رأيرئاسيات لبنانيةسياسة

ثلاثي يجمعه العجز لا يصنع رئيسا: أزعور رئيس قلم لتسجيل المواقف (علي يوسف)

 

كتب علي يوسف – الحوار نيوز

في اطار الحرتقات اللبنانية لا يسعني الا ان أهنىء سمير جعجع عل  تمكنه وبنجاح مستغرب، من جرّ جبران باسيل الى ملعبه وانهاء كل ما كان يمثله الرئيس العماد ميشال عون من مواصفات وشعارات .أخذه لتأييد ترشيح جهاد ازعور  لرئاسة الجمهورية  والى لاعتراف العملي بالمرجعية الفرنسية خصوصا، والخارجية عموما ، لانتخاب رئيس جمهورية لبنان  والى التراجع عن شعار الرئيس القوي، والى سلخه عن حلفائه و تحويله الى شخص يطعن بالوفاء  ولا يستحق  الثقة به ..!!!! بل ذهب به وهو يأخذه الى هذا الملعب الى التأكيد في كل لحظة انه لا يمكن الوثوق به  ويشترط  عليه اعلان المواقف العلنية التي تؤكد أنه شخص يسعى لمصالح صغيرة ولا  يتمتع بأي معايير ومواصفات اخلاقية …..

 لقد سعى جعجع ، ومستفيدا من بكركي ضعيفة، لاعادة  تجربة الراحل بشير الجميل  في ضرب القيادات المسيحية المنافسة له وان كان بمضمون مختلف  … ففي حين نفذ  بشير الجميل دكتاتورية على المجتمع المسيحي تحت شعار “امن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار” ضاربا ضربة قاصمة للدور المسيحي في لبنان والمنطقة المتصل بالغرب تحت شعارات القيم الغربية  لجهة التنوع والديموقراطية، مُحدثا في ذلك انحرافا اساسيا ما يزال المسيحيون يدفعون  ثمنه .

إن ما ينفذه  جعجع هو تقديم عروض  لاعتماده وكيلا لدور تخريبي يأخذ لبنان الى الفوضى المطلوبة اميركيا وغربيا ، محاولا في طريقه القضاء على القيادات المارونية المنافسة انتقاما لعجزه عن الوصول الى رئاسة الجمهورية ،ويشمل هذا الانتقام  حزب الكتائب  خصوصا الذي اخذه سامي الجميل الى مواقع صبيانية غير مستقرة  تستجدي  اعتماده لدور اساسي لا يتمتع بالكفاءة لاحتلاله … وكذلك  التيارالوطني الحر بزعامة جبران باسيل الذي عرف جعجع التعامل مع نقاط ضعفه الكثيرة الشخصانية والنكدية  والعنادية  المتهورة  في كل اتجاه ،والذي بدأ بإظهارها خلال رئاسة عون،ما ادى الى  تهشيم   عهد  عون … ثم كثفها بعد دعم  الثنائي  لترشيح سليمان فرنجية  لرئاسة الجمهورية وفاءً…..وكل ذلك  لاستفراد باسيل وحشره  ثم دعوته الى الطاعة   في الملعب الذي يحدده له عاجزا بلا خيارات  وبتناقض ،ليس فقط مع شعاراته وموقعه بل بتناقض مع اركان تياره حتى ..!!!!

ويحاول جعجع العاجز عن الوصول الى رئاسة الجمهورية ،مستفيدا  طبعا من ضعف بكركي  الذي تحول بطريركها  الى موفد فرنسي، أن  يقود الثلاثي العاجز  ( جعجع-باسيل -الجميل)  مع بعض  ما يُسمى هزليا  بالتغييريين، الى محاصرة مارونية للمرشح سليمان فرنجية الذي يعرف الثلاثي العاجز، عدم قدرته على اخذه الى ارتباطاتهم ودورهم ضد المقاومة، وكذلك لعدم  قدرتهم على المس بزعامته المارونية في الشمال خصوصا، وعلى زعامته المعترف بها وطنيا …

 

وبعد ان نجح جعجع في اخضاع باسيل  قاد الثلاثي العاجز الى التخلي عن  الترشيح الكاريكاتوري لميشال معوض تحت شعار “مرشح مواجهة مع المقاومة” ،لانه كان لا بد من  ترشيح مرشح هزلي من نوع آخرهو “الموظف “جهاد ازعور كإشارة تبرير لانتقال باسيل ليكون شريكا للثلاثي، تقوم على اعتبار ان هذا المرشح ليس مرشح مواجهة   … ولكنه في الوقت عينه كان يعرف  جعجع ان هذا الترشيح يشكل انتقاما من باسيل عبر اظهار عدم وفائه لحلفائه  وعبر  اظهار كذب ادعاءاته وشعاراته، خصوصا شعار الرئيس القوي الذي استعمله عون  للكسب المسيحي ولاصراره ووصوله الى رئاسة الجمهورية ……

 صحيح ان ترشيح ازعور  يتم تحت شعار انه ليس مرشح مواجهة  في ما يشكل تراجعا”للمعارضة” عن  اصرارها السابق على مرشح مواجهة  مع المقاومة  ….الا انها تعتقد وهما :

١- ان هذا الترشيح سوف يحرج الثنائي وفرنجية وتكثر الضغوط عليهم  للتراجع عن ترشيح  فرنجية  على اعتباره مرشح مواجهة داعم للمقاومة … وهذا امر  لن يحدث مطلقا ..وهو نمط تفكير صبياني سياسيا …!!!

٢-ان الجميع يعرف ان الكلام عن  رئيس يحمي المقاومة هو كلام سخيف، وان كان عدد كبير من اللبنانيين يرددونه كالببغاوات.. المقاومة تحمي نفسها ولا تحتاج الى موقع يحميها .. المقاومة حررت لبنان وهي تحمي لبنان وهي فرضت تحرير مياهه  للتنقيب عن الغاز (بغض النظر عن وجهة نظري من اتفاق الترسيم) .. والمقاومة شاركت بحماية سوريا وحماية العراق وتشارك في تعزيز المقاومة في فلسطين …الخ … فالمقاومة هي التي تحمي في لبنان وتشارك في حماية الإقليم، ولهذا  يريدون مواجهتها، وان كانت الادوات والاساليب هزلية……

-ان ترشيح ازعورهو اشبه باتفاق على منصب

رئيس القلم حيث يتم عنده تسجيل المواقف في انتظار الاتفاق على الاسماء وتعيين رؤساء الدوائر والمصالح  والمدير العام وصولا للوزير والحكومة والرؤساء ….

 

إن ما نشهده في الحقيقة  هو ليس  فقط فراغا في رئاسة الجمهورية، إنه  فراغ في الفكر وفي السياسة وفي الوطنية…  

 يلعب العاجزون  في مرحلة تاريخية تحتاج فيها الملاعب  الى الأكثر قدرة واحترافا والتاريخ لا يرحم…

للأسف السياسات الانتحارية مستمرة..

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى