جعجع في التعاطي مع الحريري :إغتيال سياسي موصوف (حكمت عبيد)
حكمت عبيد – الحوارنيوز خاص
تعقيب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على قرار الرئيس سعد الحريري بتعليق مشاركته وتيار المستقبل في الحياة السياسية، جاء أكثر من إستفزازي للبنانيين قبل أن يكون مستفزا للجمهور المستقبلي.
فتح هذا الموقف الذي تضمن نوعاً من الشماتة وقلة الاحترام للرئيس الحريري ولتيار المستقبل وجمهوره الوطني وللطائفة السنيّة الكريمة،ردود فعل عدة، وذلك من خلال “الاصرار” الذي أعلنه جعجع على التعاون، مع من اساء لهم، في الانتخابات النيابية المقبلة.
تعامل جعجع مع قرار الحريري وكأن شيئا لم يكن.هو استخفاف أم موقف يشكل امتدادا لمواقفه وممارساته حيال القيادات السنيّة الوطنية، وتبنيه التطرف السنّي ليبرر لنفسه مواقفه المتطرفة أولا وليشكل جسر عبور لهذه المجموعات الى السلطة في لبنان وفي سوريا ؟
اسئلة لها ما يبررها في ضوء موقفه من المجموعات التي ااقتحمت الأشرفية بحجة الرسوم المسيئة للنبي ودعوته أهل الاشرفية لعدم التعرض لهم!
موقف جعجع الأخير المعطوف على دوره في التحريض على الحريري لدى قيادات خليجية، والذي ارتضى لنفسه أن يكون رأس حربة تقويض نفوذ المستقبل في أكثر من منطقة لاسيما في الشمال ومدينة طرابلس، وصفه البعض بالإغتيال السياسي الموصوف.
وصف أعاد الى الأذهان التاريخ الطويل من الاغتيالات الجسدية الفردية والجماعية التي نفذها جعجع طوال فترة الحرب الأهلية اللبنانية واستمرت حتى اللحظة من خلال فكره الإلغائي والتصفوي.
أحد القانونيين الدوليين ربط بين اغتيال الحريري الاب في العام 2005 لرفضه الاقتتال الأهلي وتبني الفتنة السنية – الشيعية التي كانت بدأت بالتمدد نحو لبنان وسوريا ، وبين إغتيال جعجع السياسي للحريري الابن للسبب نفسه في العام 2022.
ربط ممكن أن تعززه الخلفية السياسية للجريمتين ومن استفاد منهما ومن استغل دم الحريري الأب أبشع استغلال لمصلحة مشروع سياسي وساهم بمواقفه السياسية وفبركة شهود الزور بتضليل العدالة لسنوات طويلة.
لقد انتهت المحكمة الخاصة بلبنان الى تبرئة أربعة من المتهمين لعدم وجود أدلة، أما الخامس، فكانت إدانته لزوم “حفظ ماء الوجه” للمحكمة وللمجتمع الدولي الذي رعاها، ولمن تبناها من قوى لبنانية مرتبطة بشكل أو بآخر بالمشروع السياسي الاقليمي الذي احتضن المحكمة الخاصة وعاد عن رعايته لضعف حجته بشهادة القضاة.
وبعيدا عن جريمة الطيونة التي ما زالت موضع مراجعات قضائية، يقول مصدر قريب من تيار المستقبل إن اللبنانيين ما زالوا يذكرون جيدا بعض المحطات المرتبطة بغرام جعجع للإغتيالات، وهو غرام يحتاج الى علماء نفس ليتبيّنوا أهليته للعمل السياسي وما إذا كانت الجريمة جزءا من تكوينه النفسي أو الاجتماعي ومدى المخاطر التي يتسببها للبنانيين بشكل عام ولأبناء الطوائف المسيحية بشكل خاص.
وفي شريط سريع للإغتيالات يذكّر المصدر ببعضها، على سبيل المثال لا الحصر:
- تورطه بتفجير كنيسة سيدة النجاة ومشاركته في مجزرة صبرا وشاتيلا.
- حربه في تسعينات القرن الماضي ضدّ الجيش الّلبناني بقيادة العماد ميشال عون آنذاك والتي عُرفت بـحرب الإلغاء؛ قُتِل فيها المئات، وأصيب آلاف المدنيّين.
- ادانته بجرائم عدّة؛ من بينها ارتكاب مجزرة اهدن عام ثمانية وسبعين التي أسفرت عن مقتل طوني فرنجية ـ والد رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية مع أفراد أسرته- كما قام بخطف الدّبلوماسيّين الإيرانيين الأربعة على حاجز البربارة العسكري التّابع للقوّات عام اثنين وثمانين.
- ادانته بجريمة إغتيال رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي عام سبعة وثمانين بتفجير الطّائرة العسكريّة الّتي كانت تُقلّه، اضافة الى اغتيال داني شمعون إبن الرئيس كميل شمعون مع زوجته وأطفاله؛ حكم على اثرها بالإعدام، وحلّ القوّات لكن رغم ذلك لم يرتدع.
- قتل أمين سر البطريركية المارونية المونسنيور البير خريش وثلاثة وعشرين مدنياً على جسر نهر الموت في ضاحية بيروت لقيامهم بتظاهرة سلمية.
- السجل الاجرامي طال ايضا العميد في الجيش خليل كنعان وقائد ثكنة الأشرفية العسكرية موريس فاخوري وإميل عازار قائد ثكنة البرجاوي العسكرية في بيروت وقائد الوحدة العسكرية ميشال إسرائيلي، بالإضافة الى قيادات قواتية كقائد المشاة الدكتور الياس الزايك، وشارل قربان قائد الفرقة المدرعة السابق، اضافة الى إعدام عدد من الضابط ومحاولة اغتيال قائد القوات السابق الدكتور فؤاد أبو ناضر والنائبين نجاح واكيم وميشال المر.