غادة حيدر* – الحوارنيوز- خاص
تعمّد العدو الاسرائيلي إرتكاب جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، وتتمثل بإستخدامه القنابل الفوسفورية الحارقة في حربه على غزة واعتداءاته على جنوب لبنان.
وبشهادة منظمة هيومن رايتس ووتش “أنها تحققت من استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي قنابل فوسفورية خلال غاراته على قطاع غزة وعلى مواقع على الحدود اللبنانية خلال عدوانه المتواصل ،لاسيما يومي 10 و11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.”
وبحسب دراسة اجراها فريق خبراء مشترك من وزارة الزراعة اللبنانية ومختبر البيئة والزراعة والغذاء في الجامعة الاميركية، فقد تعرضت ثمانية مواقع جنوبية قصَفَها العدو الإسرائيلي بالقذائف الفوسفورية ” .
وتضيف الدراسة أن “وجود نسب كبيرة من الفوسفور في التربة وصلت الى اربعين الف جزيئية في المليون ، مقارنة مع النسبة الطبيعية التي تبلغ حوالي 100 الف في المليون ، اي بزيادة 400 ضعف ” وهو ما يؤثر في سلامة الزراعة في تلك التربة الملوثة التي تحتاج الى سنوات طويلة لتنظيفها”.
في القانون
يعرّف “البروتوكول الثالث – بشأن حظر أو تقييد استعمال الأسلحة المحرقة والمقر في العام ، في 1980 في مادته الأولى “السلاح المحرق” بأنه “أي سلاح أو أي ذخيرة، مصمم أو مصممة في المقام الأول لإشعال النار في الأشياء أو لتسبيب حروق للأشخاص بفعل اللهب أو الحرارة أو مزيج من اللهب والحرارة المتولدين عن تفاعل كيماوي لمادة تطلق على الهدف:
أ ) يمكن أن تكون الأسلحة المحرقة، مثلاً، على شكل قاذفات لهب، وألغام موجهة لمقذوفات أخرى، وقذائف، وصواريخ، وقنابل يدوية، وألغام، وقنابل، وغير ذلك من المواد.
وجاء في المادة الثانية وتحت عنوان “حماية المدنيين والأعيان المدنية”:
1- يحظر في جميع الظروف جعل السكان المدنيين بصفتهم هذه، أو المدنيين فرادى، أو الأعيان المدنية، محل هجوم بالأسلحة المحرقة.
2- يحظر في جميع الظروف جعل أي هدف عسكري يقع داخل تجمع مدنيين هدفاً لهجوم أسلحة محرقة تطلق من الجو.
3- يحظر كذلك جعل أي هدف عسكري يقع داخل تجمع مدنيين هدفاً لهجوم بأسلحة محرقة غير تلك التي تطلق من الجو، إلا حين يكون الهدف العسكري واضح الانفعال عن تجمع المدنيين، وتكون قد اتخذت جميع الاحتياطات المستطاعة كيما تقصر الآثار المحرقة على الهدف العسكري ويتفادى ويخفف إلى الحدود الدنيا في أي حال، ما قد ينجم عنها عرضاً وقوع خسائر في أرواح المدنيين أو إصابتهم بجروح أو تلف الأعيان المدنية.
- يحظر أن تجعل الغابات وغيرها من أنواع الكساء النباتي هدف هجوم بأسلحة محرقة إلا حين تستخدم هذه العناصر الطبيعية لستر أو إخفاء أو تمويه محاربين أو أهداف عسكرية أخرى، أو حين تكون هي ذاتها أهدافاً عسكرية.
النص واضح وقد وقع عليه جيش العدو في عام 2013.
إن تجاوز العدو للقوانين الدولية ليس حكرا على هذه المعاهدة، فهو يرفض تنفيذ القرارات الدولية ويتجاوز المعاهدات إلى درجة تحقير المنظمات الدولية ويرتكب العديد من الجرائم… لكن ما نحن بصدده في هذه الدراسة يتعلق باستخدام الأسلحة المحرقة المحرمة دوليا، كالقنابل الفوسفورية.
الفوسفور: كمعلومت عامة
أكتشف الفوسفور عام 1669 بواسطة الكيميائي الالماني هيننج براند ،ويمتاز الفوسفور الابيض برائحته الشبيهة برائحة الثوم وبلونه الابيض الناصع .
وهو عنصر كبيمائي اشتق اسمه من الكلمة اليونانية “فوسفوروس “phosphorus ، اي حامل الضوء ،وهو الاسم القديم لكوكب الزهرة عند ظهوره قبل مغيب الشمس .
