“ثلاثية إسرائيل” في مواجهة “ثلاثية المقاومة” (نسيب حطيط)
د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
يشنّ العدو الإسرائيلي “حربه الرابعة” على المقاومة في لبنان بحجة إرجاع المستوطنين الى الشمال، وتأمين أمنه بنزع سلاح المقاومة، واستباحه السيادة عبر احتفاظ اسرائيل وبموافقة لبنان على حق القصف والعمل العسكري لما تراه تهديداً لها دون أي إعتراض، أي موافقة لبنان على العبودية للعدو والاستباحة الأمنية وتغيير مهمة الجيش والقوى الأمنية من حماية لبنان، للعمل كشرطة حدود لحماية العدو، حتى لا تتحمل إسرائيل أي خسائر بشريه تحت شعار (الأمن لإسرائيل بأيد لبنانية ودولية)!
إن تنفيذ المشروع الإسرائيلي-الأميركي لاستعمار لبنان ، يتطلّب تنفيذ خطة “ثلاثية” المحاور، لتأمين السيطرة عليه وتقييده بصواعق تفجير دائمة ،ما يلغي أي تهديد مستقبلي للعدو وفق الآتي :
– تفجير القرى والمدن جنوبي الليطاني، لتكريس أمر واقع، لإقامة منطقة عازلة من السكان والسلاح والمسلحين، ومراقبة جوية إسرائيلية لها حق القصف و تسخير القوات الدولية والجيش اللبناني كشرطة عسكرية لأمن اسرائيل ومنع اي عمل مقاوم.
– البيوت الجاهزة، لإيواء النازحين اللبنانين الشيعة المهجرين من الجنوب والتي ستقام على مشاعات البلديات وبإدارة الحكومة اللبنانية والمنظمات الدولية ، لتثبيت منظومه اللاجئين اللبنانيين الشيعة في لبنان، وفي مرحلة لاحقة إقامة مخيمات اللجوء الثابتة للنازحين السوريين .
– توطين اللاجئين الفلسطينيين،لحل مشكلة اسرائيل التاريخية ومنع حق العودة ودمج النازحين السوريين واعطائهم الإقامة الدائمة او الجنسية اللبنانية، لتغيير المعادلة الديموغرافية اللبنانية، لصالح المسلمين (اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين).
إن تحقيق إسرائيل لهذه الثلاثية المدمّرة للصيغة اللبنانية ،تؤمن تحقيق الأهداف الآتية:
- القضاء على التوازن السكاني والطائفي اللبناني وغلبة المذهب السّني على الشيعة والمسيحيين وإلغاء الوجود المسيحي في لبنان.
- إلغاء القرار السياسي السنّي اللبناني المستقل، وكذلك الهوية الدينية السّنية المعتدلة لصالح التطرف.
- تأمين عديد بشري سوري مع بعض الفلسطينيين السلفيين، لمشاغلة المقاومين الشيعة إبتداءً ،ثم المسيحيين والسّنة (نسبة الولادات السورية اضعاف الولادات عند اللبنانيين).
ان الحرب التي تخوضها المقاومة الآن ،ليست للدفاع عن الشيعة وعن مناطقهم، بل هي حرب دفاع ثلاثية المحاور، دفاعاً عن فلسطين و لبنان والأمة.
إن الحرب التي تخوضها المقاومة الآن وتدفع الأثمان الكبيرة من الشهداء والخسائر المادية والتهجير هي حرب دفاع عن المسيحيين في لبنان، المهدّدون بالتهجير ،كما في سوريا والعراق وفلسطين، وهي حرب الدفاع عن السنّة الذين سيكونون تحت سطوة الفكر التكفيري ،كما حصل في سوريا والعراق وتحت تهديد الذوبان في الفكر الديني المتطرف وخسارة الخصوصية الدينية والسياسية والسلوكية والتقاليد والأعراف.
إنها حرب الدفاع عن الدروز الذين سيكونون أمام تكرار تجربتهم في فلسطين المحتلة ،إما الهجرة او المواجهة الدائمة ،كما في الجولان السوري المحتل، واما التطوع(إكراهاً) في الجيش الإسرائيلي (كما يعمل الفلسطينيون في المستوطنات والمصانع الإسرائيلية) وكلاهما يضر بالطائفة واهلها الموحّدين.
لا يفرحنّ أحدٌ ،بهزيمة المقاومة، نتيجة حقدٍ او خصومة او طمعٍ في ميراث موهوم او تحقيق أحلام خائبة .
عندما تنهزم المقاومة – ولن تنهزم بإذن الله- وينتصر العدو، سيكون دور الآخرين بالذبح والإستعباد. ونسأل بعض المسيحيين الذين يصفّقون للتوحش والإنتصار الإسرائيلي: ماذا فعل بكم العدو في معركة “الجبل”؟
ماذا فعل بكم العدو عندما فرّ من الجنوب عام 2000 من دون إبلاغكم..ألم يترككم على بوابة فاطمة؟
ألم يتخلى عنكم داخل فلسطين المحتلة، وأسكنكم في مخيمات وترككم على الأرصفة.؟
على اللبنانيين ان يحموا المقاومة دفاعاً عن أنفسهم، لأنها خط الدفاع الاول عن لبنان وأطماع إسرائيل، كما كانت خط الدفاع عنهم ضد الجماعات التكفيرية وغزواتها ،لأنه غير مسموحٍ للجيش اللبناني ان يتسلّح وغير مسموح له ان يملك السلاح اللازم مع انه يملك العقيدة القتالية الوطنية والرجال الشجعان.
انها حرب الدفاع عن الصيغة اللبنانية وتعايش الأديان والمذاهب وتعايش المتدينين مع العلمانيين وحرب الدفاع عن التنوع الثقافي والقيم الأخلاقية والإنسانية ضد “فيروس” الملّوث للحضارات.
المقاومون الشيعة يقاتلون دفاعاً عن أنفسهم وعن كل المذاهب وعن كل اللبنانين والمقيمين …
التحايا والشكر لكل لبناني ،استضاف نازحاً ،فكل من أحتضن أهل مقاومٍ، هو مقاومٌ وداعم للمقاومة…