جميل السيد:إنها حرب دينية على الطائفة الشيعية !
الحوار نيوز – رأي
كتب النائب اللواء جميل السيد على صفحته على منصة X يقول:
عن حرب اليهود على الشيعة في لبنان،
نصيحة إلى نتانياهو من باب الجدّ، لا من باب التهويل والتهكّم…
منذ تفجير إسرائيل أجهزة (البايجر) بين آلاف المدنيين في الجنوب والضاحية والبقاع الثلاثاء والأربعاء الماضي،
إلى ما تلاها من إستهدافات وإغتيالات وتدمير المباني على سكانها في الضاحية،
إلى القصف الجوي والأرضي للجنوب والبقاع المستمرّ والذي أوقع اكثر من ٥٠٠ رجل وامرأة وطفل وآلاف الجرحى من المدنيين وتدمير البيوت والقرى وتهجير اهلها،
إلى ما يهدد ويتوعّد به نتانياهو بإرتكاب المزيد منه في لبنان خلال الأيام القادمة،
فإنّ الواضح للبنانيين والعالم أجمع أنّ إسرائيل وجيشها يشنّون في لبنان حرباً، ليس على المقاومة ورجالها فحسب، بل على الطائفة الشيعية حصراً، من جنوبه إلى بقاعه وضاحيته حيث البيئة الأكبر للمقاومة شعبياً وجغرافياً، حتى ولو كان لها حلفاء ومناصرون في مختلف المناطق والطوائف اللبنانية…
إذن هي تبدو اليوم للعيان حرباً دينية يشنّها يهود إسرائيل على شيعة لبنان لأنهم تجرّأوا على نُصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ذي الغالبية السُنّيّة والذي خذله الشرق والغرب منذ ٧٦ عاماً إلى اليوم،
ونتانياهو في حربه الدينية هذه في لبنان لا يرتكب خطأً سياسياً ولا عسكرياً بل خطأً مصيرياً ووجودياً على إسرائيل نفسها وعلى شعبها في مستقبل ليس ببعيد…
ويخطئ نتانياهو إذا ظنّ أنه، إذا لم تتوقف هذه الحرب الدينية اليهودية الدائرة على هذا النحو، بأنها ستبقى محصورة بالشيعة، مُراهِناً على مهادنة مؤقتة وإضطرارية من قيادات عربية سُنيّة بدأت شعوبها تدرك طبيعة ذلك الصراع رغم محاولات التعمية عليها،
ذلك أنّ تلك الشعوب التي يجمعها قرآن واحد ولو تعددت مذاهبها، تلك الشعوب نشأت وقرأت في أكثر من ثلث ذلك القرآن قصص اليهود مع الله وأنبيائه ممّا قبل السيّد المسيح ومعه، وصولاً إلى نبيّ المسلمين محمد…
مغامرة نتانياهو في هذه الحرب الدينية التي يشنها معه جوقة من المجانين المتطرفين ضد شيعة لبنان، هي في أنهم يوقظون اليوم تاريخاً من الأحقاد يستفز مشاعر المسلمين جميعاً منذ ذلك الزمن إلى مظلُمة الشعب العربي الفلسطيني اليوم،
ولأنّ العسكر الذين يخوضون الحروب ويدفعون ثمنها هُم أكثر وعياً من السياسيين الذين يقررونها، فهذه المغامرة السياسية توجب بالدرجة الأولى على قيادات الجيش والأمن في إسرائيل أن تضغط لتوقف هذه الحرب الدينية في لبنان قبل فوات الأوان وأن تعيد الأمور إلى نصابها السياسي الحقوقي الذي لا يمكن أن يستقرّ إلا بوقف الإبادة في غزة والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وقيام الدولة الفلسطينية وإعادة حدود لبنان الدولية الى ما كانت عليه منذ إنسحاب العام ٢٠٠٠ إلى عام ١٩٤٩ وما قبْله…
وفي خلاف ذلك، ومهما طوّرت إسرائيل وسائلها التقنية والعسكرية والإلكترونية ومهما بلغت من القوة فإنّها لن تستطيع أن تضمن لا أمناً ولا إستقراراً ولا حتى وجوداً ،لأنّ القوّة وحدها لا تصنع إستقراراً ولا تضمن وجوداً في هذا المحيط العربي المتوقّد بالمشاعر الدينية والمُشْبَع بقصص القرآن …
ومن لا يقرأ التاريخ يغرق في وُحولِهِ، ومن يجهل الدِّين لا يُدرِك طبيعة البشر…