الفوسفور الابيض هو مادة صلبة شمعية يتفاعل مع الاوكسجين ،ما يجعله سهل الاحتراق ،ويشتعل عند تعرضه لأوكسجين الغلاف الجوي ، ويستمر في الاحتراق حتى يحرم من الاوكسجين او يُستنفد .
كشفت احدى التجارب العلمية انه يمكن ان يؤدي التفاعل الكيميائي للفوسفور الى توليد حرارة شديدة وضوء ودخان، ومن هنا تأتي اخطار الفوسفور .
الفوسفور الابيض
هو عبارة عن سلاح يعمل عبر امتزاج الفوسفور فيه مع الأوكسجين.
والفوسفور الأبيض عبارة عن مادة شمعية شفافة وبيضاء ومائلة للإصفرار، وله رائحة تشبه رائحة الثوم ويصنع من الفوسفات، وهو يتفاعل مع الأوكسجين بسرعة كبيرة منتجا نارا ودخانا ابيض كثيفا، وفي حال تعرض منطقة ما للتلوث بالفوسفور الأبيض، يترسب في التربة أو قاع الأنهار والابحار وعند تعرض جسم الإنسان للفوسفور الأبيض يحترق الجلد.
استخدامات الفوسفور الابيض
كما أنه يدخل في الصناعات المختلفة لإنتاج حامض الفوسفوريك ومواد كيميائية أخرى لاستخدامها في الأسمدة والإضافات الغذائية ومركبات التنظيف.
في الماضي استخدمت كميات صغيرة من الفوسفور الأبيض في صناعة المبيدات الحشرية والألعاب النارية
ماذا يحدث للفوسفور األبيض عند إدخاله للبيئة؟
يمكن أن يتسرب الفوسفور الابيض الى البيئة عند تصنيعه، أو استخدامه َ في التصنيع، أو في العمليات العسكرية، أو عند سكبه وأثناء النقل والتخزين.
ويمكن العثور عليه في الماء والانهار والبحيرات القريبة من المنشآت التي تقوم على تصنيعه أو تستخدمه.
وفي الهواء، يتفاعل الفوسفور الابيض سريعا مع الاوكسجين في غضون دقائق.
وفي الماء، يتفاعل الفوسفور الأبيض مع الاوكسجين في غضون ساعات أو أيام.
وأما في المياه ذات معدلات الاوكسجين المنخفضة، قد يتحول الفوسفور ً ّ إلى مكون عالي السمّية يطلق عليه اسم ”الفوسفين“ الابيض الذي يتبخر في نهاية المطاف في الهواء ويتحول إلى مواد كيميائية أقل ًضررا.
وقد يتراكم الفوسفور الابيض بشكل طفيف داخل أجسام الاسماك التي ّ تعيش في البحيرات أو المجاري المائية الملوثة.
كيف يتم التعرض للفسفور الابيض؟
- يمكن للجسم امتصاص الفوسفور الأبيض عن طريق:
- العيون.
- الجلد.
- الأستنشاق.
- عبر الفم.
العيون
- يؤدي الى اصابات على مستوى القرنية.
- غسل العين لمدة 15 دقيقة بالماء الجاري العادية(مع مراعاة الغسل بالطريقة الصحيحة).
- تغطية العين المصابة بالشاش الرطب بالماء(دائما رطب).
- نقل المصاب الى المستشفى
الجلد
يكون التعرض للفوسفور الأبيض عن طريق الجلد، ويؤدي ذلك عند البشر إلى حروق شديدة وتكون هذه الحروق نخرية.
- تحديد نوع الحروق(حراري-كيميائي).
- خلع اللباس بالطريقة الصحيحة من فوق لتحت
- غسل المصاب بالماء الجاري(15د).
- تضميد ولف المكان بالشاش الرطب (دائما رطب).
- عدم نزع اي جزء من الفوسفور من الجلد إلا الظاهره منه( بملقط) .
- عدم استعمال اي مراهم طبية او غير طبية(تساعد على الأمتصاص).
- نقل المصاب الى المستشفى
الاستنشاق
- أما إذا حدث التعرض عن طريق الإستنشاق فإنه يؤدي إلى تحسس وتخرش في الجهاز التنفسي وسعال وضيق في النفس .
- فتح مجرى الهواء
- أعطاء اوكسيجين في حال توفره .
- وضع المصاب في وضع النصف جلوس.
- نقل المصاب ألى المستشفى
الفم
- اخطر انواع الإصابات
- تقييم وضع المصاب والكميه التي أخذت
- عدم السماح بشرب او أكل.
- التاكد من أن مجرى الهواء مفتوح.
- عدم تحفيز المصاب على التقيوء.
- نقل المصاب الى المستشفى
*باحثة في الشؤون البيئية
.
