النائب الياس جرادة وجها لوجه مع منتخبيه اليوم..فماذا عساه يقول؟
كتب محمد هاني شقير
إعتاد اللبنانيون على استقبال النواب في المناسبات والانصات لهم، وفي غالب الأحيان التصفيق لخطاباتهم الشعبوية التي تخدّر الجمهور، حتى أضحت هذه السمة ايديولوجيا كسائر الايديولوجيات المهيمنة في المجتمعات فتصيبها في الصميم وتحولها الى مجرد متلق لا قيمة لرأي مكوناتها ولا صوتها مسموع.
ومن خارج السياق والمألوف وأثر نجاح نواب من خارج الاصطفافات السياسية السلطوية في لبنان ،ولدت تجربة جديدة تمثلت في مراقبة “شعب انتفاضة ١٧ تشرين” إن صح التعبير، لنوابهم ومحاسبتهم على كل موقف اتخذوه، مجتمعين أو منفردين، ولكن هذه المطالبة بقيت حبيسة وسائل التواصل الاجتماعي ولم تتعداها الى رحاب أشمل.
وقد تناغم بعض النواب التغيير مع منتقديهم وأخذوا بعين الاعتبار الانتقادات التي وجهت إليهم، غير أن هذه التجربة ما زالت جنينية ولم تصل بعد الى مرحلة النضوج الكامل. من هنا يمكن الولوج للبحث الجدي عن مغزى اللقاء الذي سيقام عصر اليوم في بلدة ابل السقي بين النائب الإشكالي الياس جرادة وممثلي القوى والشخصيات والفعاليات الذين خاضوا الى جانب كثيرين، الانتخابات الماضية وكانوا بحق بيضة القبان التي أسفرت عن فوز نائبين في دائرة النبطية وهما الياس جرادة وفراس حمدان.
منذ أن فاز جرادة بنيابته عن المقعد الارثوذكسي في مرجعيون وخروجه الى الاعلام وجهت إليه انتقادات عديدة، كما أثنى كثيرون على مواقفه، وإلتبس الموقف على آخرين حتى قال البعض ” ما عم نفهم شي”، خاصةً وأن جرادة ونواب آخرين، يلتقون في نسبة كبيرة من مواقفهم مع بعضهم البعض، لم يبادروا جديًا حتى يومنا هذا الى تأسيس تكتل نيابي يجمعهم ويكون نواة لجبهة واسعة تضم بين ثناياها مكونات من انتفاضة ١٧ تشرين ونوابا ولدوا من رحمها يحملون أفكار وأحلام وطموحات الشباب الذي تسمروا في الشوارع رافعين شعارات تدعو لإقامة دولة وطنية لا تقوم على المحسوبيات والتحاصصات الطائفية.
تجربة اللقاء اليوم بين جرادة وممثلين عن الذين ناضلوا لأجل لائحة ” معًا نحو التغيير” هي محطة قد تؤسس لعلاقة ديمقراطية فريدة من نوعها في لبنان، وتساعد على تذليل العقبات التي تقف بين النائب وناخبيه، لكنها في الوقت عينه قد تكون محطة فولوكلورية تفقد قيمتها عند انفضاض الجمع.
ترى ماذا سيقول جرادة اليوم؟ وماذا سيسمع؟ وهل سيكتب النجاح لهذه التجربة؟