طلال الامام /ستوكهولم
عندما تلتقي بالانسان الفنان السوري الاصيل جلال جوبي تحتار من اين تبدأ. الحديث عن مسيرته الفنية تشبه الغوص في محيط مليء بالجواهر، كلما تعمقت فيه تجد الكثير من الكنوز. مثقف موسيقي، يتقن العزف على ثلاث آلات :القانون، العود والكمان …يؤدي اغاني لمطربين كبار بصوت جميل. رغم كل هذه المؤهلات يحمل في داخله براءة طفل وتواضع الكبار .
التقت “الحوار نيوز” الفنان جلال وكان حديث عفوي استليناه عن بداياته الفنية فقال: “انتسبت الى معهد حلب الموسيقي وعمري لم يتجاوز الخمسة عشر عاما، ودرست الة الكمان على يد العلامة يوسف حجة. ثم درست النوتة والقواعد الموسيقية وغناء الموشحات على يد انجال الشيخ علي الدرويش ( مصطفى ونديم الدرويش ) .
أضاف:أول ظهور لي على المسرح كان عام 1982. بدأت اعزف على الكمان في مهرجانات وفعاليات حلب الموسيقية، تعرفت في هذه الفترة على كبار فناني حلب ( جميل اصفري، محمد قدري دلال ، حسن بصال ، عبد القادر حجار ، نادر عقاد ، جيرار رئيسيان ومصطفى ماهر ) . تخرجت من المعهد عام 1990 وبدأت ادرس في معهد حلب الموسيقي .اخذت في هذه الفترة رقص السماح عن الاستاذ حسن بصال ثم بدأت بالعزف في الحفلات مع مطربي حلب امثال صبري مدلل، عمر سرميني وسمير جركس وسواهم .”
سألنا الفنان جلال عن اول لقاء موسيقي مع الفنان الكبير صباح فخري فقال : ” كان اول لقاء عام 1992 في حفلة بقلعة حلب واستمريت بالعزف معه حتى عام 2010 عندما توقف الاستاذ ًصباح عن الغناء .”
وعن الالات التي يعزف عليها أجاب : “صرت في عام 1994 عضوا في نقابة الفنانين بصفة عازف كمان وبعدها عازف قانون كما انني اعزف على العود “.
وعن العمل مع الفنان شادي جميل اجاب :”بدأ التعاون مع الفنان الكبير شادي عام 2014 واستمر لعام 2017 عام انتقالي للسويد ”
عن فترة عمله في طرطوس يقول:” تركت حلب مرغما عام 2015 بسبب الحرب وبقيت فيها الى عام 2017.وكانت فترة ذهبية غنية في حياتي الفنية. قدمت برامج اذاعية واقمت وشاركت في حفلات فنية وفي المهرجانات الثقافية كما بدأت العمل مع كورال المحبة في طرطوس .
نسأل:الفنان جلال حملت على منكبيك كل هذا الارث الثقافي والفني وغادرت سورية مرغما بسبب الحرب، ولكنك غادرته جسدا كما تكرر دوما .هل لك ان تحدثنا عن الغربة عموماوعن نشاطاتك الفنية فيها ؟
يجيب: آه ياصديقي الوطن كالأم لا يعوض… الغربة غصص حرى ، تغيير جذري في حياتنا وبداية من تحت الصفر …الغربة تعني في ما تعنيه التخلي عن ذكريات ، أيام ، تاريخ، الابتعاد عن الاهل، الاصدقاء عن شوارع ومدن مزروعة فيك بكل تفاصيلها… بمعنى التخلي عن حياة بأكملها ….الغربة من ابشع الاقدار التي يواجهها الانسان…”.
نسأل: لكن ورغم منغصات وصعوبات الغربة بدأت وانت في السويد متابعة نشاطاتك الفنية المتنوعة مستندا على ذاك الارث الفني الواسع الذي حملته ، هلا حدثتنا عن تلك النشاطات ؟
يقول:” بعد وصولي للسويد بحوالي العام استلمت وما ازال حتى الان قيادة كورال اورنينا التابع للاتحاد العام للمغتربين السوريين في السويد ، كما تم عام 2020 افتتاح مدرسة الموسيقى الشرقية اورنينا التابعة ايضا للاتحاد .نقوم في المدرسة بتدريس الآلات الشرقية : العود ، الكمان الشرقي والقانون .”
سؤال: نعلم انك تقوم منذ مدة بمشروع توثيقي ضخم للتراث الموسيقي والغنائي السوري ، مشروع يحتاج لمؤسسات للقيام به .هلا حدثتنا باختصار عن هذا المشروع ؟
جواب:صحيح اقوم منذ فترة بمشروع اطلقت عليه ” وثائق وطنية للتراث غير المادي ” ،وهو مشروع ضخم يحكي قصتي مع رقص السماح بالصوت والصورة مع الاستاذ حسن بصال وسلسلة برنامج موزاييك للاستاذ الكبير نديم الدرويش ايضا بالصوت والصورة اضافة الى سلسلة كيف تتعرف الى المقامات .اقوم ببث كل هذه المواد على صفحتي بالفيس بوك وفي اليوتوب .اهمية هذه الاعمال تأتي كونها من فم اصحابها وليس نقلا عن وعن ..ومن كوني كنت شاهدا وعاصرت جميع هؤلاء العمالقة عشت معهم واخذت منهم .”
وماذا ايضا ؟
يقول: اخر اعمالي الفنية تحضير ميتودات ( مناهج لتعليم العزف على الالات ) اقصد الالات الشرقية : القانون ، الكمان والعود.اضافة الى تلحين القصائد والموشحات .واذكر منهم قصيدة موسم الورد للشاعر الكبير عمر ابو ريشة وقصائد تراتيل للاخطل الصغير وقبلة من ثغرك للشاعر على محمود طه ، روحينا يانايمين الصبا لبهاء الدين الصيادي، وأربة العود للشاعر محمود سامي البارودي. اقوم بتلحين جميع هذه القصائد بأسلوب الموشح. ولايزال العمل مستمرا.
الفنان السوري جلال جوبي يردد كل من التقاه او استمع اليه اذا خسرتك الساحة الفنية السورية مؤقتا ،لكنه شكلت مكسبا كبيرًا للجالية السورية في السويد والعالم.
ولنستمع الى عزف رائع للفنان جلال جوبي على القانون في إحدى حفلات الفنان صباح فخري: