توحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم : مبادرة جديدة وتوقعات
دانييلا سعد -الحوارنيوز – خاص
يزخر المشهد الاغترابي بعدد كبير من المبادرات تتجسد على شاكلة مؤتمرات، بعضها مؤتمرات لزوم الوجاهة، والحكي للحكي، لم تطرح اشكاليات الاغتراب في الخارج (التمثيل الديمقراطي) ولا في الداخل (سرقة الودائع نموذجاً). مؤتمرات لا تترك أثراً ولم تضع آلية للمتابعة.
في المقلب الآخر، ثمة مبادرات ودعوات لتشجيع المغتربين والمنتشرين لزيارة وطنهم الأم لما لذلك من أثر مالي واقتصادي واجتماعي ووطني بطبيعة الحال، كون الزيارة في هذه الظروف الصعبة ووسط افلاس شبه تام للمؤسسات السياسية والدستورية، يأتي تأكيدا على الإيمان بلبنان ورسالة انتماء وأمل تتجدد يوما بعد يوم.
وتتشارك في هذه الرسالة مختلف المؤسسات الاغترابية على تنوعها واختلافاتها. غير أن ثمة مبادرة ظهرت في الآونة الأخيرة، ركناها قطبا الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم المسجلة في نيويورك برئاسة نبيه الشرتوني والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم (العودة الى الجذور) المسجلة في الخارج أيضاً برئاسة شكيب رمال، وتأتي هذه المبادرة بعد أشهر من التواصل بين المؤسستين بهدف توحيد جهودهما وفروعهما والتوجه بإيجابية نحو الجامعة اللبنانية الثقافية برئاسة عباس فواز للعمل معاً لتوحيد الأطر كافة على قاعدة النظام الأساسي للجامعة، لاسيما في كونها مؤسسة اغترابية لا سياسية ولا دينية.
لا شك أن القانون في لبنان يعطي الشرعية للجامعة برئاسة فواز، لكنه لا يمكنه أن يحجب الشرعية عن المؤسسات الأخرى كونهما مسجلتين في البلدان المضيفة أصولا. فضلا عن استحالة أن تدعي أي جهة كانت حقها بحصرية التمثيل الاغترابي، وبالتالي منع الادارات العامة اللبنانية من التعامل مع اي مؤسسة اغترابية قادرة على تحقيق الأهداف النبيلة للمؤسسات الاغترابية، وزالمتمثلة بتعزيز روابط وأواصر العلاقة بين جناحي لبنان ،وإبراز الوجه المشرق للبنانيين ثقافيا وسياحيا ،وسط ظلام الأوجه الأخرى،والاضاءة على ما تقوم به وزارة الثقافة من جهود محلية وخارجية على حد سواء من أجل الحفاظ على مكانة لبنان الثقافية والأدبية والعلمية، محليا وعربيا ودوليا.
وبالعودة الى مبادرة التوحيد الجديدة، فإن الجلسات تتوالى في لبنان مع وجود السيدين رمال والشرتوني في لبنان، وقد التقيا أكثر من مرة وكان آخرها بدعوة من مدير مركز الزعرور القنصل فادي ابو داغر حيث تحول اللبقاء الى مناسبة وطنية واغترابية شارك فيها نائب رئيس مجلس النواب الياس ابو صعب ووزير الداخلية السابق العميد مروان شربل الى عدد من الشخصيات الاغترابية والتربوية والأمنية.
وفي معلومات خاة بالحوارنيوز فإن موعد اعلان الأندماج بات قريبا وسيصدر بيانا عن الفريقين يتوجهان به الى فواز من أجل “لم الشمل ووحدة الصف”، كما انهما سيتوجهان الى مختلف المرجعيات، لا سيما الرئيس نبيه بري من أجل تبني وتشجيع الحوار الاغترابي، “امتدادا للتشجيع والدعوة للحوار الوطني سبيلا لوحدة الكيان والمؤسسات الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية يعكس ويترجم هذه الروحية”.
ستنجح مؤسستي نيويورك وغانا من التوحّد، لكن هل ستشاركهما مؤسسة بيروت هذه العملية؟
يقول عارفون ان “أغلب الظن أن جامعة بيروت سترفض هذه المبادرة لأنها “صادرة عن جهتين تنتحلان صفة”، كما تقول في بياناتها وأدبياتها فضلا عن كون المشاركة “تفترض بطبيعة الحال تنازلات متقابلة، وهذا غير وارد”!