توفيق سكر في ذكرى رحيله: آخر عنقود الجيل الاول
توفيق سكر اخر عنقود الجيل الاول من المؤلفين الموسيقيين اللبنانيين الكبار ، رحل منذ سنتين بعد ان وقَّع ملامحه على وجه الموسيقي اللبنانيه " الشرق – عربيه " تاركاً بَصْمَتَهُ الخاصه على مؤلفات بعينها ، حملت رايه وعصر التجديد في الخَلْقْ والتركيب البوليفوني تحت رايه إئتلاف جميل جمعه برؤيه شخصيه اجتهد بها لتُوفق بين سلم الشرق الموسيقي الطبيعي و سلم الغرب المعدل وبحضور لافت و مميز لانترفالات الثلاثه ارباع الصوتيه فيه ، وعلى عدد كبير ولابأس به في مؤلفاته المكتوبه بحرفيه عاليه . لقد عرف الرجل كيف يخاويهما هارمونياً ببعض ما رَآه مناسباً من عناصر السلم الغربي الكلاسيكي من افكار ومعادلات استنسبها ونجح مع من نجح من زملائه الكبار ( عاصي ومنصور الرحباني توفيق الباشا وزكي ناصيف وغيرهم ليطبع معهم حقبتهم تلك بانجازاتهم هذه الى الأبد .. ! رحل منذ سنتين بصمت كما يرحل الكبار بعد ان أدى امانه ان يكون حاضراً في عصره وعصرنا معاً بحساسيه أعطت اضائات وانوار خلابه في المشهد الموسيقي العربي ليطلع عليه بمزيج من الوان صوتيه بانوراميه ما احوجنا اليها اليوم لنعيد الاضاءه عليها . لنحتفل ؟ لا .. بل لكي تتمكن أجيال المؤلفين الجدد من المراكمة عليها ، بالضبط فوق النقاط التي تحتاج للعمل فوقها بتسلسل ومنهجيه تتلاقح عبرها ازهار عطاءاته بلقاح أزهار عطائات من اتى وسيأتي بعدهم لمتابعة مشوار الجمال والابداع ، فيكون جديراً ومؤهلاً للتعبير عن صوت عصرنا الجديد بما فيه من مهمات وضرورات تنادى هذه الاجيال بإلحاح لترعاها وتأخذها الى الامام وهي تحتفل بالجديد المطلوب . هذا الجديد الذي يخوض اليوم وسيخوض غداً شرف التعبير عن صراع الاجيال وهي تتوسل هذه الأفكار والاصوات الجديده سواء بإنجازات عصبة الخمسه الكبار او بمواضيع وموتيفات تعمل على محاكاتها بصياغات ايجابيه تتطور عنها وبها لتحتفل بكل ماهو جدير ومتوازي بالرياده ! توفيق سكر رجل كبير من بلادي ينتمي لبلاد الشرق الموسيقي المتراميه بالأحلام الكبيره منذ اطلق رميسكي كورساكوف نداءه لمؤلفي الشرق في كل مكان للسعي بالتعبير عن روح الشرق بالتأليف الموسيقي الملتزم بجماليات وسحر وعبائر الشرق التي لا تخدم ولا تُحصى . سيبقى اسمه متألقاً بأحرف من نور وجمال وموسيقى ! لروحه الجميله الطاهره سلام ومجد الموسيقى !
رؤيه وتحليل : عمار مروه