إعلاممحليات لبنانيةمنوعات

تلفزيون لبنان في عهدة مجلس إدارة بعد غياب طويل: إقتراحات “لوجه الله” للنهوض بالتلفزيون الرسمي (واصف عواضة)

 

كتب واصف عواضة – خاص الحوارنيوز

..وأخيرا حسمت الحكومة اللبنانية قرارها وعيّنت مجلس إدارة جديدا لتلفزيون لبنان الرسمي ،بعد غياب طويل يعيده البعض إلى ربع قرن من الزمن ،فيما الحقيقة أن التلفزيون أمضى نحو 13 سنة من دون مجلس إدارة أصيل بسبب الخلافات السياسية على اختيار هذا المجلس،وتحديدا على هوية رئيسه المدير العام.

عيّن مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ الجمعة 11 حزيران 2025، الدكتورة أليسار النداف جعجع رئيسة لمجلس الإدارة ومديرا عاما للمؤسسة (متخطيا الإحتكار الذكوري لهذا المنصب منذ تأسيس التلفزيون) ،والأعضاء: جنان وجدي ملاط، شارل رزق الله سابا، محمد نمر زكريا مصطفى، علي إبراهيم قاسم وريما هاني خداج.(يذكر أن العرف المتبع منذ ربع قرن يقتضي أن يكون رئيس المجلس المدير العام من طائفة الملكيين الكاثوليك ،والأعضاء الخمسة الآخرون موزعون على الطوائف المارونية والسنية والشيعية والأرثوذكسية والدرزية).

سوف يقال الكثير من الكلام عن هذا التعيين وطريقته وهل التزم بآلية التعيينات أم لا ،وعن دور وزير الإعلام بول مرقص في تثبيت مستشارته على رأس التلفزيون . ليس هذا هو المهم الآن ،فما حصل قد حصل وبصورة رسمية وقانونية ومن لدن المرجع المختص ،أي مجلس الوزراء.

المهم اليوم كيف يمكن النهوض بهذه المؤسسة الوطنية التي تعيش منذ أكثر من ربع قرن من الزمن مرحلة صعبة في تاريخها الطويل الممتد على أكثر من ستة عقود، وتعاني من أزمة خانقة بدأت ملامحها مع إقفال التلفزيون عام ٢٠٠١ وإعادة تسييره بعد ثلاثة أشهر،وتفاقمت سنة بعد سنة ،على الرغم من المحاولات المتكررة لإعادة النهوض به ووضعه على سكة الحياة الطبيعية٠

ولأنني أمضيت تحت قبة هذه المؤسسة 37 عاما (1983- 2020)،وتدرجت في مواقعها من محرر مقدم للأخبار حتى منصب مساعد المدير العام وأمين سر مجلس الإدارة،وعايشت أفضل وأسوأ مراحلها ،لذلك أسمح لنفسي بكل تواضع (ولوجه الله) أن أضع في تصرف إدارتها الجديدة بعضا من خبرتي في كيفية النهوض بتلفزيون لبنان الذي سيبقى له في ذاكرتي وضميري خالص الوفاء والتمنيات.

وكنت قد أعددت تقريرا وافيا عن رؤيتي عام 2012 ،ورفعته إلى أكثر من مرجع ومؤسسة دولية إنخرطت في دراسة واقع تلفزيون لبنان ،ولقي الكثير من الاهتمام ،لكن غياب مجلس الإدارة الأصيل حال دون الأخذ ،ولو ببعض مضامينه . وها أنا في العام 2025 أعيد الكرّة ،مع تحديث هذا التقرير ولحظ بعض التطورات التي شهدها العقد الماضي من تاريخ التلفزيون.

                                   

                                      الأزمة المالية

 

إن أزمة تلفزيون لبنان الرئيسية منذ فترة طويلة هي أزمة مزدوجة : مالية وسياسية.

والأزمة المالية لها أكثر من وجه ،وهي بدأت مع إعادة فتحه على عجل عام ٢٠٠١ بعد إقفال استمر لثلاثة اشهر من دون أن يحقق هذا الإقفال أهدافه المعلنة في ذلك الحين، وهي إعادة هيكلة التلفزيون وتنظيمه ووقف الديون المتراكمة عليه، لأكثر من سبب يعرفه المسؤولون جيدا.

منذ ذلك الحين يعيش التلفزيون على مساهمة الدولة الواردة شهريا في موازنة وزارة الإعلام ، وقد بدأت بأقل من مائتي مليون ليرة لبنانية(130  ألف دولار أميركي)  ووصلت إلى ستمائة مليون ليرة(400 ألف دولار) عام 2013 ، في غياب أي مداخيل أخرى ذات قيمة سواء كانت برامجية أو إعلانية ٠وقد أبقت هذه الموازنة التلفزيون في حالة عجز دائمة ،تفاقمت معها الاستحقاقات المالية والعجز الشهري الذي بلغ أكثر من مائتي مليون ليرة شهريا ٠

 لا يمكن وصف حالة التلفزيون المالية خلال السنوات العشر الماضية ،خاصة في السنوات الخمس الأخيرة بعد انهيار العملة الوطنية ،حتى أن المراقب لَيتسغرب كيف استمر العاملون في المؤسسة بالعمل برواتب زهيدة جدا،فضلا عن تآكل المعدات والمحتويات وتراكم الديون .ويستحق العاملون بالفعل،أو من صمد منهم، كل آيات الشكر والتقدير لحفاظهم على مؤسستهم على قيد الحياة.

                              

كان من الطبيعي ان تنسحب الأزمة المالية على جميع قطاعات التلفزيون ،في الاخبار والبرامج والتجهيز والصيانة والاعلان والارشيف،بحيث بلغ الاهتراء مرحلة متقدمة كان يفترض معها ان تتدهور اوضاع الشركة الى أبعد الحدود التي تصل الى مستوى التوقف عن العمل ، في حين كانت الدولة صاحبة الملكية تتعاطى مع المؤسسة بأدنى مستويات المسكّنات،باعتبار أنه ليس من ضمن الأولويات كما قال لي أكثر من رئيس حكومة.

 

الأخبار

 

تعتبر الاخبار في تلفزيون لبنان إحدى المرتكزات الاساسية للنهوض، باعتبارها القطاع شبه الرسمي الذي يعبر عن وجهة نظر الدولة بما تعنيه من حكم ومؤسسات ورأي عام،وليس فقط الحاكمين ،في ظل مئات المحطات المحلية والفضائية التي تبث من لبنان ومن اقطار الدنيا المختلفة .

 ولطالما كانت السياسة الاخبارية في تلفزيون لبنان موضع جدل داخل المحطة وخارجها.والسؤال المطروح دائما :هل ان تلفزيون لبنان هو لسان الحكم والحكومة ، ويدار بتوجيهات الرؤساء والوزراء والمستشارين، ام هو لسان الدولة بمفهومها الشامل والحاضن للراي العام اللبناني بكل شرائحه المختلفة، في اطار من الموضوعية والالتزام بالقانون والابتعاد عن الدس والتحريض والتهييج؟

يستطيع تلفزيون لبنان ان يقدم نشرة اخبارية عصرية جدا وتشد انتباه المواطن في ظل التناحر الذي تعيشه المحطات الأخرى . فالأخبار في مفهومها العصري ليست تعليقا سياسيا كما تفعل معظم المحطات الأخرى، بل هي عملية تزويد المشاهد بالخبر والصورة من دون تعليق او توجيه. وهذه مهمة يستطيع تلفزيون لبنان انجازها بأمانة،والمواطن بحاجة اليوم الى مثل هذه النشرات، وليُترك له التقديروالتقييم.

ويستطيع تلفزيون لبنان ان يسلط الضوء على الثغرات القائمة بالصوت والصورة، ليلفت نظر المسؤولين اليها لتصحيحها خصوصا في المجالات الحياتية والخدماتية ،من خلال تحقيقات مكثفة تحاكي وجهات النظر المختلفة ومن دون تجريح بأحد. لقد فعلها وزير الإعلام السابق ألبير منصور ونجحنا في هذه العملية ،عندما سلطنا الضوء، حتى على الحفر في الشوارع ،وكان المسؤولون يستجيبون في سد الثغرات فورا.

ان مثل هذه النشرات الاخبارية والمواجز والملاحق يلزمها بشكل عام فريق عمل كفؤ وديناميكي وحاضر دائما، على رأسه مسؤولون يتمتعون بالصفات نفسها ،غير خاضعين لأي توجه سياسي وغير معينين لصالح جهة معينة، حتى لو كانت الحكومة نفسها،بل يفترض ان يكون المدير العام مرجعيتهم الوحيدة. فتعدد المرجعيات لقطاع الاخبار يعكس خللا لطالما عانى منه تلفزيون لبنان. ويلزم هذا الفريق خطة عمل واضحة وتجهيزات عصرية حديثة تلبي المتطلبات ،فضلا عن وحدة دائمة للتدريب الاخباري تشرف على تأهيل من يلزمه التأهيل من هذا الفريق. وغني عن البيان ان الفريق الحالي قادر على القيام بهذه المهمة، مع ادخال دم جديد ،اذا ما توفرت له الامكانات اللازمة.

في موازاة النشرات الاخبارية يجب ان تتوفر برامج اخبارية اسبوعية ،سياسية واقتصادية وحياتية وقانونية وبيئية وثقافية،تحظى باهتمام الرأي العام. وهذا يتطلب ايضا محاورين لهم وزنهم لدى الرأي العام، ومُعدّين على صلة وثيقة بالعمل التلفزيوني. فالقاعدة التلفزيونية تفرض ان يكون المقدمون والمحاورون نجوما لدى الرأي العام، وليسوا مجرد اشخاص لا طعم لهم ولا رائحة،وان يتمتعوا بثقافة عالية في كل المجالات.

مطلوب من تلفزيون لبنان في المرحلة المقبلة نشرات إخبارية ينتظرها الناس ،وبرامج إخبارية تقدم له ما يفيد ،لا أن تعزز روح التعصب في كيانه.

 

البرامج والانتاج

 

 

ليس بالاخبار والبرامج الإخبارية وحدها ينهض التلفزيون. وهذه قاعدة ثابتة في المحطات التلفزيونية غير المختصة بالاخبار والبرامج الاخبارية.وعليه يفترض ان تكون دورة البرامج جذابة وعصرية تحاكي كل الطبقات والاعمار.

تلفزيون لبنان بحاجة ماسة الى تحريك برامجه من خلال دورات برامجية تشد انتباه المشاهد.وهذا يتطلب بداية بضعة برامج تقول للمشاهد “انا موجود ” ،على ان تتطور شيئا فشيئا نحو برامج يومية من كل الاوزان الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، كبرامج الالعاب والجوائز والمنوعات والمقابلات الفنية والثقافية وغيرها التي تدعم البرامج الاخبارية.

ويمكن استغلال الارشيف الغني لتلفزيون لبنان من خلال برنامجين ،واحد سياسي وآخر فني ،يلقيان الضوء على شخصيات ومراحل عبرت في تاريخ لبنان والمنطقة،وسبق لتلفزيون لبنان ان اجرى مقابلات وحوارات حصرية مع هذه الشخصيات بحيث تجري مقارنة بين القديم والجديد. فعلى سبيل المثال هناك مقابلة تجمع ماجدة الرومي عندما كانت في سن السادسة عشرة مع والدها الفنان حليم الرومي والعوّاد الكبير سعيد سلام ويدير الحوار المرحوم نجيب حنكش.فماذا لو استقبل تلفزيون لبنان الآن الفنانة ماجدة الرومي واجرى مقاربة بين الحدثين في حضور ضيوف آخرين.وعلى هذا الطراز يمكن احياء عشرات المقابلات الفنية والسياسية التي اجراها محاورون ومقدمون كبار في تلفزيون لبنان؟

في اي حال هناك الكثير من الافكار التي يمكن طرحها لدى مناقشة موضوع البرامج ودورات الرامج الفصلية.

ولا يخفى على احد ان إنتاج البرامج والمسلسلات الدرامية ،شكل ميزة أساسية في تلفزيون لبنان ،حيث ما تزال محطات التلفزة في لبنان والخارج تعرض هذا الإنتاج على شاشاتها بعدما ملّت شاشة تلفزيون لبنان من عرض هذه البرامج التي تم تأجيرها لمحطات أخرى، وشكلت دخلا معقولا لتلفزيون لبنان٠

 وقد جرت محاولات خلال السنوات العشر الماضية لإعادة تنشيط قطاع الإنتاج وأعدت الدراسات اللازمة لذلك، ورفعت إلى المعنيين، ولكن التمويل لعب دوره في تجميد هذه الرغبة ٠ وقد استجاب وزير الإعلام السابق طارق متري واستحصل على مليار ليرة لبنانية للانطلاق بهذا العمل ،على ان يمد التلفزيون تباعا بمبالغ أخرى لإنجاز هذا التوجه .وقد انطلق العمل بإنتاج ثلاثة مسلسلات جديدة، لكن الخطوة توقفت بعد توقف التمويل ،ومن ثم استقالة الحكومة في حينه، ووقع التلفزيون في ورطة مع الممثلين والمعدين والمخرجين الذين يؤدون هذه الأعمال لعدم القدرة على الوفاء بالتزاماته تجاههم .

 

وقد شكل توقف الإنتاج في تلفزيون لبنان خلال السنوات الماضية،أي منذ العام ٢٠٠١ ،عاملا إضافيا في معاناة تلفزيون لبنان فوق عامل التمويل، فكان الاعتماد على مصادر وبرامج بديلة في أعداد دورات البرامج الفصلية ،ابرزها البرامج والحوارات المباشرة القليلة الكلفة ،والتي تعتمد على جهود العاملين ورواتبهم الشهرية من دون أي حوافز أو كلفة إضافية ،إضافة إلى الجهود التي بذلت مع الأصدقاء  في الخارج، خصوصا في  مصر وسوريا في حينه، للحصول على برامج مجانية من مسلسلات  درامية وغيرها. وقدمت سوريا سنويا أعمالا درامية مهمة عرضت على شاشة تلفزيون لبنان في اشهر رمضان المبارك وفي الدورات البرامجية الأخرى (توقفت لاحقا المساعدة السورية بحجة سياسة التلفزيون تجاه الأزمة السورية في العهد السابق)،من دون ان ننسى الهبات المصرية وأخيرا الإيرانية.كما عمدت الادارة الى اجراء بعض التبادلات مع محطات محلية  ، إلا ان كل هذه الأعمال لم ترق بالشاشة إلى المستوى المطلوب ،فظل تلفزيون لبنان في ظل هذا الواقع قاصرا عن جذب شركات الإعلان لدعم مسيرته، ما أبقى الاعتماد المالي مقتصرا على مساهمة الدولة الضئيلة٠

 

الاعلانات

 

منذ العام  2001 توقفت الاعلانات في تلفزيون لبنان لأكثر من سبب، الا من بعض الاعلانات الذاتية. ولم تتقدم اي شركة اعلانات لاستثمار هذا القطاع.وقد لعبت الظروف السالفة الذكر جميعها دورا اساسيا في احجام المعلنين، خصوصا الدورات البرامجية غير الجذابة التي لم تشجع هؤلاء المعلنين وشركات الانتاج على الاقدام في هذا السبيل،فضلا عن ان بعض السياسات الحكومية السابقة فرملت التوجه نحو اعتماد “ريجي” اعلاني خاص.

