سياسةمحليات لبنانية

تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني”الطائف” بوابتنا للإستقلال الحقيقي

في عيد الإستقلال، "كيف ما كنت بحبك يا لبنان"، لكن لا إستقلال حقيقيا من دون تطبيق إتفاق الطائف بكل بنوده.
كُتِب لي أن أكون لبنانيا وقدري أن أنتمي إلى هذه الأرض الطاهرة وبكل فخر.
في قلبي حرقةٌ كبيرة وفي عقلي صداع يؤلمني كلما فكرت في مستقبل الوطن، لأنني أحياناً لا أُصدِّقُ ما تراه عيني ،وأخجل مما تسمعه أذُني وأنا أنتمي إلى جيلِ حرب ترعرع على دوي الإنفجارات والمدافع وإنتهى بمصالحات وتسويات أعطت بريق أمل للإنتقال إلى منظومة الدولة المستقلة الموحدة الواعية الواعدة الساهرة على أمن المواطن وكرامته ولقمة عيشه، وذلك عبر "وثيقة الوفاق الوطني" المعروفة بإتفاق "الطائف" الذي أنصف الطوائف ورسم خريطة طريق نحو بناء دولة المواطنة بأفق علمانية.
أرانا اليوم في حربٍ أخرى يخوضها طغاة يزرعون الفِرقة بين الناس ويستفحلون في نزاعاتهم لإنتزاع حصص لهم في كل شاردة وواردة في أبشع المشاهد المذهبية المتهافتة على غنائمٍ ليست إلا مقدرات للدولة، يملكها جميع اللبنانين بغض النظر عن مذاهبهم ومن دون مِنّةٍ من أحد.
تارةً يتغنون "بدستور الطائف" ويفذلكون بنوده لمصالحهم الإنتخابية ،وتارةً يهددون بالإستغناء عن "الطائف" إذا لم تجر رياح تشكيل الحكومات كما تشتهي سفنهم. وبنفس الظلمة الظالمة يتكابرون على الوطن وهم مستعدون لهدم "البيت وما بداخله على أهله" ودحر الإقتصاد الوطني بحجة التمثيل المتوازن والمطالبة بحقوق المغبونين.
في هذه الذكرى للإستقلال أمنيتي ورجائي من كل من آمن بالله العلي العظيم ومن يعتبر نفسه صاحب حق في التمثيل السياسي أن يترفع عن أنانيته في هذا الظرف المحرج من تاريخنا ،وأن يتهافت ويتسابق ويستثمر كل وقته وجهده وطاقته في المطالبة بتطبيق إتفاق الطائف بكل بنوده الواضحة البسيطة الفهم وبدون أي تأويل للحفاظ على السلم الأهلي وكرامة العيش المشترك. فالوطنية يجب أن تكون عقيدة الجميع ،والمواطنة يجب ان تكون واجب الشراكة الحقيقية عند الجميع ،ووثيقة الوفاق الوطني (الطائف) تقر بوطنية الجميع وتضمن مواطنة الجميع.
لا معنى للإستقلال إذا حررنا الأرض ولم نحرر النفوس، وإذا كسبنا وزارة وخسرنا الثقة ببعضنا، وإذا أُشبِعنا بالوعود والأوهام والأكاذيب والناس جِياع ومرارة الحاجة لا تُحتمل، إذا النظام المالي يكافح الفساد بزيادة الضرائب على الناس بدل أن يقمع سرقات الفاسدين، إذا لم نشف الوطن بإستشفاء أبنائه، إذا لم نرتفع بعَلَمِنا بتعليم أولادنا، إذا كل ما يمكن أن نتفق عليه هو أن الهواء الذي نتنشقه سيخنقنا جميعاً بتلوثه، إذا أحشاؤنا مسممة بالبراز الذي نشربه مع مياهنا،  إذا بقيت الناس على ظلمتها فيما الإتجار بالكهرباء على قدم وساق بين الحكومات، إذا بطالة الشباب فاحشة وفحش شهوات الطبقة السياسية يُطبِقُ على الإقتصاد الوطني، إذا لم يستَقِّل القضاء عن السياسيين وإذا لم يُردع السياسيون عن المؤسسات العسكرية.
لا معنى للإستقلال إذا لم يُطبّق الطائف وإلا سيبقى الإستقلال كما هو اليوم، إستغلال الطبقة السياسية للوطن لبنان.
كل إستقلال وأنت بخير يا وطني.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى