وزير الدفاع لنقابة المحررين: لا ضمانات ولا آفاق للحل والخيارات مفتوحة جنوبا ..لكن الحدود اللبنانية السورية مضبوطة

كتب واصف عواضة – خاص الحوار نيوز
“..لا ضمانات ولا أفاق للغد .فالخيارات مفتوحة على كل الاحتمالات جنوبا ، ولا بد من خطوة ندخل من خلالها الى الحل ،لكنها ليست متوفرة حتى الآن… ” .
بهذه الخلاصة خرج مجلس نقابة محرري الصحافة برئاسة النقيب جوزف القصيفي ،من لقاء دام ساعة مع وزير الدفاع اللبناني اللواء ميشال منسى الذي كان صريحا للغاية ،فتحدث من دون قفازات ولا تمنيات ولا آمال معلقة على حبال الهواء.
حاول الوزير منسى ان يبتعد عن تظهير رأيه الشخصي ،فتناول الواقع كما هو . فالمدخل الى الحل يبدأ من ايجاد مخرج للسلاح الثقيل لدى الحزب. هذا ما يصر عليه الاميركيون والاسرائيليون .أما السلاح الخفيف والمتوسط فله زمانه ومقتضياته الشاملة ،فكل الاطراف اللبنانية لديها سلاح خفيف ومتوسط ،ومعالجته لاحقة وبالجملة وليس بالمفرق.
كرجل عسكري لا يرى الجنرال منسى أي معنى لاحتفاظ اسرائيل بنقاط محتلة في جنوب لبنان. يقول انه سأل السفيرة الاميركية ذات يوم اذا ما كان لديها تفسير لبقاء اسرائيل في هذه النقاط ،لكنه لم يجد لدى السفيرة اي جواب.
الوزير منسى كثير الحذر تجاه آفاق الموقف المتصل بأهداف وتطلعات العدو الاسرائيلي ،لكنه ليس واجسا تجاه الحدود الشرقية والشمالية وما يتردد عن حشود سورية،فيؤكد ان ذلك غير صحيح ،وان ثمة تفاهما مع النظام السوري بأن يتولى كل منا صيانة حدوده ،وعليه يقوم الجيش اللبناني باستعداداته وهو جاهز لكل طارئ.
يرى الوزير ان المشكلة الراهنة على الحدود اللبنانية السورية هي التهريب ،لكن التهريب تراجع بنسبة كبيرة نتيجة تشدد لبنان وسوريا في ملاحقة المهربين. اما المشكلة الثانية فتتلخص في تداخل الحدود ببعضها البعض ،ولذلك لا بد من ترسيم الحدود بين البلدين.

كلمة القصيفي
وكان النقيب القصيفي استهل اللقاء بكلمة جاء فيها :
صاحب المعالي
نزوركم على مرمى أيام قليلة من عيد الجيش ، فيما لبنان يسعى بمشقة لاستعادة سلامه، وانتشال وحدة أراضيه وأمن مواطنيه من براثن إسرائيل التي تحتل، وتغتال، وتدمر وتجرف وتعمل على استحداث واقع ميداني يتنافى مع الحدود الدنيا للسيادة الوطنية بهدف إسقاطه على الحل الذي تجتهد الوساطات لانضاجه،بعدما ضربت بعرض الحائط قرار وقف إطلاق النار والاعمال العدائية.
ثمة تحد آخر يلوح في الافق وهو العلاقة الملتبسة بين بيروت ودمشق في ظل الواقع الجديد في سوريا.إنه تحد قد يحمل مفاجآت غير محمودة، ولا تساعد على انتظام العلاقة بين البلدين. معالي الوزير
من موقعكم على رأس وزارة الدفاع، وهي ليست غريبة عنكم، لأنكم ابن المؤسسة العسكرية التي تتحلون بمناقبيتها، عدا الصفات الكثيرة التي ينطوي عليها شخصكم، نتمنى مصارحة الرأي العام، من خلال نقابة محرري الصحافة اللبنانية : اي طريق تسلك الأوضاع: هل طريق الاستقرار وهو مفتاح الطمأنينة والازدهار، أو على رصيف الانتظار؟ وهل تعتبرون أن الحكومة نجحت في الامتحان، أو في حاجة إلى نقاط استحقاق لتستعيد المبادرة وتحقق ما يمكن تحقيقه. للجيش في عيده تحية إحترام ، ولكم الشكر.
الوزير منسى
ورحب الوزير منسى بمجلس نقابة المحررين وشكر له التهنئة بعيد الجيش “الذي هو الحل،وهو في حاجة إلى كل أنواع الدعم وبلغنا مرحلة أصبحنا فيها نقول الحمدلله ان لدينا جيشا، لكن المؤسف ان زيادة رمزية في رواتب العسكريين دفعت بالبعض الى الطعن بها من دون الالتفات الى التضحيات والمعاناة التي تعيشها اسر العسكريين في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الضاغط والخانق .
وقال الوزير منسى ردا على سؤال : إن إتفاق وقف النار وتنفيذ القرار 1701 يقضي بانسحاب الجيش الاسرائيلي من المناطق التي يحتلها وأن تحل قوات الجيش اللبناني بمساعدة ” اليونيفيل” مكانه، كما يقضي بإطلاق الاسرى وتثبيت الحدود .وحظي الاتفاق بموافقة إلعدو الاسرائيلي والحكومة اللبنانية ، وأن الجيش اللبناني قام بعمله بنسبة 80 في المائة في جنوب الليطاني من مصادرة السلاح وتفكيك الانفاق، وذلك في إطار الخطة التي تقضي بعدم وجود أي سلاح غير سلاح الجيش اللبناني. واضاف: إن ما يقوم به الجيش هو نموذج لما سيطبق في المناطق التي يشملها القرار الرقم 1701، اي كل لبنان.
ورأى وزير الدفاع أن هناك رفضا واضحا من العدو للالتزام بالقرار ١٧٠١ وليس في الافق ما يشير الى حل وشيك للوضع القائم ، مشيرا أن ليس هناك رفض لموضوع تسليم السلاح من قبل ” حزب الله” لكن الواقع على الارض لا يشي بترجمة هذا الموقف نظرا للتداخل الحاصل وتسارع التطورات في المحيط والاقليم .
وأكد أن المطلوب في هذه المرحلة الأسلحة الثقيلة والبعيدة المدى .وتساءل : لماذا احتلت إسرائيل النقاط الخمس التي أصبحت سبعا، أليس لتبقي الملف مفتوحا. هناك جدول زمني لتسليم السلاح، خطة تستغرق ثلاثة أشهر.يريدون أن نحدد موعدا زمنيا ، ونحن لسنا ملزمين بتواريخ او مهل .
وعن الوضع على الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، قال الوزير منسى أن ما يتم تداوله عن تحضيرات لدخول السوريين إلى لبنان غير صحيح ، والجيش يقوم باعمال المراقبة والاستطلاع ويسير الدوريات ويسخر جهوده على مدار الساعة على طول الحدود مع سوريا .
ودعا الى عدم التوقف عند الشائعات التي تهدف الى تحوير الوقائع والتشويش على حقيقة الواقع على الارض ، مؤكدا ان الامن مضبوط على جانبي الحدود وهناك التزام كامل من الجانبين والتعاون الايجابي مستمر . لكن هناك مناطق متداخلة بين البلدين والحل يكون بالتنسيق وهو ما يجب أن يتم بسرعة.
وتابع : السوريون متجاوبون لكنهم يحتاجون الى الوقت .
وكشف أن أعداد السوريين الذين عادوا إلى بلادهم هذا الشهر بلغت 120 الف عائلة وذلك بعد إغلاق المدارس، متوقعا ان تزداد أعداد العائدين مع تدفق الاستثمارات وانطلاق ورشة الاعمار في سوريا .
وقال وزير الدفاع انه لا خوف على الأمن في الداخل لأن اللبنانيين واعون لمخاطر اي تطور سلبي ولا يريدون أن تنتقل الى بلدهم عدوى القلاقل والمشاكل والتوترات في المحيط .
وردا على سؤال: هل نحن أمام حرب أو لا حرب؟ أجاب: ما من فريق في لبنان يريد سلوك هذا الدرب الخطير نظرا للتداعيات والعواقب السلبية التي سترتد على لبنان وشعبه . وعلينا أن ننتزع الذرائع من أمام اسرائيل لمنعها من الايغال في اعتداءاتها. وهي تعمل على تحقيق مصلحتها التي لا يعرف بها احد سواها.