ومن الطبيعي ان انتاج برامج جذابة للمشاهدين سوف تغير نظرة المعلنين وشركات الاعلان الى تلفزيون لبنان ،لكن هذا الأمر يتطلب ثقة ،وهذه الثقة لن تتاتى قبل ستة اشهر من اعتماد الخطط البرامجية الجديدة المنوه عنها اعلاه.

 

 

الارشيف

 

يملك تلفزيون لبنان ثروة ارشيفية غنية وهائلة لا تضاهيه فيها اي محطة أخرى في لبنان ولا في المنطقة،اذ يمتلك أكثر مئة الف شريط من مختلف الانواع والانظمة.ويمكن استغلال هذه الثروة في اكثر من اتجاه،ولكن ذلك يتطلب استكمال عملية انقاذ الارشيف وتأهيله وحفظه من التلف.

لقد جرت منذ التسعينات محاولات عدة لتأهيل أرشيف تلفزيون لبنان بما هو ثروة لا تقدر بثمن، ورفعت إلى وزراء الإعلام أكثر من مذكرة مشفوعة بالمتطلبات اللازمة لذلك، لكننا كنا نصطدم دائماً بغياب الموازنة المالية لهذا الامر٠ ومع ذلك جرى في السنوات العشر الأخيرة  جهد ملحوظ لإنقاذ هذا الأرشيف ، وكلف  فريق عمل بهذه المهمة وتم تعيين مسؤول  عن هذا القطاع، حيث قام بنسخ وإنقاذ آلاف الساعات من التلف، وهو مستمر في هذا العمل بعد ان وفرت له من الخارج المعدات المطلوبة التي باتت نادرة٠ وقد اظهر وزير الإعلام السابق وليد الداعون اهتماما لافتا  بموضوع الأرشيف،وطلب استحداث مديرية جديدة للارشيف ، وتم تعيين مدير للارشيف لأول مرة في تاريخ تلفزيون لبنان.كما كانت   لقاءات واتصالات عدة بأكثر من جهة خارجية لتأهيل هذا القطاع ،لكن بعض الشروط التي طرحت من قبل هذه الجهات لا تتلاءم مع سياسة تلفزيون لبنان القاضية بعدم إخراج المواد الأرشيفية لتأهيلها في الخارج٠

الا ان كل ذلك يحتاج الى الاموال .وتكشف الدراسات الموضوعة لهذا الغرض من مؤسسات عالمية ان كلفة تأهيل الارشيف تبلغ عشرات الملايين من الدولارات، وهي مبالغ غير متوفرة في موازنة التلفزيون وتتطلب تدخلا من الدولة صاحبة الملكية ،الا انه لا يجب التوقف بأي حال عن الجهد القائم لانقاذ وتأهيل ما يمكن انقاذه وتأهيله، بالتوازي مع وضع خطة واضحة لاستثمار الارشيف ووفق اجراءات شفافة ومقوننة ،لأن هذا الموضوع فيه الكثير من الحساسية وقد تناولته وسائل الاعلام مؤخرا بكثير من الاتهامات والتجريح.

 

 

 

 

التجهيز

 

    عانى تلفزيون لبنان أزمة مخيفة على مستوى التجهيز والمعدات  التي تتآكل بفعل القدم ،وهو لم يتمكن من تحديثها بعدما سبقها الزمن بأجيال عدة.  يحتاج تلفزيون لبنان للإنتقال إلى النظم العالمية العالي الجودة لتحسين بثه وصورته في وقت بلغ العالم أنظمة متقدمة جدا.

 

وسبق ان رُفعت المذكرات تلو المذكرات إلى وزراء الإعلام مطالبين بتحديث المعدات وأجهزة الإرسال، ولكن من دون جدوى، بذريعة ان الكلفة عالية، وهي تبلغ اليوم نحو خمسة وعشرين مليون دولار أميركي . وفي اي حال فإن المطلوب في المرحلة الأولى لتحسين صورة تلفزيون لبنان تجهيزات عاجلة وسريعة يقدرها   التقنيون بنحو ثلاثة ملايين دولار اميركي وهي معدات لا غنى عنها للاستمرار.

