رأي

الجامعة اللبنانية شجرة مثمرة.. تستمرّ في العطاء(يوسف شاهين) 

 

د. يوسف ابراهيم شاهين – الحوارنيوز

“الشجرة المثمرة تُرمى بالحجارة”.. مثلٌ يشير إلى أن الناجحين والمميّزين هم الذين يُواجَهون بالنقد غير البنّاء والهجوم بسبب نجاحهم وتميّزهم، بينما لا يلتفت أحد إلى الفاشلين أو غير المتميّزين.
وهذا المثل ينطبق على الجامعة اللبنانية، وهو خير دليلٍ على أن الأذى الذي تتعرّض له الجامعة ما هو إلّا علامةٌ على أهمّيتها وتميّزها، وأنّ النقد غير البنّاء لها يشكّل دافعاً للاستمرار في نجاحها. وهذا ما أثبتته التصنيفات على المستويات المحلية والعربية والعالمية، فقد احتلّت الجامعة اللبنانية المركز الأوّل محليّاً لعام ٢٠٢٥ حسب تقرير مؤسسة Quacquarelli Symonds (QS) على مستوى السمعة المهنية والأكاديمية، وصُنّفت أيضاً كإحدى أفضل ٢١ جامعة من جامعات العالم العربي، وفي المركز ٥١٥ على مستوى جامعات العالم. وهنا يبدو جليّاً بيتُ القصيد.

فالجامعة اللبنانية تمتدّ على مساحة الوطن من خلال ٧٦ فرعاً وشعبة، وينتسب إليها ما يقارب ٧٠ ألف طالبٍ، وفيها نحو ٢٢٠٠ موظّفٍ يشكّلون الركيزة ونبض هذه المؤسسة وروحها، يعملون بإخلاصٍ ويعكسون الصورة الصادقة لها، ويُعتبرون وقود التقدّم وثمار العطاء. يلتزمون بالقوانين والأنظمة المعمول بها، وينفّذون تعليمات وتوجيهات القيادة الحكيمة المتمثّلة بسعادة رئيس الجامعة البروفسور بسام بدران، الذي يلعب دوراً محورياً من خلال حرصه على الارتقاء بالجامعة وتطويرها على المستويات الأكاديمية والإدارية والبحثية.

إذ يقوم، منذ تولّيه رئاسة الجامعة، بسلسلة من الإصلاحات الجوهرية التي أسهمت في رفع مستوى الأداء الأكاديمي والإداري، وتطوير البحث العلمي، وتوسيع الشراكات المحلية والإقليمية والدولية، إلى جانب تبنّي سياسات شفافة قائمة على الكفاءة وتكافؤ الفرص، بعيداً من المحاباة والمحسوبيات والتحيّز. فكان ولا يزال النموذج المسؤول الذي يعمل بإيمانٍ ورسالةٍ واضحة، حاملاً همّ الطلاب والموظفين والمتعاقدين والهيئة التعليمية. وهذا ما تمّ لمسه وترجمته خلال اجتماعه الأسبوع الماضي مع رؤساء الدوائر والأقسام على مستوى الجامعة ككلّ.

فلا تعكس مخالفات البعض، التي قد تتجاوز أصابع اليد الواحدة بقليل ولا تصل إلى الإثنين، صورة الجامعة بشكلٍ عامّ. وما حصل في أحد فروعها لن يثنيها عن رسالتها العلميّة والتربويّة، وستبقى منارةً للعلم والمعرفة ومثالاً للنزاهة والنجاح والتميّز. وإنّ مسيرتها العلمية مستمرّة بثقةٍ وثبات، من خلال التزامها بأعلى معايير الشفافية والمسؤولية في جميع أعمالها الإدارية والعلمية والعملية، وتضطلع بدورٍ وطنيّ وإنسانيّ شامل.

أختم متوجّهاً إلى رئيس الجامعة بالقول:

كُن كالنخيلِ عن الأحقادِ مرتفعاً
يُرمى بصخرٍ فيُلقي أطيبَ الثمرِ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى