تعيينات بلا مؤسسات .. وتصفيق بلا وعي (وائل أبو الحسن)

وائل فايز ابو الحسن* – الحوارنيوز
فعلاً، معظم المواطنين اللبنانيين المقيمين يملكون طبعاً غريباً فريداً من نوعه: تطبيل وتهليل ومديح لا ينتهي لمن يتم تعيينهم في مناصب رسمية، سواء كمديرين عامين في مؤسسات غير موجودة أصلاً أو فاشلة ومفلسة، أو كأعضاء في مجالس إدارة لا وظيفة لها سوى زيادة الأعباء على الخزينة، وتثبيت منطق المحاصصة وتوزيع الغنائم باسم حقوق الطوائف والتوازن الطائفي.
ومع كامل احترامنا لبعض الأسماء والشخصيات المعيّنة، وسِيَرهم الذاتية ومسيرتهم المهنية، فإن حديثنا لا يستهدف الأفراد، بل يركّز على عبثية النهج القائم بحد ذاته، والذي يعيد إنتاج نفس الفشل والانهيار.
مدير عام لمؤسسة سكك الحديد والنقل المشترك؟
المؤسسة ميتة منذ عقود.
نواب لحاكم مصرف لبنان؟
هذا المصرف نفسه كان الأداة الرسمية لنهب أموال اللبنانيين، وحماية المنظومة في كل مراحل الانهيار.
مدير عام لتلفزيون لبنان؟
محطة مفلسة، متخلّفة، لا تواكب أدنى تطور، وتعيش على فتات المساعدات وذلّ التسوّل.
مدّعٍ عام مالي؟
تاريخ هذه النيابة مليء بأسماء كانوا أدوات طيّعة بيد العرّابين ، لا حماة للعدالة، ولا رادعين للفاسدين.
إمّا مؤسسات فاشلة ومتخلفة ومفلسة، أو مؤسسات شاركت في نهب المال العام والخاص، أو إدارات لا تفيد المواطن بشيء، بل تشكّل عبئاً على الدولة، ومجرد كراسي فارغة تُملأ بالتوظيف السياسي.
والناس تتابع في التهليل والتصفيق والتفاخر، كأن شيئاً عظيماً قد تحقق، وكأن الخراب إنجاز يُحتفى به.
إنه لأمر مثير للدهشة: شعب غارق في غيبوبة وطنية، يعيش على موروثات الخنوع، ويصفّق بفرح للجلادين.
*محام مغترب مقيم في المكسيك