 

 

                          

 

                                 إقتراحات

 

 

بناء على كل ما تقدم تبدو مهمة الادارة  الجديدة صعبة ،لكنها ليست مستحيلة ،وهي تتطلب جهودا حثيثة وتعاونا مخلصا على ثلاثة محاور: محور مجلس الادارة نفسه ،محور الادارة العامة والعاملين في التلفزيون ،محور مجلس االادارة والدولة . وهذا الاخير لعله الأهم ،لأن تلفزيون لبنان يحتاج الى قرار سياسي واضح بإنهاضه ،اذ لا يمكن انقاذ التلفزيون والنهوض به اذا ما اعتمدت الدولة تجاهه سياسة :”اذهب انت وربك فقاتلا”.

وفي اي حال فإن تلفزيون لبنان يحتاج الى خريطة طريق عاجلة على المدى القريب والمتوسط ،تقوم على الإقتراحات الآتية:

 

  • استنباط وظيفة جديدة لتلفزيون لبنان تتجاوز السائد في محطات التلفزة الأخرى.
  • رفع المساهمة الشهرية من قبل الدولة الى مليون دولار على الأقل،مع العلم ان موازنة التلفزيون في الموازنة العامة من العام 2013 حتى العام 2019 تجاوزت هذا المبلغ.
  • طلب سلفة مالية منطقية للتلفزيون لتحديث المعدات، ويستطيع التقنيون تقديرها بسهولة.
  • رفع لائحة بالتجهيز والتحديث للمدى المتوسط تضع تفاصيلها المديرية التقنية
  • عقد اجتماعات عمل دائمة للمديرين برئاسة المدير العام لمناقشة اوضاع وحاجات كل مديرية .
  • اعداد دورة برامج جديدة ومتنوعة
  • اعداد برامج اخبارية رشيقة ومتنوعة ،سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وقانونية.
  • اعداد برنامجين ارشيفيين ،واحد فني وآخر سياسي
  • احياء الانتاج الدرامي عبر سلفة مالية معقولة.
  • الاستمرار في تأهيل الارشيف ووضع خطة واضحة لاستثماره
  • سياسة ادارية حازمة تعتمد الثواب والعقاب وتعيد شد الاحزمة وتضع حدا للترهل.
  • تصحيح رواتب العاملين في التلفزيون بما يتلاءم مع متطلبات الحياة.
  • الإستعانة بكفاءات جديدة تكون على خبرة بالعصر التكنولوجي الجديد.
  • تأهيل مبنى الحازمية وتشغيل استوديوهاته واستثمارها لبرامج التلفزيون وتأجيرها لمؤسسات أخرى.
  • تفعيل حضور تلفزيون لبنان في وسائل التواصل الاجتماعي،والقيام بحملة إعلانية لاحقا لتسويق شبكة البرامج الجديدة.
  • تفعيل التواصل مع الدول العربية والأجنبية القادرة على تقديم خبرات ومساعدات للمؤسسة ،وكذلك تفعيل الإتفاقات المعقودة من مؤسسات تلفزيونية في الخارج.
  • اعتبار رئيس مجلس الادارة المدير العام المرجع الأول والأخير لكل العاملين في التلفزيون.

 

                                  خلاصة

في الخلاصة ،وعود على بدء،

إن مهمة مجلس الإدارة الجديد ليست يسيرة لكنها ليست مستحيلة إذا ما تجاوبت السلطة مع متطلبات المؤسسة. ليس مطلوبا من تلفزيون لبنان أن ينافس الآخرين،بل أن يبتدع وظيفة خاصة مختلفة له ،من دون أن يتجاهل متطلبات البث التلفزيوني بجميع مواده ،كي يشعر المتلقي والمشاهد أن ثمة محطة تلفزيونية تقدم له جديدا عن السائد .ولعل التحدي الأول والأكبر لتلفزيون لبنان في المرحلة المقبلة أن يستعيد حضوره على الساحة بعد غياب ،أو شبه غياب طويل.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى