قاسم قصير
صدر عن المركز الإسلامي للدراسات كتاب جديد للعلامة السيد يوسف صفي الدين المتخصص بالعلوم القرآنية تحت عنوان : تكامل الإيمان : دراسة حول الإيمان في القرآن . والسيد يوسف صفي الدين من علماء بلدة دير قانون النهر في قضاء صور وأمضى سنوات طويلة من عمره في دراسات العلوم الدينية في حوزتي قم والنجف وتخصص في علوم القران.
وأهمية هذا الكتاب أنه يستعيد نقاشات فكرية ودينية حول قضية الإيمان في ظل ما تواجهه الظاهرة الدينية والإيمانية من تحديات اليوم بسبب تطور العلوم والتكنولوجيا والضغوط الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والنفسية، وبعد أن كثر التشكيك بأهمية الإيمان ودوره في حياتنا المعاصرة، وينطلق الكتاب من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وفق تحليل منطقي وعلمي واجتماعي.
وينقسم الكتاب إلى تمهيد وخمس فصول وخاتمة .
التمهيد يتحدث عن حقيقة الإيمان وفلسفته .
واما الفصول الخمسة فهي تتناول الموضوعات التالية : حقيقة الإنسان ، سبل الإيمان ، شروط الإيمان وموانعه ، أثار الإيمان ولوازمه، التكليف بالإيمان والمحافظة عليه.
وفي الخاتمة : تكامل الإيمان.
ويعتبر العلامة السيد يوسف صفي الدين أن هناك ضرورة اليوم لإعادة الحديث عن الإيمان لانه مظهر من مظاهر حركة الإرادة والإختيار عند الإنسان للخروج من الغفلة والتفلت من طغيان ما يححب جوهر إنسانيته وبهدف اكتشاف حقيقته وحقيقة ما يحيط به ومعرفة دوره ورسالته في عالم الوجود .
ومن المعروف أن قضية الإيمان بالله واجهت في القرن الماضي تحديات كبيرة في ظل انتشار التيارات الفكرية الوجودية والماركسية المشككة بحقيقة الإيمان ودوره، وتراجع هذا النقاش في أواخر القرن العشرين بعد بروز الثورة الإسلامية وانتشار الحركات الإسلامية ، ولكن هذا النقاش يعود اليوم في ظل انتشار تيارات الإلحاد في العالم العربي والإسلامي والتيارات المشككة بدور الدين عموما والإسلام ،خصوصا بعد الفشل الذي واجهته بعض الحركات الإسلامية على صعيد الحكم والإدارة ومعالجة هموم المجتمع رغم بعض الإنجازات التي حققتها حركات إسلامية وخصوصا المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين.
ويحاول المؤلف السيد يوسف صفي الدين في هذا الكتاب أن يعيد النقاش الفكري والإيماني إلى جذوره الأولى، للتأكيد على أهمية الإيمان ودوره في الحياة والمجتمع وذلك انطلاقا من قراءة القرآن الكريم وتفسير آياته والاستفادة من ذلك في مواجهة التحديات المعاصرة.
أنه كتاب إشكالي وجدلي في ظل أوضاع صعبة يواجهها الإنسان في عالم اليوم .
