غير مصنف

“جلبوع” يحفر قبر الغزاة بملعقة(أحمد عياش)

 

كتب د.أحمد عياش

احفر في الارض، انبطح، تمرمغ بالتراب ،ازحف ثم ازحف ،اصعد، عانق هواء الوطن،تنفس، ابك فقد ولدت من رحم الارض من جديد…
جنين،
جاءك من اضاء عتمتك بجسده، مَن لا تأسره جدران و مَن لا يعوزه قرار قضائي للعودة.
حرّ،
جلبوع ،حاجة اخلاقية لاطلاق سراح السجان والجلاد والمحتل نفسه من عار المهمة والاداء والنفاق.
سحر،
ليس سحراً إن تحوّل الاسير الى سلحفاة، الى ارنب، الى خلد، الى نمر، الى نسر، الى حرية.
كانوا جميعا يحفرون معه قبرا للغزاة.
جلبوع،
التقاء خط المستحيل بخط البطولة بخط الفداء .
احفر بشوكة،
احفر بسكين،
احفر بأظافرك، بأسنانك، برموش عينيك وانهض من خلف اسوار عدوّك كالشبح، حرّاً كما ولدتك أمّك، طاهرا كما تحلو بك فلسطين.
هنا البشارة لأمّك.
هنا البشارة لوطنك،
هنا البشارة لامتك ولكل الاحرار المهزومين.
موعد،
موعد تعمّد المقاتل بالتراب ، موعد انبثاق الحرية من سجن الانين .
هنا سرّ التحدي ولغز الكلمة الاولى .
بين جلبوع وجنين تحدّد الموعد ،الفدائي مشى ولن يخطىء الطريق،
شقّ الضوء سماء الامة المهزومة ،رسم الطفل العربي قوس قزح الفدائيين العائدين.
هنا فلسطين.
هنا الاتجاهات كلها تلتقي عند اعتاب القدس .
تقول المعجزة الفلسطينية، يسقط مؤبد العبريّ دائماً امام ملعقة فلسطيني حرّ و بريء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى