائس بلغاريا وفرنسا الا بعد ان يضعن ما يخبىء شعر الرأس.
والراهبة لم تُعرف الا محجبة.
والسيدة مريم العذراء(ع)لم يرسمها رسام ولم ينحت شكلها نحات الا وهي محجبة.
اذن الحجاب ليس اشارة تمييز ، كما أن اللا حجاب لا يعني ثقافة مفرطة ورقياً، انما العقول وحدها اشارة تدل على اصحابها التافهين .
من يرفض ان تكون بائعة محجبة في متجره هو حرّ، انما عليه الا يستقبل زبائن محجبات لنفهم على حضارته.
من اجل المال اهلا بالمحجبات،ومن اجل العمل مرفوضات.
ما رأي صاحب متجر “أ.ب.ث” ان طلب من الراهبات نزع حجابهن قبل دخول المتجر…
فعلا اننا تافهون لمجرد التعليق على عنصريين.
ليكن للعنصري وللطائفي ما يريدانه، ولتتوقف المحجبات عن دخول متاجر لا تليق بهنّ.
امهاتنا واخواتنا محجبات ايها الأخرق.. فهل تغضب؟
زر الذهاب إلى الأعلى