جعبة بلنكن كجعبة هوكشتاين :افكار غير قابلة للنقاش… مَن يضغط على مَن؟(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
مهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلنكن لجولته الشرق أوسطية بسلسلة مواقف توحي بأن الادارة الأميركية تعمل لوقف الحرب على غزة وإيجاد مخرج سياسي للنفق الذي دخلته القيادة السياسة الاسرائيلية، من خلال الإفراط في ردة فعلها على عملية غلاف غزة ( طوفان الأقصى) التي نفذتها المقاومة الفلسطينية.
ولا شك إن ردة فعل العدو تتجاوز الافراط، بل هي أقرب إلى سيناريو كان معداً قبل “طوفان الأقصى” بغطاء التطبيع العربي، لكن صدمة الطوفان افقدت خطة نتنياهو عنصر المفاجأة.
قد يكون هناك تناقض مصلحي بين واشنطن وتل أبيب، لكن لمصلحة من سينتهي هذا التناقض؟
من يملك قدرة الضغط على الآخر؟
الإدارة الأميركية الحالية التي دخلت مرحلة التحضير الفعلي للإنتخابات المقبلة تقف على حد السكين في سعيها لكسب أصوات الناخبين، بين مجموعتين من الأصوات( العربية وتأثيراتها، واليهودية وتشعباتها).
في المقابل تبدو دولة الاحتلال أكثر قدرة على الضغط إنطلاقا من قدرتها الأكبر على التأثير في الاقتصاد والمصارف، فضلا عن تشبيكها المصلحي مع غالبية الأنظمة العربية التي تتطلع بدورها إلى الإدارة الأميركية المقبلة بعد أن يخرج بايدن وحزبه الديمقراطي من السلطة!
حمل بلنكن سلة أفكار سياسية لحل غير قابل للتطبيق، وسيلقى رفض الطرفين: المُعتدِي والمُعتدَى عليه.
تماما كما هو حال آموس هوكشتاين الذي سيصل إلى بيروت غدا حاملا سلّة أفكار غير قابلة للحياة…
وتقول المعلومات أن هوكشتاين تسلم “عدم ممانعة” العدو من الانسحاب من عدة نقاط من جنوب لبنان، بإستثناء مرتفعات جبل الشيخ مقابل انسحاب كامل للمقاومة من جنوب الليطاني إلى شماله”.
لبنان سبق أن أعلن رفضه المطلق لمثل هذه الطروحات، وأعلن أن المقاومة وسلاحها شأن لبناني داخلي، أما الانسحاب من الأراضي اللبنانية فيجب أن يكون كاملا وفقا لمندرجات القرار 1701 مع ضمانات عدم إحداث أي خرق بري أو جوي أو بحري…
وتكشف المعلومات أن لبنان رفض إقتراحاً بتأجير جبل الشيخ إلى دولة الاحتلال ل 99 عاماً بعد توقيع اتفاقية سلام مع العدو!
المشهد السياسي أكثر تعقيدا من المشهد الأمني، فأي مصير للمسعى الأميركي؟
… يبدو أن الكلام ما زال للميدان!