سياسةمحليات لبنانية

جرح الوطن الذي لم يلتئم بتغييب الإمام الصدر( زينب عوالي)

 

كتبت زينب عوالي – خاص الحوارنيوز

في قلب بيروت، حيث تتقاطع الذاكرة مع الوجدان، اجتمعت كلمة الوطن حول جرحِ لم يلتئم منذ أكثر من أربعة عقود؛ جرح تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين.

 وتحت عنوان “قضية وطن”، نظمت لجنة المتابعة الرسمية للقضيّة ومركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات، مؤتمراً صحافياً في نقابة الصحافة، أعاد وضع الحقيقة في واجهة الضوء، وجمع بين صوت القانون وصوت العائلة وصوت الصحافة الحقيقية، في هدف تبيان آخر مستجدات القضية وتطوراتها.

وكان هذا المؤتمر مساحة تحاكي الوطن حين يفتقد أحد أعمدته. كلمات المتحدثين جاءت محمّلة بصدق الألم وبقوة الإصرار. فقد شدّد  الكاتب روني ألفا خلال تقديمه المؤتمرعلى أنّ تغييب الإمام ورفيقيه ليس حادثة معزولة، بل «ضربة في قلب لبنان» استهدفت فكرة الوطن وتوازنه، معتبراً أنّ الحقيقة لا تُولد من الصمت، وأن عودة الإمام هي عودة لوطنه وهويته ومعناه. 

أمّا نجل الإمام السيّد صدر الدين، فتمسّك بالثابتة الأساسية: الإمام حيّ في معطيات الملف، وكل ما توفر من معلومات متقاطعة يُسقط فرضية الاغتيال الفوري، مؤكداً أنّ «قضية الإمام فوق كل المساومات».

وتساءل عن سبب التخلي عن القاعدة القانونية التي تنطلق من افتراض بقاء المخطوفين قيد الحياة حتى إثبات العكس، رافضاً الانجرار وراء الشائعات التي ثبت كذبها.

 واعتبر أنّ التقصير في متابعة القضية يشمل الجميع، بمن فيهم السلطات اللبنانية، وأن السلطات الليبية المتعاقبة لم تُظهر أي تعاون فعلي رغم الاتفاقات الموقّعة، محمّلاً إياها المسؤولية الكاملة. 

ورأى صدر الدين في الإفراج عن هانيبال القذافي صفقة سياسية لا تُغيّر من جوهر القضية، مؤكداً أنّ «قضية الإمام فوق كل المساومات». كما أعلن رفض أي شكل من أشكال التطبيع مع السلطات الليبية قبل تعاونها الحقيقي لتحرير الإمام ورفيقيه، موجهاً نداءً إلى الإعلاميين بأن كلمة الإمام كانت سلاحه، وأن دورهم في كشف الحقيقة “ليس ترفاً بل واجباً”.

ومن موقع القانون، أوضح القاضي حسن الشامي أنّ الملف الليبي لم يحمل أي جديد، وأن الجهود التي بذلتها اللجنة اصطدمت مراراً بتعنت السلطات الليبية ورفض رموز النظام السابق الكشف عن الحقيقة. كما فنّد ما ورد في الوثائقي الذي بثّته الـBBC، مؤكداً غياب الأساس العلمي فيه، وأن التحقيقات العالمية في الحمض النووي أسقطت كل الروايات التي حاولت الادعاء بوجود رفات مزعومة للإمام أو رفيقيه.

ولم تغب الكلمة السياسية عن الحدث، إذ أكد عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان للحوار نيوز أنّ القضية “لا تنتهي بمرور الزمن”، وأنها حاضرة في كل لحظة من وجدان اللبنانيين، كما أشار الرئيس نبيه بري مراراً: نتعامل مع هذه القضية وكأن الإمام أُخفي بالأمس.

 أما المحلل السياسي محمد يعقوب فذكّر بعمق حضور الإمام في وجدان الناس، وهو الذي قال إن التعايش الإسلامي–المسيحي ثروة، وإن لبنان لا يبتسم وجنوبه يتألم، مضيفاً: “يا سيدنا… نحن ننتظرك، فعودتك تعيد إلينا الفرح”.

وفي نفحة وجدانية، وصف الكاتب روني ألفا  عبر الحوار نيوز الإمام بأنه «الوطن»، قائلاً إن اللبنانيين استيقظوا ذات يوم على غياب جزء عزيز من هويتهم، وإن عودة الإمام تُعيد لبنان إلى ذاته وإلى كيانه. فالقضية ليست مجرد ملف، بل اختبار لعدالة دولة ولصدقية وطن، ومسارها طويل وشاق، لكن العدالة لا بد أن تنتصر في النهاية.

فيما قال المحلل السياسي محمد يعقوب ان هذه القضية لن تموت، والسيد موسى مؤسس المقاومة، ونؤكد للامام أن هذه المقاومة مستمرة وباقون على نهجه.وأضاف:” انت القائل أن التعايش الاسلامي المسيحي ثروة يجب التمسك بها وانت يا سيدي القائل لا يمكن ان يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألماً”، واليوم نتألم وعودتك تعيد إلينا الامل والفرح فننتظرك بفارغ الصبر. 

في عالم تتقلّب فيه المصالح وتتداخل فيه الحسابات السياسية، تبقى الصحافة هي الجسر الذي يربط الحقيقة بالشعب، وهي المحراب الذي يُضاء فيه نور الحق قبل أن يصل إلى وجدان الناس. فقد قالها الامام موسى الصدر يوماً: الصحافة محراب لعبادة الله ولخدمة الانسان.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى