إنتخاباتدولياتسياسة

تقدّم المرشح الإصلاحي بزشكيان:خطوة إلى الأمام في إيران.. ام إلى الوراء؟(أحمد عياش)

 

كتب د. أحمد عياش:

أمر جلل يحدث في الجمهورية الاسلامية في ايران، إذ ليس أمرا عابراً ان تأتي الانباء من طهران بتقدّم المرشح المسمّى “الإصلاحي” الطبيب المختص في جراحة القلب مسعود بزشكيان، على باقي المرشحين المسّمين بالمحافظين.

ان يتقدّم الطبيب من الاصول القومية التركية لا الفارسية، المولود في مدينة مهاباد الكردية  في محافظة أذربيجان الغربية، اشادة ونجاح للديمقراطية في الإسلام السياسي الجمهوري.

تقدّم وزير الصحة في الانتخابات صفعة للذين يتهمون الجمهورية الإسلامية بالقومية المتشددة وبالنزعات الشعبوية، علما ان معظم اسماء الإيرانيين كالأتراك اسماء عربية قبل ان تكون إسلامية.

ان يتقدّم المرشح الذي كان له موقف احتجاجي ضد المعنيين في حادثة حجاب ومقتل الصبية الكردية الإيرانية مهسا اميني في 16 ايلول من سنة 2022 في ظروف اعتقال سيئة، دليل اضافي ان حرية الرأي في طهران متاحة ومصانة للجميع ما دام النقد بناء لا تدميريا وغير مؤامراتي او مخابراتي.

ان يدلي الايرانيون باصواتهم  للطبيب الجراح الذي قال ويقول انه مع إخراج البلاد من عزلتها الدولية، وانه مع بناء علاقات ودية مع كافة دول العالم، ما عدا العدو الأصيل(إسرائيل)، وانه مع رأي يقول بعدم الولاء لا للشرق ولا للغرب من دون أن يكون معاديا للغرب او للشرق، يعني ان الإيرانيين سئموا السياسات الخارجية السابقة المتبعة من الدولة والتي انتجت اعداء جدداً ادت لازمات ولعقوبات اقتصادية أرهقت المواطنين.

أمر ما جلل يحدث في ايران يشير لتغيّر في المزاج الشعبي، وربما لتعارض المزاج الشعبي مع افكار ما يسمى بالمحافظين الذين تقدموا بترشحهم للرئاسة من رحم الحرس الثوري، وحتى ان اثنين منهم تدور حولهما اقاويل عن مشاركة في قمع المتظاهرين او المحتجين وربما حتى اكثر من القمع بكثير.

ربما الاقتراع للطبيب النائب ليس لشخصه بل هو اقتراع ضد الحرس الثوري.

أخطر ما في الأمر أن عمر المتفائل بالتغيير السيد النائب مسعود بزشكيان حوالي 69عاما، وهو اكبر سنا من باقي المرشحين، بينما يبلغ عمر المرشد الاعلى حوالي 85عاما، والأعمار بيد الله، فهل حقبة ما بعد المرشد الأعلى ستكون آمنة للنظام كما كان سابقا وحاليا، ام ان الطبيب في حال وصوله إلى الرئاسة سيلبس جلبابا مختلفا ليظهر كميخائيل غوربتشوف آخر في الجمهورية؟

صحيح انه ردد مرات عدة انه يلتزم الخطوط العريضة لتعاليم المرشد الأعلى، إنما ماذا عن التعليمات الصغيرة؟!

لم يفز السيد مسعود بزشكيان بعد، إنما مجرد قبول ترشحه هذه المرة لمنصب الرئاسة بعدما تم رفض ترشحه سابقا، إنما يدل على ان العقل الجمعي الرائد في الجمهورية يشهد مرونة ملموسة وتحولات جيدة .

حتى لو خسر ما سمي بالاصلاحي فإن مشاركته في الانتخابات أعطت نكهة ممتازة للديمقراطية في بلاد الجمهورية،  ووجهت صفعة للمشككين وللمفترين وللمتهمين بالتطرف القومي، علما ولمن لا يعرف ان المرشد الأعلى للجمهورية هو عربي ابن عربي أصيل، و لو كان حتى من مواليد إقليم أذربيجان، وليس فارسيا البتة.

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى