ثرثرة في لحظات تحوّل…
انها نهايات وطن و ميلٌ للاندثار والتشرذم،ولّت لحظات القيامة وحلّت مكانها لحظات العدم، ما عاد في العيون بصر يجدي نفعاً ولم يعد في الآذان سمع يفيدنا لفهم الكلام…
صرنا غجرا من دون طبل ورقص، و صرنا بدوا من دون إبل ،خارج الصحراء…
من نحن لتحلّ علينا كل لعنات القدر؟
ومن نكون لتطاردنا المآسي؟
لا يُرفع للرب من دعاء في الدنيا اكثر من صلاتنا ومن دعواتنا. لا يوجد تراب على الارض عُجن بالدم اكثر مما قدمناه من شهداء.
من اين اتوا ليسرقوا احلامنا ومن اين عبروا ليقصفوا اعمارنا؟
صامدون هنا، صامدون هنا قرب هذا الجدار الأخير في مدينتنا وصامدون اكثر قرب أضرحتنا، في شوارع غربة حزينة، في مقاه بائسة رغم جمالها في عواصم العالم…
كذب من قال جاءتنا داعش من خلف البحار ومن بعد المحيط. نحن داعش، في داخل كل واحد منّا دواعش وبئس المصير، نحن من هجّرها من انفسنا و اسقطناها تنظيما ، رجالا ونساء وتاريخا ومجازر ليتعارفوا فيما بينهم ولتعرفنا حقيقتنا اننا لم نكن لنليق بامتنا وبصحرائنا وبجبالنا وبأنهارنا لاننا نفيض بداخلنا كراهية لانفسنا ولبعضنا، فمن نكون نحن ولماذا تطاردنا الاقدار رغم دعواتنا ورغم صيامنا ورغم صلاتنا؟
هل كان الانسان مشروعاً فاشلا للربّ؟
هل في السؤال كفر اكثر من مصائبنا ومن خيباتنا ومن التشكيك ببعضنا البعض كأننا جميعا جثث عملاء مؤجل مصيرها وكأن وحدهم غيرنا مشاريع جنة وشهداء.
سؤال ليس له الا ردّ واحد، تكفير واهدار دم الكاتب.
هل نحن شياطين هذه الارض ام نحن جنّها وعفاريتها ليس لدينا من هواية غير التآمر ضد بعضنا البعض …
كم نحن بحاجة للأنبياء من جديد…لنغفو ولننام بعز وبسلام.
نحن من اسقط انفسنا الممزقة والمهترئة داعشا من سلاح ومن دم ومن تعاليم معادية لمسار التاريخ في بلاد العراق والشام ، ما بين فرات ونيل عظيم…
كأنّا وجدنا لنكون شاهدين على هزيمتنا وعلى اندحارنا وعلى موتنا المتكرّر، وكأن انتحارنا المتكرّر لا يكفي لنشبع موتاً في وطن حزين…